ترجمات عبرية

إسرائيل: ثلاثة أخطاء حول حزب الله

إسرائيل اليوم 4/8/2024، ايال زيسر: ثلاثة أخطاء حول حزب الله

الخوف من نشوب حرب واسعة في الشمال مفهوم ومبرر. أحد لا يريد حربا مدمرة، وبالتأكيد واحدة يمكن منعها، وفي نهايتها يجد الطرفان نفسيهما في المكان ذاته الذي كانا فيه قبل نشوب الحرب. 

لكن الفرضية في أن الحرب محتمة وان من الأفضل لنا أن نمتنع عنها من خلال تسوية سياسية ما تكمن في المفهوم الذي تبنيناه وعمليا لا نزال نتبناه اليوم أيضا بشأن حزب الله: اعتباره كمنظمة إرهاب مردوعة بسبب كونها لبنانية شيعية، تركز على ما يجري في لبنان. على مدى السنين، آمنا انه بخلاف حماس، ورغم الخطابية الكفاحية فان مسألة المواجهة مع إسرائيل هي في نهاية المطاف ثانوية في جدول اعمال المنظمة، ولا تقف على رأس سلم أولوياتها. بالنسبة لحماس أيضا تبنينا مفهوما مشابها، بموجبه هذه منظمة نجحنا في ترويضها في جولات المواجهة المتكررة؛ منظمة تطلعها الأساس هو لتثبيت حكمها في القطاع. غير ان هذا المفهوم ثبت كمغلوط في كل مرة نشبت فيها جولة مواجهة في غزة، الى أن انهار بصخب عظيم في 7 أكتوبر. 

بالمقابل، في حالة حزب الله كان يبدو ان المفهوم ناجح: والدليل هو أن المنظمة حافظ على الهدوء على  طول الحدود واعمالها ضد إسرائيل كانت دوما مقنونة ومحدودة. وحتى عندما نشبت الحرب في غزة حرست المنظمة، مثابة توافق صامت مع إسرائيل، ان تدير تجاهنا مواجهة على نار هادئة على طول خط الحدود، وكأن كل هدفها هو الاظهار بانها تساعد حماس، لكن دون أن تعرض نفسها حقا لخطر مواجهة شاملة. 

لكن كل مفهوم يحتاج لان يدقق ويلاءم مع لحظته، الامر الذي لم نتكبد عنا عمله بجدية ابدا. وعليه فلا غرو انه ينهار امام اعيننا. من هذه النقطة ينبغي أن نشير الى ثلاثة أخطاء أساسية بالشكل الذي نقرأ ونفهم فيه حزب الله. 

  1. “حزب الله لا يتطلع الى حرب”. كان هذا صحيحا، ربما، بعد حرب لبنان الثانية، لكن منذ فترة طويلة لم يعد هذا هو الوضع. الحقيقة هي ان حزب الله كان يفضل الامتناع عن الحرب في مراحل معينة، لكن منذ فترة طويلة وهو يتصرف كمن لا يخشاها، ويأخذ المرة تلو الأخرى مخاطر كفيلة بان تؤدي بالطرفين الى هناك بالضبط.
  2. “حزب الله هو في نهاية الامر منظمة إرهاب”. التفكير السائد هو ان المخاطر المرتقبة من حزب الله تتلخص في عمليات إرهاب، خطف جنود واطلاق صواريخ. غير أن الحديث يدور وليس من يوم أمس، عن جيش حقيقي، يفكر ويتصرف كجيش، وقوته العسكرية اكثر بكثير من قوة حماس.
  3. “حزب الله يعترف بموازين القوى بينه وبين إسرائيل”. إسرائيل تعتبر إعلانات حزب الله المتبجحة عن تطلعه لابادتنا كاقوال من الشفة الى الخارج. لكن جيش حزب الله آخذ في أن يبنى لغاية واحدة: مهاجمتنا ومحاولة هزيمتنا بالضبط مثلما حاولت عمله حماس.

بعد كل شيء، يحيى السنوار لم ينسج في عقله الفاعل فكرة الهجوم المفاجيء على إسرائيل كخطوة بدء في الطريق لابادتها. لا يوجد أي سبب يدعونا للافتراض بان حزب الله وايران لم يكونا شريكين كاملين في الفكرة وربما في التخطيط. فلئن كان السنوار فاجأهما هما أيضا، فهذا ليس في واقع تنفيذا الفكرة بل فقط في الموعد الذي قرر فيه إخراجها الى حيز التنفيذ. 

كما يمكن انه رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون، ففي نظر ايران وحزب الله، هذه قصة نجاح في ضوء الضربة التي تلقتها إسرائيل. فاذا كان هذا هو الحال، فالحديث يدور ليس فقط عن نوايا وبناء قدرة عسكرية لتحقيقها بل أيضا عن ايمان متعاظم يكسب ثباتا في طهران وبيروت في أنه بالفعل يمكنهم أن يهاجموا إسرائيل، حين يجدوا الموعد المريح لذلك، ويؤدوا الى ابادتها.

كل هذا يستوجب منا ان نغير الشكل الذي نقرأ ونفهم فيه حزب الله ونفترض بان آجلا ام عاجلا، حين يشعر بانه نضجت الظروف لذلك، سيحاول ان يفعل لنا ما فعلته حماس. من هنا فان على إسرائيل أن تستعد بجدية لان تستبق الشر واساسا ان نجري نقاشا معمقا في المسألة التي نهرب منها كما نهرب من النار: هل يجدر بنا أن ننتظر الى أن يهاجمنا حزب الله – ولا شك أنه سيهاجم ام ربما علينا أن نستبق الوباء بالدواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى