إسرائيل اليوم: هل يمتلك اليمين الإسرائيلي رؤية؟

إسرائيل اليوم 2023-05-02، بقلم: نوحامك دويك: هل يمتلك اليمين الإسرائيلي رؤية؟
كانت تظاهرة اليمين الكبرى بتأييدها للإصلاح القضائي استعراضاً للقوة وتأييداً لا لبس فيه للحكومة، ولا يهم إذا كان فيها 200 ألف أم 400 ألف. وما أن مرت الرسالة، من الواجب أن نسأل الحكومة التي حصلت على 64 مقعداً قبل نصف سنة، حين وعدت بمعالجة غلاء المعيشة والأمن الشخصي، إلى أين تسير وجهتها.
لن يكون عابثاً السؤال لرئيس الوزراء ووزرائه: أي دولة يرونها هنا في خيالهم؟ دعكم من الإصلاح. دعكم من مشكلة السكن. ما رؤياكم للدولة؟ أي دولة تسعون لأن تخلفوا لأحفادكم؟
تتشكل حكومة اليمين من الحزب الحاكم ومن أحزاب القاسم المشترك الوحيد بينها الرغبة في البقاء في الحكم. أتحفظ وأقول: إنه في النصف سنة الأخيرة هم متحدون جداً في كراهيتهم للمحكمة العليا.
حين نستبعد أهدافها، أجد صعوبة في أن أجد قاسماً مشتركاً. واحد يريد دولة شريعة، الثاني يؤمن بعِش ودعْ الآخرين يعيشون. واحد لا يلغي اتفاقات أوسلو، والثاني يريد أن يضم كل المناطق. واحد لا يريد أن يجندوا أبناءه، والآخر يقدس الخدمة العسكرية. واحد يريد أن يزيل من هنا كل العرب، والآخر يفهم أن هذا متعذر.
وعليه السؤال: كيف يرى اليمين حياتنا في هذه الدولة بعد عشر سنوات، خمسين سنة؟ هل برأيهم يمكن مواصلة إدارة النزاع مع الفلسطينيين أم ربما حان الوقت بعد عشرات سنوات الاحتلال، محاولة الوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين قبل أن تقع مصيبة خارجية ما تجبرنا على الوصول إلى تسوية في شروط أقل جودة؟
مشكلة أخرى تحطم المجتمع في إسرائيل هي المساواة في العبء، من حيث لا يتحمل قسم متزايد من المجتمع الإسرائيلي العبء ويطلب فقط المزيد فالمزيد من المقدرات والحقوق؟
من المشروع أن نسأل أعضاء حكومة اليمين: ما رؤياهم للخدمة في الجيش؟ ليس الآن حين يكون كل شيء يشتعل بل بعد عشرين سنة. هل يريدون للجميع أن يخدموا، خدمة عسكرية أو مدنية أم أن استمرار الإعفاء للحريديين والعرب سيبقى يبعث على العداء في أجزاء واسعة من السكان؟
موضوع ثقيل الوزن، يجتاز في هذه اللحظة إبادة سريعة لقيمته هو العلاقة مع يهود العالم. فدولة شريعة وإصلاح قضائي تبعد عنا يهود العالم، وأساساً يهود أميركا. كيف تعتزم حكومة اليمين الحفاظ والتعزيز للعلاقة مع ملايين اليهود في الولايات المتحدة، والتأكد من أنهم لا يزالون يرون في إسرائيل وطناً؟ وإذا تحدثنا عن الولايات المتحدة، فهل توجد خطة لليمين في استئناف وتعزيز التحالف مع الإدارة الأميركية، إذ دونه يكاد لا يكون لنا وجود مستقل.
سيسرني أيضاً أن أعرف تعريفهم للديمقراطية. للربط بين اليهود وبين الديمقراطية وحقوق الإنسان في دولة ليست منسجمة من ناحية تركيبتها وكذا، مسألة التعليم في إسرائيل، وكيف يعتزمون إعداد التلاميذ لمستقبل مليء بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دولة قسم لا بأس به من سكانها لا يتعلمون المواضيع الأساسية، لا يعرفون استخدام الحاسوب واللغة الانجليزية ليست دارجة على ألسنتهم. وكيف سيعززون بلدات المحيط بالأفعال وليس بالأقوال؟ توجد مواضيع كثيرة أخرى تتطلب الجواب، سأكتفي حالياً بأجوبة عن هذه الأسئلة.