إسرائيل اليوم: وصلنا الى مفترق طرق: إن لم تكن حماس فينبغي أن يكون هذا عباس
إسرائيل اليوم 13/9/2024، يوسي بيلين: وصلنا الى مفترق طرق: إن لم تكن حماس فينبغي أن يكون هذا عباس
يجب ان نقرر. تقريبا فورا بعد المذبحة الرهيبة في 7 أكتوبر، ناطقون كثيرون يعارضون تسوية سياسية مع الفلسطينيين بدأوا يشرحون بان عمليا لا يوجد أي فرق بين حماس وم.ت.ف وانهما حركتان سياسيتان هدفهما إبادة إسرائيل. على أساس هذا الفهم عرضوا معارضة قاطعة لكل دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب.
نتنياهو، بطل الشعارات، وجد لهذا شعارا ناجحا وأعلن بان من يحكم غزة سيكون “لا حماس ولا عباس”. هذا كان بالضبط عندما قال رئيس السلطة الفلسطينية ما فعله ملاعين حماس في 7 أكتوبر كان أفظع للشعب الفلسطيني من نكبة 1948.
لكن استطلاعات نشرها المعهد المقدر بإدارة د. خليل الشقاقي منحت هذا الادعاء مفعولا علميا لانها أظهرت تأييدا واسعا جدا لسكان المناطق لحماس وزعيمها يحيى السنوار، الى جانب عطف على الأفعال الرهيبة التي ارتكبت في المذبحة. ها هو، قال القائلون، كل من يميزون بين محافل فلسطينية متطرفة ممن يعارضون كل اعتراف بإسرائيل وسلام معها، وبين محافل براغماتية زعما يؤيدو ذلك – ببساطة يخدعون أنفسهم.
قبل بضعة أيام نشر الجيش الإسرائيلي مادة امسك بها في غزة، وكانت لدى “جهاز الامن العام” من حماس. هذا جهاز عمل فيه نحو الف شخص، وعني ضمن أمور أخرى بتوجيه الوعي الفلسطيني وبمحاولة التأثير على الرأي العام في إسرائيل. وفقا لهذه المعطيات، يتبين أن الجهاز عني بتزوير نتائج استطلاعات الشقاقي، وان الأرقام الصحيحة تظهر ميلا معاكسا تماما: معظم المستطلعين اعربوا عن المعارضة للسنوار وزعامته، رأوا في احداث 7 أكتوبر خطأ وتحفظوا من اعمال حماس.
في اليمين سمعت على الفور أصوات برأت ساحة حماس من هذه التهمة وادعت بان التزوير، ذاك الذي نشره الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي هو بالذات المكتشفات بالنسبة لتزوير الاستطلاعات الإشكالية للشقاقي. لكن هذا لن يجدي نفعا. الخلاف في داخلنا ليس لفظيا. الجيش الإسرائيلي عمليا انهى الحرب في غزة، وهو يخرج من هناك. احد ما لا يريد ان تعود حماس لتحكم في القطاع. الأفكار عن عائلات فلسطينية كبيرة تأخذ على عاتقها الحكم في قطاع غزة أثبتت نفسها كترهات. وصلنا الى مفترق طرق: إن لم تكن حماس فينبغي أن يكون هذا عباس، وليس مؤكدا على الاطلاق بانه متحمس لهذه المهمة.
فضلا عن كرة القدم
قبل خمسين سنة وربما اكثر قليلا، استلمت وظيفة احببتها جدا: ناقد تلفزيوني واذاعي في “دافار”. في أحد السبوت استمعت لـبرنامج اسبوعي في صوت الجيش كرس للوجه الاخر لاناس معروفين. في ذاك السبت كرس لرئيس لواء القدس في حزب العمل، شاب يدعى عوزي برعام لم اسمع عنه قبل ذلك. روى فيه عن محبته لكرة القدم وانه في السبوت، بينما تكون زوجته نائمة في قيلولة الظهيرة، يأخذ ابناءه لمشاهدة المباراة. بدا لي هذا مثيرا للشفقة بعض الشيء. ربما لانه كان يصعب علي ان اتماثل مع المحبة لكرة القدم، وربما لانه لم يبدو لي صاخبا بما يكفي ان يأخذ رئيس العمل في لواء القدس ابناءه لمباراة شعبية بهذا القدر.
كتاب السيرة الذاتية المشوقة لعوزي “لان بلادي غيرت وجهها” الذي صدر مؤخرا، اغلق لي الدائرة. فضلا عن القصة السياسية المثيرة للاهتمام توجد فيه مقاطع مؤثرة عن علاقاته الخاصة مع أبيه، الوزير الراحل موشيه برعم وعن زوجته روتي التي توفيت في أواخر ايامها، بالصدق الذي يميز عوزي ودون محاولة لتجميل الواقع. وحتى مع نفسه لم يقدم تنزيلات، وفي نهاية القصة يكتب بانه أمام نجاحاته في الساحة السياسية – مجرد ميله للسياسة كان هزيلا وقد كان ملزما بان يهرب من أروقة الانشغالات السياسية والحزبية الى مطارح أخرى، ككرة القدم الى أن اعتزلها تماما بنوع من تنفس الصعداء في سنة 64. الان فهمت أهمية مباريات السبت من ناحيته.