إسرائيل اليوم: هل حقا زورت استطلاعات حماس في القطاع؟
إسرائيل اليوم 2/9/2024، د. اوري فيرتمان: هل حقا زورت استطلاعات حماس في القطاع؟
استطلاعات الرأي للبروفيسور خليل الشقاقي صعدت هذا الأسبوع الى العناوين الرئيسة بسبب الادعاء بان حماس زورت نتائج الاستطلاعات في قطاع غزة في آذار 2024 لاجل خلق عرض عابث من التأييد لها بعد مذبحة 7 أكتوبر.
الشقاقي، الذي يعتبر الاستطلاعي الرائد في المجتمع الفلسطيني يقف على رأس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والاستطلاعات PCPSR الذي يتخذ من رام الله مقرا له ويجري الاستطلاعات منذ أيلول 1993. الادعاء هو ان حماس أجرت تضليلا في المعطيات، مثلا في سؤال “هل القرار بمهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر كان صحيحا؟” بينما أظهر الاستطلاع بان 71 في المئة مقابل 23 في المئة اعتقدوا بان القرار كان صحيحا، تدعي وثائق حماس بان النتائج الحقيقية كانت 64 في المئة مقابل 31 في المئة اعتقدوا بان القرار كان مغلوطا. سؤال آخر زعم حوله انه كان تزوير كان لمن ستصوت في الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية؟”: اظهر الاستطلاع بان مرشح حماس إسماعيل هنية حصل على 48 في المئة، مقابل 22 في المئة لابو مازن مرشح فتح، و 23 في المئة اجابوا بانهم لن يشاركوا في الانتخابات. وثائق حماس تدعي بان النتائج الحقيقية كانت 21 في المئة لهنية، 26 في المئة لابو مازن و 52 في المئة قالوا انهم لن يشاركوا في الانتخابات.
على سؤال: “ما هو الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية؟”، الاستطلاع في قطاع غزة اظهر بان 39 في المئة يؤيدون الكفاح المسلح، وايد الاحتجاج الشعبي 27 في المئة والمفاوضات 23 في المئة؛ وثائق حماس تدعي بان النتائج كانت 28 في المئة للكفاح المسلح، 21 في المئة للاحتجاج الشعبي و 50 في المئة للمفاوضات.
مع ان الشقاقي نفسه يدعي بانه من غير المعقول ان تكون الاستطلاعات زورت، يبدو أنه من الصعب جدا ان نعرف اذا كانت حماس نفذت هذا مع ذلك، كجزء من حملتها لتعزيز مكانتها في المجتمع الفلسطيني وفي الرأي العام العالمي. يجب أن نأخذ بالحسبان أمرين عند فحص الادعاءات بالتزوير: أولا الاستطلاعات تظهر بان الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤيدون هجوم 7 أكتوبر، حماس والكفاح المسلح حتى اكثر مما يؤيد ذلك عرب غزة. هكذا مثلا، استطلاع من اذار 2024 اظهر أن 71 في المئة من الفلسطينيين في الضفة يعتقدون أن قرار الخروج الى هجوم 7 أكتوبر كان صحيحا وفي استطلاع حزيران 2024 ارتفع هذا المعطى الى 73 في المئة. كما اسلفنا، في قطاع غزة كان المعطى “الكاتب” 71 في المئة في استطلاع اذار 2024 (مقابل 31 في المئة حسب وثائق حماس)، بل وانخفض الى 57 في المئة في استطلاع حزيران هذه السنة. كما أنهم في سؤال الانتخابات للرئاسة حسب استطلاع حزيران 2024 حصل هنية على 38 في المئة مقابل 21 في المئة لابو مازن في قطاع غزة، وفي الضفة كانت الفجوة حتى اكبر في صالح هنية الذي حصل على 46 في المئة مقابل 5 في المئة فقط لابو مازن. في سؤال الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية أيضا يظهر استطلاع اذار ان في قطاع غزة، حسب المعطيات الـ “الكاذبة” يحصل الكفاح المسلح على 39 في المئة تأييد (في معطيات حماس 28 في المئة) وفي الضفة الغربية يرتفع المعطى الى 51 في المئة.
هكذا، يطرح السؤال هل تنجح حماس حتى في الضفة الغربية أيضا ان تزور الاستطلاعات ام أن هذا حقا تأييد شعبي واسع لحماس التي هي في نظر الفلسطينيين التنظيم الوحيد الذي نجح في أن يشكل تحديا امنيا لإسرائيل ويضرب في بطنها الطرية، فيما أن السلطة الفلسطينية وفتح فشلتا في المهمة.
ثانيا، كيف يمكن أن نفسر هتافات الفرح في قطاع غزة بخاصة وفي الجمهور الفلسطيني بعامة بعد هجوم الإرهاب البربري في 7 أكتوبر، حين تخيل الكثيرون من بين الفلسطينيين بان دولة إسرائيل توشك على الاختفاء؟
فهل حماس لا تريد ان نعرف بان المجتمع الفلسطيني محب للسلام وكل هدفه هو التعايش مع دولة اسرئيل ومواطنيها، ولا يدور الحديث عن مجتمع بربري يقدس قتل اليهود؟ يبدو أن الواقع في المئة سنة الأخيرة هو اثبات دامغ على مسألة “ما يفكر به الفلسطينيون”. معنى المعطيات “الصحيحة” زعما ان معظم الجمهور الغزي يعارض حماس ويعتقد ان ليس فقط قرار الخروج الى هجوم 7 أكتوبر كان خاطئا بل انه في معظمه يعتقد ان طريق المفاوضات السياسية مع إسرائيل هي الطريق المفضلة لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.
*باحث في المركز للاستراتيجية الواسعة لإسرائيل (ICGS)