ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: هل سينبعث إرث كيسنجر في الشرق الأوسط؟

إسرائيل اليوم 15/11/2024، البروفيسور ابراهام بن تسفي: هل سينبعث إرث كيسنجر في الشرق الأوسط؟

قبل سنة توفي عن عمر 100 هنري كيسنجر، الذي تولى منصب مستشار الامن القومي ووزير الخارجية في ادارتي نيكسون وفورد. ومع انه مرت 51 سنة منذ عهده يبدو أن نهجه “خطوة إثر خطوة” لبلورة التوافقات التكتيكية في الشرق الأوسط كفيل بان يعود. 

في نظره، من الأفضل التركيز قبل كل شيء على هوامش النزاع وتشخيص بؤر التوافق هناك، وبعد ذلك فقط الوصول الى لُبابه القيمي – الأيديولوجي. ورغم الفوارق في الظروف الإقليمية والعالمية مثلما أيضا في طبيعة ونمط عمل القوى التي تتحدى إسرائيل، فان انتصار ترامب في الانتخابات خلق ظروفا جديدة فيها ما يخرج من غياهب النسيان منطق وجوهر نهج المراحل من مصنع كيسنجر. جعله خشبة قفز لتحقيق تقدم، وان كان جزئيا، في الطريق الى انهاء “القتال الساخن” في جبهة الجنوب والشمال، وللتسوية التي أساسها تحرير المخطوفين. 

يدور الحديث عن إمكانية للصفقة، التي بعض من عناصرها على الأقل مقبولة من الأطراف. الرئيس المنتخب ترامب الذي يواكب الساحة الدولية عبر عدسات تجارية، معني بانهاء المعركة في اقرب وقت ممكن. الحروب الطويلة هي عبء اقتصادي على الامة الامريكية والتخوف الى الانجرار الى معمعان العنف من شأنه أن يشوش جدول اعماله الداخلي، وبالتالي هو كفيل بان يطلب من إسرائيل انهاء المعركة بلا ابطاء. لكن بخلاف الرئيس الراحل بايدن، سيكون في يده أن يعرض على إسرائيل تعويضا عظيم القيمة. 

مثلا، يمكن للرئيس الـ 47 ان يعد نتنياهو بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في غور الأردن كخطوة تعرف كجزء من سلسلة خطوات بدأت باتفاقات ابراهيم، وتتضمن في نهايتها التطبيع مع السعودية. 

من ناحية نتنياهو، فان بقاء الائتلاف بكل اجنحته كان ولا يزال اعتبارا مركزيا في أهميته وفي خطواته. ومثل هذا الوعد الرئاسي سيقلص احتمال ان ينسحب الوزيران بن غفير وسموتريتش من الحكومة. كما أن الثمن العام الذي سيكون النزل الجديد – القديم في البيت الأبيض مطالبا بان يدفعه مقابل الانسحاب من غزة – الرقابة على مفترقات استراتيجية حيوية والسيطرة على مسار المساعدات الإنسانية في القطاع – لا يفترض أن يمنع تحققه. 

هذه المسيرة، بصورة وروح كيسنجر، ستلزم نتنياهو بان يوافق في المستقبل على مبدأ حل الدولتين إذ من الواضح بانه خلاف ذلك لن تسارع السعودية للقفز الى عربة التطبيع. على هذه الخلفية، فان احتمال تحقيق حلم ضم غور الأردن، برعاية واسناد أمريكيين سيغطي في نظر سموتريتش وبن غفير على معارضتهما لهذا الثمن (ناهيك عن ان مثل هذا السيناريو سيتضمن تعويضا أمريكيا للسعودية في شكل مفاعل نووي مدني ستضطر إسرائيل لان تسلم باقامته).

وترامب؟ فضلا عن رغبته في استقرار الساحة، ردع وعزل ايران، وفوق كل شيء – الانتقال الى التنفيذ المتسارع لمخططاته في مناطق أخرى، فان المعارضة المرتقبة من مجلس الامن وقسم كبير من الاسرة الدولية على إحلال السيادة في الغور من غير المتوقع ان تقلقه. فمنذ ولايته الأولى أبدى موقفا مستهترا تجاه المنظمات والمؤسسات الدولية التي يرى في مواصلة تمويلها عبئا مبالغا فيه. والان يمكن أن ننتظر لنرى اذا كان الرمز التشغيلي الذي وجه خطة كيسنجر، في المستوى التكتيكي على الأقل، سينبعث من جديد الان.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى