إسرائيل اليوم: هذه هي المرحلة التالية

إسرائيل اليوم – دورون هدار* – 24/2/2025 هذه هي المرحلة التالية
في 24 تشرين الثاني 2023، في الدفعة الثامنة، ادعت حماس بان ليس بوسعها العثور على باقي النساء، واقترحت كبديل لهذا اليوم البدء بتحرير كبار السن. في هذه الاثناء قررت إسرائيل وقف الصفقة والعودة الى المناورة القوية. كان هناك رجل واحد هو غادي آيزنكوت الذي فهم عندها أننا لن نرى كبار السن أولئك يعودون على قيد الحياة، ضغط لمواصلة الصفقة لكن بلا جدوى. كبار السن بقوا في القطاع، ومعظمهم لاقوا حتفهم هناك.
بداية بالنسبة لتركيبة فريق المفاوضات، ابدأ وأقول ان لا خلاف على أن مندوب الشباك ضروري في المحادثات على تحرير السجناء. فهو الجهة المهنية التي يتعين عليها أن تعطي تقدير الخطر بالنسبة لكل محرر. كما انه لا جدال في أن محادثات غير مباشرة من خلال أجهزة امن دول اجنبية ينبغي أن تضم أيضا مندوبي الموساد.
بالنسبة لمشاركة جهة عن المستوى السياسي، الحزبي – في الماضي عين رجل مهني من قبل رئيس وزراء قائم، بشكل عام كان مسؤول كبير سابق في أحد أجهزة الامن، لم يكن ملزما للأجهزة وولاؤه لرئيس الوزراء الذي عينه كان عاليا. اعتقد أنه يجب الحفاظ على هذه التركيبة، وهكذا تجد تعبيرها التجربة والمعرفة المهنية.
كقاعدة، بالنظر الى نتائج المفاوضات الحالية، لا يمكن الإشارة الى إنجازات دراماتيكية؛ فحماس لا تزال تطالب بوقف تام للحرب، لا تزال تطالب بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع وأضافت في اثناء السنة الأخيرة أيضا مطالب تنطوي على اعمار القطاع، ولا تزال ترفض النزول من الحكم وبالتأكيد الخروج من القطاع.
إضافة الى كل هذه توجد “المفاتيح” للتحرير، التي ارتفعت كلما امتد الزمن. فلئن كان في حملة “أبواب السماء” حررنا ثلاث اسيرات لقاء مايا ريغف، في 30 كانون الثاني الماضي حررنا 30 سجينا بمن فيهم من هم “ملطخة أيديهم بالدماء”، لقاء أربيل يهود – عشرة اضعاف. الامر ذاته تم مقابل غادي موزيس الذي حرر لقاء 30 سجينا، وبينهم قتلة، بعد 482 يوما عانى فيها في الاسر، بدلا من 3 سجناء في اليوم الخمسين أو الستين من الحرب.
في نهاية الأسبوع الحالي أعلنت إسرائيل بانها تحرر 600 سجين، وبينهم 48 محكوم بالمؤبد و 47 من محرري شاليط ممن اعتقلوا وحبسوا من جديد بعد قتل الفتيان الثلاثة غيل عاد شاعر، ايال يفرح ونفتالي فرانكل رحمهم الله في حزيران 2014.
مدراء المفاوضات بمشاركة الوسطاء بلوروا اتفاق اطار مرحلي يتضمن فقط تفاصيل وتوافقات على المرحلة الأولى. بالنسبة لباقي المراحل (الثانية والثالثة) اتفقوا على مباديء ملتوية وغامضة حول تفاصيل التنفيذ.
لغرض التشبيه، يوجد لنا اطار صورة مع ثلث صورة رسم بشكل مفصل وثلثا صورة ليس فيهما توافق لا على التفاصيل ولا على الألوان. حماس كانت تريد اللون الأخضر، الولايات المتحدة الوان الأزرق والاحمر وإسرائيل الأزرق والأبيض.
لتقصير الزمن، لتقليص الاثمان ولتجاوز كل الألغام على الطريق، يتعين على الولايات المتحدة ان تقترح آلية بديلة جديدة للشكل الذي تجري فيه المفاوضات. على الالية الجديدة أن تكون مرثون محادثات يضم عموم الوفود بشكل مكثف، في موقع تجري فيه الوفود مشاورات بتركيبات مختلفة. كما نوصي بضم جهات مساعدة أخرى كالسعودية والأتراك. ينبغي أن يكون اعلان عن موعد بدء وموعد انهاء، بحيث يكون واضحا للجميع بان الغاية هي: نجلس، نبحث ونتجادل الى أن يخرج دخان ابيض ويكون اتفاق شامل، بتفاصيل التفاصيل بما في ذلك الألوان واليات الإنفاذ.
في خلفية مرثون المحادثات، من الصواب أن يعلن الرئيس ترامب بانه اذا لم يتبلور اتفاق سيكون لإسرائيل تفويض كامل للعمل بكل طريق وشكل تختاره. على الولايات المتحدة أن تكون نوعا من “المحكم” (باسناد السعوديين) بين الطرفين وتحسم في مسائل موضع الخلاف.
ان ادخال كل الأطراف الى مسار الذبح سيقصر الجداول الزمنية، سيخلق آلية زخم هي عنصر ضروري في المفاوضات من هذا النوع، سيقلص المعاناة الزائدة للمخطوفين وعائلاتهم وسينقذ أولئك الذين تتعلق حياتهم بشعرة.
*عقيد احتياط، قائد وحدة الازمات والمفاوضات في الجيش الإسرائيلي سابقا