ترجمات عبرية
إسرائيل اليوم: هجوم يحمل رسالة ثلاثية: سوريا، إيران والسعودية

إسرائيل اليوم 3-10-2023، بقلم يوآف ليمور: هجوم يحمل رسالة ثلاثية: سوريا، إيران والسعودية
على خلفية العمليات الاستراتيجية الدراماتيكية التي تجري في الشرق الأوسط، تواصل إيران وإسرائيل مناوشاتهما المستمرة – الأولى في محاولة لتسليح حلفائهما بوسائل حربية متقدمة؛ والثاني في جهد موازٍ لحرمانها من النجاحات من الأولى.
وكان هجوم الليلة الماضية المنسوب إلى سلاح الجو في شرق سوريا استمرارًا مباشرًا لهذه العملية. ويبدو أن إيران أرادت نقل صواريخ متطورة مضادة للدبابات إلى سوريا، وبحسب المعلومات فإن إسرائيل هاجمت القافلة التي نقلت هذه القوافل، وفي الماضي كانت مثل هذه القوافل تضم بشكل أساسي مكونات الصواريخ والقذائف الدقيقة، بالإضافة إلى مكونات مختلفة للدفاع الجوي والبحري، ويمكن الافتراض أن محاولة مماثلة تجري الآن.
وتبذل إسرائيل جهداً كبيراً في تحديد طرق التهريب ومهاجمتها في محاولة لتصعيب الأمر على الإيرانيين.
ووفقا لمركز حقوق الإنسان في سوريا، في عام 2022 هاجمت إسرائيل 32 مرة في سوريا، ومنذ بداية عام 2023 كان هناك بالفعل ما لا يقل عن 25 هجوما. وحتى منتصف العام الحالي، استخدم الإيرانيون بشكل رئيسي الطريق الجوي لنقل الاسلحة إلى سوريا، وكانت بعض الرحلات الجوية عسكرية، لكن معظمها كانت رحلات مجدولة لشركات مدنية تابعة لفيلق القدس الايراني، لنقل الأسلحة سرا، كما تم استخدام المساعدات الإنسانية المقدمة لضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط الماضي، لنقل المساعدات العسكرية.
ورداً على ذلك، نفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات على المطارات في سوريا وعطلتها، للإشارة للنظام السوري إلى أن النشاط الإيراني له ثمن. وعلى إثر ذلك، خفضت إيران النشاط الجوي، وحولت الجزء الأكبر من جهود التهريب إلى الطريق البري الطويل، وهو طريق يبدأ في إيران، ويمر عبر العراق ومن هناك إلى سوريا. الهجوم الذي تم تنفيذه أمس بالقرب من دير الزور كان يستهدف محاولة التهريب هذه، وقد تطلب معلومات استخباراتية دقيقة ومستوى عالٍ من القدرة العملياتية المطلوبة من جانب القوات الجوية، حيث أنها شنت هجومًا على مثل هذه النطاقات.
إيران تتحرك
ويبرز هذا الصراع الإسرائيلي الإيراني في ضوء الأحداث الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، وأبرز هذه الجهود بالطبع هو الجهود المبذولة لتعزيز عملية التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ومن ثم بين إسرائيل والدول الإسلامية السنية الأخرى. وتحاول إيران نسف هذه الخطوة، بل إنها وجهت دعوة مفتوحة للسعودية لـ”اختيار الجانب الصحيح”، زاعمة أن انهيار إسرائيل بات وشيكا. ومن غير المتوقع أن تستجيب السعودية لهذه الدعوة، لأسبابها الخاصة: فرغم التقارب المسجل في الأشهر الأخيرة بين طهران والرياض، والذي بلغ ذروته بتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإن السعوديين متشككون للغاية في الإيرانيين. والدليل الاستراتيجي على ذلك هو رغبتهم في إقامة تحالف دفاعي مع الأميركيين. والدليل التكتيكي على ذلك هو رفض فريق كرة قدم سعودي (الاتحاد من مدينة جدة) اللعب في الملعب الذي وضع فيه تمثال قاسم سليماني.
وإسرائيل بالطبع تريد تقريب السعودية منها وإنشاء جبهة مشتركة وقوية ضد إيران، ورغم أن النشاط العسكري في سوريا يتم بمعزل عن ذلك ولحرمان الاستخبارات العسكرية المتقدمة من العناصر المسلحة في الساحة الشمالية، إلا أنه بمثابة تذكير واضح للرياض بالخطر المستمر الكامن في إيران وضرورة عدم مهاجمتها والتوقف عن القتال ضدها.