ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: وفد رفيع المستوى يسافر الى الدوحة مع تفويض من نتنياهو

إسرائيل اليوم ١٥-٨-٢٠٢٤، من يوآف ليمور: وفد رفيع المستوى يسافر الى الدوحة مع تفويض من نتنياهو

القمة التي ستنعقد اليوم في الدوحة، قطر، ليست محطة أخيرة في الطريق الى صفقة بل بداية رحلة طويلة، مليئة بالعوائق، في نهايتها يمكن أن تعطي بضع حبات كرز. المركزية منها هي إعادة عشرات المخطوفين الاحياء، ولكن الى جانبها أيضا وقف نار طويل يسمح لإسرائيل بتنفيذ إعادة تقويم في كل الجبهات كي تتمكن من الاستعداد لمواصلة المعركة.

ان الميل لرؤية الصفقة نوعا من الاستسلام مغلوط لعدة اعتبارات. الأول أخلاقي: فقد ترك المخطوفون لمصيرهم في 7 أكتوبر، وإسرائيل ملزمة باعادتهم. هذا هو النصر المطلق الوحيد واذا لم تفعل إسرائيل هذا فانها تخرق العقد الأكثر أساسية بين المواطن وبلاده، وتبث رسالة لمواطنيها وجنودها بان من شأنهم أن يُتركوا لمصيرهم في المستقبل.

الاعتبار الثاني عملي: ليس لإسرائيل طريق افضل من صفقة لان تعيد الى الديار كتلة من المخطوفين. عشرة اشهرتجربة علمتنا أن في حملات التحرير البطولية يعاد قلة من المخطوفين، والصفقة يمكنها أن تعيد عددا اكبر من المخطوفين. والاسوأ من ذلك، الانتظار للمعلومات الاستخبارية التي تتيح فرصة عملياتية يمتد الى زمن في اثنائه يقتل مخطوفون.

كما أن حماس على أي حال تستخلص الدروس من كل عملية كهذه وتشدد الحراسة حول المخطوفين كي تصعب تحريرهم.

الاعتبار الثالث هو عملياتي. كل محافل الامن تقرر بحزم بان الصفقة لن تقيد عمل إسرائيل في المستقبل. حماس سحقت في غزة وتشهد على ذلك السهولة التي يجتاح فيها الجيش كل نقطة في القطاع ويعمل فيها. ما كان يستغرق في الماضي أسابيع، يستغرق اليوم أيام، وما كان يتطلب الوية ينفذ الان من سرايا. وقف النار وان كان يسمح لحماس بمهلة ما لاعادة التنظيم، لكن في نهايتها يمكن للجيش الإسرائيلي ان يعود ليقاتل.

الاعتبار الرابع والأخير هو إقليمي: وقف النار في الجنوب يؤدي الى وقف نار في الشمال أيضا (كما سبق واعلن حسن نصرالله). وباحتمالية عالية في الجبهات الأخرى أيضا. الجيش الإسرائيلي يمكنه أن ينعش القوات ويرمم الأسلحة والذخيرة ويستعد لما سيأتي. لهذه الدولة ستكون فرصة ممتازة في إعادة تأهيل المواطنين الذين تضرروا في الشمال وفي الجنوب وربما أيضا لتعيد معظم السكان الى ديارهم وتنعش الاقتصاد والصورة الدولية المحطمة لإسرائيل.

الاتفاق المقترح لا تعدمه المخاطر. محق من يرى فيه حبل نجاة ما لحماس، واساسا لزعيمها يحيى السنوار. لكن هذا حبل نجاة قصير ومؤقت جدا: السنوار سيصفى عندما تتاح الفرصة لعمل ذلك. وحتى عندما يصفى، فان حماس لن تجتث وستواصل الوجود كحركة شعبية واسعة لا بد ستنمي قيادة جديدة سياسية وعسكرية. المعركة ضدها ستستغرق سنوات وستتطلب مقدرات كثيرة، لكن من اللحظة التي يخرج فيها المخطوفون من المعادلة ستكون إسرائيل اكثر حرة في العمل.

خلاف في القيادة

حجار العثرة الأساس في الاتفاق هي استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتحررون ومقصد تحريرهم. موضوع فيلادلفيا وفر أمس اطلالة على الخلاف في القيادة الإسرائيلية. بينما يصر رئيس الوزراء نتنياهو على بقاء الجيش في المحور، قال رئيس الأركان في اثناء زيارة في رفح ان الجيش سيعرف كيف يعمل فيه حتى من خارجه. هذا ليس جدالا لغويا، وحدوده سيحسمها بقدر كبير مستقبل الصفقة.

هكذا أيضا في النقاش حول البقاء في محور نتساريم. فالمطلب الذي يطرحه نتنياهو الا يكون الجيش في المحور لكن يجرى فحص للعائدين من جنوب القطاع الى شماله هو مطلب مركب الى حد التعذر على التنفيذ، وسيتطلب وقتا طويلا للاستعداد من شأنه ان يكلف حياة مخطوفين. إسرائيل يمكنها ان تكون مرنة في هذا أيضا، مع علمها انه سيتاح لها استئناف القتال في ختام 42 يوما خصصت للمرحلة الأولى (وعلى فرض الا تكون مرحلة ثانية).

معقول ان يكون موضوع هوية السجناء الذين سيتحررون ومقصد لتحررهم سيثيران غير قليل من الخلافات، لكن نسبيا سيكون ممكنا حلها بسهولة. فالجمهور الإسرائيلي لا بد سيبتلع حقيقة ان إعادة المخطوفين ستستوجب تحرير سجناء ثقيلين، والتحدي الأساس الذي ينتظر نتنياهو سيكون في حكومته واساسا في جناحها اليميني، بينما بالمقابل يحظى بتأييد جارف من الأحزاب الحريدية.

قمة اليوم تسمح بالاطلال أيضا على انعدام الثقة في القيادة الإسرائيلية، حيث يرفق نتنياهو مرة أخرى بطاقم المفاوضات مستشاره السياسي اوفير بالك مثابة مشرف حلال من جهته. فقد اعرب نتنياهو في الأسابيع الأخيرة غير مرة عن عدم رضاه من الطاقم، واذا ما فشلت القمة الحالية، يجدر به أن يفكر بايداع المفاوضات في ايدي أناس تكون له فيهم ثقة أكبر.

موضوع آخر هو محاولة ايران عزو القضية الفلسطينية لنفسها وربما أيضا “انقاذ” غزة. فامتناعها حتى الان عن الرد على تصفية إسماعيل هنية يرتبط باستعداد عملياتي مرتب لكن أيضا برغبتها في أن تصبح السيد الرسمي لحماس. على إسرائيل أن تتأكد من أن ليس للايرانيينموطيء قدم في القمة او في نتائجها، حتى لو كلف الامر مواجهة عسكرية محتملة معها ومع حزب الله الذي هو الاخر لم يرد بعد على تصفية قائده العسكري، فؤاد شكر، ويمكن ان ينتظر الى أن تتضح نتائج القمة في الدوحة كي يقرر توقيت ومدى الرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى