إسرائيل اليوم: هجوم في الشمال الان
إسرائيل اليوم 16/9/2024، آفي برئيلي: هجوم في الشمال الان
“صفقة المخطوفين”، لم تكن الا محاولة لاخضاع إسرائيل – لفرض عليها التسليم ببقاء ولاحقا إعادة بناء الوحش الحماسي في غزة، الذي سيكون مرتبطا عبر الصحراء ببؤر الشر في العالم الإسلامي والعربي وبخاصة مع ايران، وتحوز في يديها معظم المخطوفين وتستخدمهم لكسر روح إسرائيل.
“الوسطاء” مصر وقطر تريدان اخضاع إسرائيل. اما أمريكا بقيادة الحزب الديمقراطي فتريد اضعاف إسرائيل كي تمنع حربا بينها وبين ايران ووكلائها الاخرين. هذا هو تفسير ارتباطهم بالخطوة التي تسمى “صفقة مخطوفين” بتلاعب عاطفي. هذه ليست الا خطوة وحشية ستبقي معظم المخطوفين لدى منظمة نازية وتنزل إسرائيل على ركبتيها في “وقف النار”. في النقب وفي الجليل سينتشر الخراب، حين يتبين للسكان ان إسرائيل اخضعت.
ينبغي الامل أن يخيب ظن “الوسطاء” وعلى رأسهم الولايات المتحدة. فالغباء الاستراتيجي العميق لقيادة الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة، والمظاهرات اللاسامية للجناح الراديكالي في الحزب زادت على ما يبدو الشهوات الهدامة في قلب السنوار. الولايات المتحدة هي التي افشلت نفسها اكثر مما احبط رئيس الوزراء نتنياهو خططها، ودفعت السنوار للتمترس في المواقف التي لا يمكن للإدارة الامريكية ان تفرضها على نتنياهو.
ان تشوش خطة الاضعاف الامريكية تؤثر مباشرة على المعركة الشمالية ضد ايران وجيش حزب الله التابع لها. لقد سعى الامريكيون لان يعيدوا الشيطان الحماسي في القطاع الى القمقم، كي يتمكن حزب الله من أن يوقف من طرف واحد حرب الاستنزاف التي اضطر لان يخرج اليها في الوقت الذي تقاتل فيه حماس في سبيل حياتها.
الامريكيون يقترحون على ايران وحزب الله طريق خروج من مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل – والتي بوضوح لا يريدونها الان، مثلما نتعرف نحن من امتناعهم عن رد ناجع على تصفية قائد حزب الله شُكر في بيروت وزعيم حماس هنية في طهران. لكن طريق الخروج هذا سد في وجه الولايات المتحدة وحزب الله – ايران حين تكون إسرائيل تواصل الدوس على رقبة حماس في القطاع بغياب وقف نار. وإسرائيل مضطرة لان تواصل هذا الدوس بل وان تشدده: مثلا اخلاء شمال القطاع ممَ تبقى من سكان فيه، وتوسيع اعمال الهدم والكشف وحظر البقاء حول محور نتساريم وفي المجال الممتد من الشمال الى الشرق لمحور فيلادلفيا. فالتنكيل بالمخطوفين، غياب “صفقة” والاضطرار لاقتلاع وحش الشر من القطاع – هذه دوافع حيوية ومصادر شرعية لإسرائيل لمواصلة الضغط في القطاع بل وتشديده دون زيادة حجم القوات هناك.
وضع الأمور هذا يبقي حزب الله عالقا في حرب الاستنزاف التي لا يمكنه ان يحسم فيها، وهو يخشى توسيعها. اما إسرائيل بالمقابل فيمكنها أن تحسم فيها – اذا ما خرجت الى هجوم شامل في الشمال. المصلحة الإسرائيلية معاكسة للمصلحة الامريكية كما تراها قيادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. فلغرض بقائه كدولة سيادية لشعب حر في بلاده فان إسرائيل ملزمة بكسر جيوش الإرهاب لإيران حولها – اقتلاع حماس من القطاع. اقتلاع حزب الله من جنوب لبنان حتى الأولي وتحييد جيش صواريخه من خلال احتلال مؤقت وابادة قدرة.
هذه ستكون حرب ضروس لكن حيوية لبقاء إسرائيل. بخاصة في ضوء البديل أن تكتسب ايران قدرة هجوم نووي، وبرعايته تواصل او تستأنف هجمات استنزاف فتاكة ضد إسرائيل من الشمال، من الجنوب الغربي ومن الشرق، على اعتاب المراكز السكانية لإسرائيل. هذه رؤيا من شأنها أن تدفعنا الى الانهيار، تهرب السكان بل وتتسبب بهجرة الإسرائيليين، مثلما حصل في الحروب في سوريا وفي لبنان.
محظور أن نغفو، مثلما غفونا حيال حماس وباقي الإرهابيين في المناطق. هجوم شامل في الشمال الان، قبل لحظة من تحول ايران الى نووية، سيكون حربا وقائية وجودية. كما أنه سيفتح امامنا إمكانيات لإحباط المشروع النووي الايراني.