ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: وقــت التمــرّد علـى محكـــمــة لاهــــاي

إسرائيل اليوم 2024-01-30، بقلم: آفي برئيلي: وقــت التمــرّد علـى محكـــمــة لاهــــاي

ثمة مجال للجدال في مسألة إذا ما كان يتعين على إسرائيل أن تمثل أمام المحكمة الدولية في لاهاي.

لا بد أن نتنياهو أخطأ خطأ جسيماً (وبشكل يتميز به) في قراره أن يرسل إلى هناك قاضياً مثل أهرون باراك، الذي يتبنى فكرة تقديس سيادة الشعب.

باراك، كعادته، أيد إلزام إسرائيل بتوسيع المساعدات للسكان في غزة، دون شروط. لكن حتى لو لم تدافع الحكومة عن نفسها في لاهاي، وقاطعت البحث بالحجة المحقة في أن المحكمة ملزمة بأن تشطب شطباً تاماً الاتهام الحقير الذي وجه لإسرائيل. إنه سيكون لقرارها تداعيات سياسية داخلية سلبية في زمن الحرب، وكانت وحدتها ستتضرر.

في مثل هذه الحالة من شبه المؤكد أن يكون قرار المحكمة مناهضاً لإسرائيل بشكل مباشر وحاد، وبدلاً من الاحتجاج ضده، الوسط – اليسار بمن في ذلك ممثله الرئيس في الحكومة بيني غانتس كان من شأنه أن يقتحم جبهتنا ويتهم الأغلبية في الحكومة بهذا القرار.

كانت الوحدة ستتضرر في زمن الحرب.

في هذه القضية أيضاً انكشف كيف يضعف الوسط – اليسار إسرائيل اليوم: مراعاته أضعفتنا أمام المحكمة في لاهاي، لكن عدم مراعاته كانت ستضعفنا أكثر فأكثر.  مع ذلك، علينا الآن أن نرفض طلب المحكمة بأن نرفع التقارير لها عن أعمالنا. القضية هي مفترق مهم في المحاولة المتواصلة من “الأسرة الدولية”، الاصطلاح الوهمي الذي ابتدعه المنظرون، لفرض القانون الدولي على الدول القومية من خلال مؤسسات غير ديمقراطية، كالأمم المتحدة أو المحكمة في لاهاي.

من الصعب فرضه على دول قوية، فما بالك على قوى عظمى. الإخفاق الأخير وقع في هجوم روسيا الأخير على أوكرانيا.

فلا مجال للتوقع بأن تتمكن المحكمة في لاهاي من أن تدافع في المستقبل عن تايوان في وجه الصين. كما أنها بالتالي لن تتمكن من الدفاع عنا، عند الحاجة في وجه الحليف العدواني لهذه القوى العظمى، إيران.

بالمقابل، فإن إسرائيل هي هدف مريح لأعضاء “الأسرة الدولية”. من جهة هي تعاني من عزلة بنيوية تضعفها لأن المنطقة التي تعيش فيها تعاديها ولأنها تعاني من لاسامية من مصادر إسلامية، مسيحية وعالمية، بما في ذلك لاسامية ذاتية من يهود “تقدميين”.

بالمقابل، هي دولة قومية كديمقراطية بارزة، متجذرة في المصادر التوراتية للقومية وفي الحركة الحديثة للتحرر القومي. لهذا فهي حالة اختبار مهم للساعين إلى اقتلاع السيادة الشعبية الديمقراطية للدول القومية أو على الأقل إضعافها جداً.  من السهل أكثر مهاجمتنا عند الضائقة، حين نكون نقاتل في سبيل أرواحنا، وتوجد قيمة مضافة خاصة في إخضاع إسرائيل بسبب مكانتها الرمزية المهمة في العالم الإسلامي، اليهودي والمسيحي. لكن في الصورة المتكدرة، توجد أيضاً أضواء.

“العولمة” في الاقتصاد وفي العلاقات الخارجية كانت تستند أيضاً إلى تسليم عالمي لأنظمة القمع والشر.

وبدلاً منها تتطور مواجهة بين كتلتي القوى العظمى الديمقراطية وبين روسيا والصين.

من المتوقع أن تتسع محاولات هاتين الدولتين لأن تجندا إلى جانبهما أنظمة بربرية مثل النظام الإيراني.

في مثل هذا الوضع سينكشف العبث الكامن في تقديم إسرائيل لمحاكمة قضاة مثل كوريل غافوريغيان من روسيا أو نواف سلام من لبنان.

إن خوف السويد من روسيا مثلاً سيزيد ميلها إلى جانب “ضحايا الاستعمار”، المزعوم.

كلما تعمق الصراع بين العالم الديمقراطي (وليس بالذات “الغربي” إذ إنه يضم أيضاً دولاً مثل الهند، اليابان وكوريا الجنوبية) وبين دول كروسيا والصين ومجروراتهما، فإن العالم الديمقراطي لا يمكنه أن يسمح لنفسه بأن يكون خاضعاً لإمرة خصومه القمعيين.

إسرائيل يمكنها ويجب عليها أن ترسم للعالم الديمقراطي كله الطريق، أن تتمرد على الزيف الذي في مؤسسات الأمم المتحدة مثل “الأونروا” والمحكمة في لاهاي. فهي تدعي أنها تراقبنا بينما نحن ندافع عن أنفسنا وعملياً تمنعنا من اقتلاع الشر النازي الذي نما على حدودنا برعاية “الأسرة الدولية”.

أن نخضع أنفسنا لإمرة القانون الدولي، لكن ألا نسمح لرقابة فاسدة ومتحيزة من المحكمة الدولية. يوجد احتمال جيد أن نتمكن من أن نجند لمثل هذا التمرد دعماً دولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى