ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: يا نتنياهو لم تعد سيد أمن ولا سيد اقتصاد، تركت إسرائيل في الدرك الأسفل

إسرائيل اليوم 13/6/2025، يوسي بيلين: يا نتنياهو لم تعد سيد أمن ولا سيد اقتصاد، تركت إسرائيل في الدرك الأسفل

زعماء من العالم ممن التقوا ببنيامين نتنياهو بعد السبت الرهيب، اوضحوا له بانه لا يمكن لاي جهة دولية (سواء كانت عربية أم غيرها) تحل محل حماس في غزة وترممها، لن تفعل هذا اذا واصلت إسرائيل رفضها رسم افق سياسي للفلسطينيين ولا تبدأ بمفاوضات على تسوية دائمة مع م.ت.ف. اما رده فكان انه فقط حين يحل “الصباح التالي” ستبحث فيه الحكومة.

لعله لهذا السبب لم يجلب الى الكابنت فكرة التعاون مع عصابة الجريمة ياسر أبو شباب، التي هي أيضا ترى في حماس عدوا ومستعدة لان تتلقى منا سلاحا كي تقاتلها. اما إصراره – ربما بسبب وزراء اليمين المتطرف ام لانه غير رأيه بشكل مستقل – على الا يجري اتصالات مع م.ت.ف، جلبه الى شراكة مقززة مع مافيا جريمة غزية، مستعدة لان تكافح ضد حماس وتساعد في توزيع الغذاء لسكان القطاع. في البداية اعتقد أنه يمكنه أن يبقي هذه الشراكة في السر، لكن عندما انكشف الارتباط هذا الشهر، رد بجواب عميق ومقنع: “ما الضير؟”.

في اتفاقات كامب ديفيد في 1978، التي وقع عليها مناحيم بيغن، أنور السادات وجيمي كارتر تقرر ان “قوة شرطة قوية، تتشكل من سكان المناطق، تقام تحت اشراف ومساعدة من دول مجاورة”. وعندما أقيمت هذه القوة في اتفاق أوسلو الذي نفذ اتفاق كامب ديفيد، كان واضحا بان خروج إسرائيل من جزء من المنطقة سيستوجب إقامة تلك “قوة الشرطة القوية” لضمان النظام العام، في اعقاب خروج الجيش الإسرائيلي، ولهذا سمحت إسرائيل بإدخال السلاح الخفيف الى الضفة الغربية والى غزة، باستخدام رجال الامن الفلسطينيين. التعاون الوثيقة بين محافل الامن الفلسطينية والإسرائيلية بقي الى اليوم، حتى عندما كانت العلاقات السياسية بين الطرفين في الدرك الأسفل ووفر غير قليل من حياة الانسان، ليس بدون احتكاكات كهذه وغيرها.

السلطة الفلسطينية مستعدة لان تبعث الى القطاع بقوات الامن من طرفها الذين دربهم الجيش الأمريكي. اما نتنياهو ففضل حماس على السلطة الفلسطينية حتى 7 أكتوبر، والان يفضل عصبة من نحو 100 مجرم على شرطة السلطة الفلسطينية المعترف بها والشرعية في نظر العالم، مع كل ضعفها. هو ملزم بان “يعطيهم بنادق” لان أحدا لا يتوقع منهم أن يقفوا امام حماس باياد مكشوفة، لكن الذهاب الى النوم مع الكلاب سيجعلنا جميعا ننهض مع البراغيش.

يا نتنياهو – أملت ان تتمكن من ترك أثرك على هذه الحرب، لكنها كانت الافظع بينها كلها. 7 أكتوبر سيلاحقك كخطأك الأصعب. ليس لانك استيقظت متأخرا بل لانك اتخذت سياسة عملية وعلنية لتقوية حماس واضعاف السلطة الفلسطينية. سيد أمن لن تكون.

إسرائيل أصبحت دولة منبوذة، وانت أصبحت زعيما ملاحقا. التبجحات في أن كل أبواب زعماء العالم مفتوحة امامك أصبحت نكتة بائسة. حتى ترامب يستخف بك. اتفاقات إبراهيم تهتز امام ناظرك. الإنجاز الأهم اصبح فشلا. سفيرا مصر والأردن لم يعودا يتواجدان هنا من         زمن بعيد. الاخرون يبقون تواجدهم في الظل. اقتصاد إسرائيل يقف امام انخفاض متواصل وثابت في التصنيف الائتمان. التضخم المالي يندفع الى الامام، النمو يتقلص، الاستثمارات تهرب. “سيد اقتصاد” لن تكون. إسرائيليون كثيرون يغادرون. في قبرص وفي اليونان تسمع العبرية في كل زاوية. المستشفيات في البلاد تواقة للطواقم الطبية. هذا هو الفشل الصهيوني من الدرجة العليا. انت تجد نفسك تلاحق يريف لفين الى مطارح لم تتصور الوصول اليها عندما تباهيت بحماية جهاز القضاء. انت تربط نفسك بحبال الحب مع بن غفير، بعد وعدك الغشيش بانه لن يخدم في أي حكومة لك.

رغم كل هذه الأمور، لا يزال في يدك ان تترك إرثا. سافر الى رام الله، اتفق مع أبو مازن على مباديء التسوية السياسية (الاطار بات معروفا لكما) – واترك الوثيقة لخليفتك كي يواصل من هناك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى