دراسات وتقارير خاصة بالمركز

إسرائيل وإقامة درع إقليمي على شكل حلف الدائرة


مركز الناطور للدراسات والابحاث

 

عندما تداعى الحلف التركي في نطاق معاهدة الشراكة الإستراتيجية المبرمة عام 1995 وتقوضه لم تقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متفجرة.

غني عن البيان الحلف الإستراتيجي التركي بني على أنقاض ما كان يعرف بحلف نصف الدائرة أو نصف المحيط الذي تأسس في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي وضم بالإضافة إلى إسرائيل كلا من إثيوبيا في إفريقيا وتركبا وإيران في آسيا، إيران أخرجت نفسها من هذا الحلف بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أما إثيوبيا فتفكك ارتباطها به بعد أن شهدت سلسلة من الانقلابات والتقلبات والحروب الأهلية.

وعلى ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية وعلى ضوء تدهور علاقاتها مع تركيا سعت في سياق رؤيتها الجديدة إلى تلمس الطريق لإقامة تحالفات إستراتيجية مع دول إقليمية توفر لها مجالا أرحبا وأوسع للمناورة.

ويلاحظ أن القيادة الإسرائيلية تتحرك في إطار هذا المسعى في منطقة أشبه بالقوس الإستراتيجي الذي يخدم مصالحها الإستراتيجية وفي ذات الوقت توظيف وتفعيل هذا القوس ليغدو قوس أزمات للعديد من الدول العربية.

 

القوس الإستراتيجي الإسرائيلي يتشكل من ثلاثة مكونات:

-المكون الإفريقي وهو الأرحب والأوسع بل والأكثر أهمية بسبب الموقع الإستراتيجي وقربه من إسرائيل، هذا المكون يضم عدة دول في شرقي إفريقيا كينيا ودولة الجنوب وأوغندا وإثيوبيا.

رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم رؤية واضحة وجلية لأسباب إدخال هذا المكون الإفريقي في قوس التحالفات الإسرائيلي أثناء اجتماعه برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت يوم الثلاثاء 20 ديسمبر.

يقول نتنياهو: “إن زيارتي لأربع من الدول الإفريقية مرشحة للانخراط في تكتل معنا تنطلق من رؤية جيوبوليتيكية وجيوإستراتيجية وجيواقتصادية، هذه الدول ستغدو مدماك  في البيئة الإقليمية تضمن للدول غير العربية والإسلامية مكانتها وخصوصيتها ومصالحها”.

 

المكون الثاني: هو المكون الأوسطي ويضم اليونان وقبرص، هذا المكون التحق فعلا في قوس التحالف الإستراتيجي الإسرائيلي.

ليس سرا أن إسرائيل واليونان أبرمت اتفاقا وقعه رئيس وزراء اليونان السابق باباندريو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انضمت قبرص بشطرها اليوناني إليها.

 

 

ברית ביון חדשה: ישראל, יוון ובולגריה נגד טורקיה

בחודשים האחרונים מגבשת ישראל ברית חדשה עם כמה מדינות בבלקן, שגם הן מודאגות ממדיניות ראש ממשלת טורקיה ארדואן

אירועי המשט הטורקי לעזה בסוף מאי אותתו על התמוטטות הברית האסטרטגית בין ישראל לטורקיה. בחודשים האחרונים מגבשת ישראל ברית חדשה עם כמה מדינות בבלקן, שגם הן מודאגות ממדיניות ראש ממשלת טורקיה רג’פ טייפ ארדואן. שיתוף פעולה מודיעיני, אימונים צבאיים משותפים ומאות אלפי תיירים הם כמה ממרכיבי הברית החדשה.

לעומת המתיחות וחוסר האמון בין ראש הממשלה בנימין נתניהו ושר החוץ אביגדור ליברמן לממשל האמריקאי, הקרירות מצד מדינות מערב אירופה והנתק עם העולם הערבי, בולטת “ברית הבלקן” כמהלך הדיפלומטי המשמעותי ביותר של ממשלת נתניהו.

שתי המדינות המרכזיות שישראל הידקה עמן יחסים בשנה האחרונה הן יוון ובולגריה. אבל התחממות ביחסים היתה גם עם קפריסין, רומניה, סרביה, מונטנגרו, מקדוניה וקרואטיה. מדינות אלה שותפות לדאגות ישראל מההקצנה בטורקיה ומחדירת הג’יהאד העולמי. הן מזהות פוטנציאל לשיתוף פעולה ביטחוני, כלכלי וטכנולוגי עמה.

 

الحلف الإستراتيجي بين إسرائيل واليونان

المكون الثالث القوقاز وآسيا الصغرى ويضم أذربيجان وكازاخستان وجورجيا وتركمنستان، مستوى ارتباط هذه الدول بقوس الحلف الإستراتيجي يتفاوت بين دولة أخرى لكن القاسم المشترك يكمن في الاتفاقيات الأمنية والعسكرية وفي التواجد الأمني والعسكري الإسرائيلي في هذا الأقطار.

 

أهمية المكون الإفريقي في قوس التحالف الإسرائيلي

تزامنت زيارة دولة الجنوب سلفاكير إلى إسرائيل التي أجمع على وصفها بزيارة عمل بامتياز مع مجموعة من الأحداث والتطورات اللافتة:

-تفاقم واستمرار وتصاعد التوتر بين السودان ودولة الجنوب على الحدود المشتركة بل واندلاع اشتباكات وخاصة في منطقة كردفان والنيل لأزرق ومواكبتها بتصريحات لقادة الجنوب وتهديدات بإسقاط النظام في الخرطوم.

وفي نطاق هذا التصعيد عززت سلطات دولة الجنوب من توظيفها لحركات التمرد في دارفور وعلى الأخص حركة العدل والمساواة، في نطاق ذلك كانت دولة الجنوب تعيد تأهيل وتفعيل حركة العدل والمساواة من خلال دعمها لخليل إبراهيم قبل أن يلقى مصرعه في اشتباك مع القوات السودانية في نطاق حربها غير المعلنة ضد السودان.

-الزيارات المتلاحقة لكبار المسؤولين في الدول المرشحة للانضمام إلى التكتل الإقليمي المدعوم إسرائيليا مثل رئيس أوغندا يووري موسوفيني ورئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا إلى إسرائيل، ثم المحادثات المتممة والمكملة التي أجراها سلفاكير.

رئيس الوزراء الإسرائيلي أجمل نتائج زيارة هؤلاء المسؤولين ثم المحادثات التي سيجريها هو أثناء جولة في  أربع من الدول الإفريقية إثيوبيا أوغندا كينيا ودولة الجنوب راح يستهدف توسيع دائرة العمق الجيو إستراتيجي والجيو بوليتيكي والجيو اقتصادي الإسرائيلي ليكون رصدا مهما يعزز من موقع إسرائيل

وأضاف أن هذا المكون الإفريقي لبناء هذا الدرع الإقليمي أو القوس الإقليمي هام للغاية لأنه يضم دولا تنطلق من أرضية واحدة مشتركة إستراتيجيا وسياسيا وفكريا وتواجه تهديدات مشتركة.

هذه الأهمية تحدث عنها المحللون الإستراتيجيون الإسرائيليون ومن بينهم الجنرال جيورا إيلاند مستشار الأمن القومي الأسبق وكذلك المستشار الحالي للمستشار الأمن القومي الجنرال يعقوب عميدرور ورئيس شعبة الاستخبارات السابق الجنرال عاموس يادلين، محور هذا الاهتمام اختزل في أن المكون الإفريقي بدوله الأربع الحليف والصديق الإسرائيلي سيكون ظهيرا وسندا وخيارا إستراتيجيا في مواجهة قوى معادية هي إيران ثم السودان ثم مصر التي تشهد تحولات هيكلية في الداخل.

 

وتوخيا لتحقيق هذا المقصد يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي لبدء جولته الإفريقية التي ستشمل الدول الأربع وبصحبته القيادات لأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، توطئة لتخليق ذلك الحلف المسمى بحلف القوس الإقليمي وليكون المكون أو المدماك الإفريقي هو حجر الأساس في هذا البناء الإستراتيجي الموجه ضد الدول العربية والإسلامية وهو ما تشهد عليه التسمية التي تطلق عليه بالتكتل المسيحي سواء في إفريقيا أو في شرقي البحر المتوسط اليونان وقبرص وأحيانا بالتكتل المعادي للإسلام.

 

المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي 29/12/2012

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى