إسرائيل اليوم: هكذا أصبحت إسرائيل قوة عظمى اقليمية

إسرائيل اليوم – أمير كهنوفيتس – 29/6/2025 هكذا أصبحت إسرائيل قوة عظمى اقليمية
على مدى تاريخ الشرق الأوسط كان مفترق جغرافي – استراتيجي من المنافسة بين القوى العظمى. تركيا تتطلع لاستعادة مجد الإمبراطورية العثمانية، روسيا مجد الاتحاد السوفياتي، ايران بسطت فروعها في أجزاء واسعة من المنطقة. السعودية، قطر والامارات حاولوا التأثير بطريق اقتصادية وثقافية. كما أن القوتين العظميين الولايات المتحدة والصين، حاولتا املاء جدول الاعمال في المنطقة.
مقابل كل هذه الدول لم تحاول إسرائيل في أي مرة التأثير او السيطرة. تطلعها الأساس كان بالأساس البقاء على قيد الحياة، ان يعترفوا بها على الاطلاق الا يطيروها من الايرفزيون. لكن عندها وقع شيء ما. بالذات عندما حاول اعداؤها ابادتها، بدأت تطلق اذرعها نحو اعدائها الواحد تلو الاخر – غزة، لبنان، سوريا، ايران – الى أن فتحت عيونها ورأت ان الشرق الأوسط ممدودا لسيطرة طائراتها.
دون ان تقصد، الان هي القوة العظمى السائدة في المنطقة. ذات اقتصاد حديث يستند الى التكنولوجيا، نجحت في بناء علاقات دبلوماسية مع دول عربية اتسعت مع اتفاقات إبراهيم والى جانب ذلك تقيم مثل هذه العلاقات مع كل القوى العظمى الكبرى (الصين، أوروبا، الولايات المتحدة والهند). علاقاتها مع الولايات المتحدة استثنائية جدا وارتفعت الى مرحلة عالية اكثر بعد أن نجحت، ضد كل الاحتمالات، ان تجر الإمبراطورية الأكبر في العالم الى الحرب التي هي نفسها بادرت اليها ضد ايران.
سلوك الدول يشهد
مشوق بقدر لا يقل ما حصل مع الهند. هذه الدولة، التي حافظت في الماضي على حيادية في النزاع الشرق اوسطي، اختارت ان تحرف سياستها الخارجية لصالح إسرائيل، وبقوة. رغم ان السيطرة الأكبر لإسرائيل هو تفوقها العسكري. فبعد الاستعراض في الشرق الأوسط، تعد إسرائيل اليوم القوة الأمنية الأقوى واكثر ردعا في المنطقة.
دليل على الرعب الذي تفرضه إسرائيل هو رد فعل دول عديدة. الباكستان أوضحت بانها لا تساعد ايران بل وأغلقت الحدود معها. روسيا، التي وقعت مع ايران على “اتفاق شراكة استراتيجية”، وقفت جانبا. عندما سُئل بوتين عن إمكانية ان نساعد ايران، لم يتحدث عن الالتزام لإيران بل تملق لإسرائيل: “هي دولة تكاد تتحدث بالروسية”. تركيا هي الأخرى ذعرت ورجب طيب اردوغان اعلن عن برنامج لزيادة انتاج الصواريخ.
الأوروبيون هم الاخرون فاجأوا بتغيير النهج. المانيا قالت ان إسرائيل “قامت نيابة عن العالم بالعمل القذر”. وسياسي آخر اعلن “نحن مستعدون للدفاع عن امن إسرائيل بحياتنا”. حتى فرنسا ماكرون، الذي لم يفوت الفرصة للتنكيل بإسرائيل، شاركت في الإعلان بانها “تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. كل هذا يدل على تغيير مكانة إسرائيل في العالم وتحولها الى قوة عظمى إقليمية ينبغي مراعاتها بل والخوف منها.
السوق المالية قالت كلمتها
بخلاف القول انه “في الحرب لا يوجد منتصرون”، فان الأسواق المالية تفكر بشكل مختلف. فتحليل حالات تاريخية لمنتصرين واضحين في الحروب يبين انهم على نحو شبه دائم نجحوا في قطف ثمار كثيرة من مكانتهم العالمية الجديدة. في السنة الأخيرة ارتفع جدول تل أبيب 125 بأكثر من 50 في المئة، وبرز جدول تل أبيب – المالية مع ارتفاع بمعدل 112 في المئة. هذا الارتفاع اعلى دراماتيكيا من جداول عالمية – S&P 500 ارتفع بـ 10.3 في المئة فقط، وبالتوازي تعزز الشيكل حيال الدولار بأكثر من 10 في المئة.
شركات مسجلة للتداول في البورصة هي بالذات تلك التي من المتوقع لها أن تكون الرابحة الأكبر – شركات توزيع الغذاء بالمفرق، شركات التكنولوجيا العليا والبناء، البنوك وشركات التأمين، شركات الطيران الاسيرائيلية وبالطبع الأمنية. هبوط المنافسة مع شركات الطيران والنفقات الحكومية الكبرى ستتسلل الى الاقتصاد الخاص.
وكالات التصنيف الائتماني أيضا صدمت من إسرائيل. موديس تصنف إسرائيل في مستوى يحدد درجة المخاطرة بـ 150 نقطة لخمس سنوات، بينما في إسرائيل بقيمة 109 نقطة فقط. مع نشوب المعركة تجاه ايران كان يمكن أن نتوقع تخفيض آخر للتصنيف، لكن الشركات الثلاثة قررت ان لا. وبالتالي فانها تعترف بشكل غير مباشر بخطأها وبسوء تقديرها. صحيح حتى كتابة هذه السطور اعلن الرئيس ترامب عن وقف نار لكننا نتحدث عن اتفاق مع نظام جهادي اجرامي كفيل بان يبحث عن وقف نار ليس كي يحقق السلام بل كي يبني نفسه من جديد. هذا سيناريو يبرر استمرار توزيع الاستثمارات الجغرافية.