إسرائيل اليوم: نهج ترامب سيساعد في تحقيق اهداف الحرب
إسرائيل اليوم 8/11/2024، مئير بن شباط: نهج ترامب سيساعد في تحقيق اهداف الحرب
“انا لن أبدأ حروبا، أنا سأنهيها”، أعلن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب. وبينما يلقي خطاب النصر في الانتخابات، سجل الريال الإيراني هبوطا غير مسبوق شهد على المزاج والتوقع حول هذه الساحة.
بعد بضع ساعات من ذلك في خطاب يبدو أنه سجل قبل أن تعرف نتائج الانتخابات، أوضح نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله انه لا يعلق توقعات في الولايات المتحدة “تحت ترامب أو هاريس”. وحذر من أن “منظمته جاهزة لحرب استنزاف طويلة قدر ما يلزم. وان الطريق الوحيد لانهائها هو دفع العدو لطلب وقفها”.
الإشارات من جانب ترامب عن رغبته في انهاء الحرب حتى قبل الترسيم في 20 كانون الثاني 2025 كان يفترض أن تنتزع تنفسا للصعداء من جانب قادة حماس وحزب الله. فهم يتمنون تشديد الضغوط على إسرائيل في هذا الشأن، لكن بدلا من ذلك يبدو أن الأحاديث عن هذا بالذات زادت قلقهم. فهم يفهمون بان تطلع الرئيس المنتخب غير منقطع عن وضع النهاية الذي يطلب السعي اليه.
صحيح أن ترامب لم يفصل حتى الان رؤياه بالنسبة لذلك، ليس علنا على الأقل. لكن موقفه الحازم بالنسبة لإيران ومجروراتها، التزامه بإسرائيل ودول المحور المعارض لإيران، موقفه تجاه المؤسسات الدولية، والمفاهيم السائدة فيها، ونهجه الغائي الساعي الى نتائج واضحة – كل هذه هي سبب كاف للقلق في طهران وفي بيروت، في صنعاء وفي غزة.
ان الانتعاش العسكري السريع لإسرائيل من هجمة 7 أكتوبر، الجرأة التي ابدتها تجاه ايران وحزب الله، وانجازاتها في كل واحدة من سبع ساحات القتال يمكنها أن تعزز ثقة ترامب بقدرتها على تحقيق الأهداف التي وضعتها للحرب، والى جانب ذلك أيضا الثقة بذلك.
إزالة الاثقال عن اقدام الجيش الإسرائيلي
كي تتمكن إسرائيل من انهاء مهمتها في غزة بسرعة، مطلوب أولا وقبل كل شيء إزالة الاثقال التي وضعتها واشنطن على اقدامها. والأمور تقال بالنسبة لشدة القتال، كمية وطريقة توزيع المساعدات الإنسانية وترحيل كل السكان الى مناطق آمنة في ارجاء القطاع. الجيش الإسرائيلي سيواصل على أي حال العمل في هذه المجالات وفقا لمتطلبات القانون الدولي.
هذا النهج سيسمح بمعالجة اكثر جذرية وسرعة لقدرات بقاء حماس، سينزع منها سيطرتها على المقدرات الضرورية للسكان وسيزيد الضغط على زعمائها لعقد الصفقة. كما أن هذا الأساس لكل بحث بالنسبة لـ “ليوم التالي”.
بالنسبة لاعادة المخطوفين القضاء على السنوار وكبار رجالات الذراع العسكري لحماس – غزة نقل ثقل الوزن في اتخاذ القرارات من القيادة المتواجدة في الدوحة – تلك التي اجرت في قطر صلاة شكر على المذبحة في 7 أكتوبر وتواصل الضيافة فيها بتشريفات ملوكية بل وتشجع من هناك استمرار العمليات في إسرائيل.
ان نزع القفازات في التعاطي معها كفيل بان يخدم هدفين هامين: ضرب قيادة المنظمة التي توجه وتنسق عملها والدفع قدما لصفقة لاعادة المخطوفين. سيكون ممكنا المرونة في تحقيق الهدف الأول لاجل تحقيق الهدف الثاني. مثلا، الامتناع عن ضرب المتواجدين في الخارج (طالما لا ينشغلوا بالاعمال ضدنا) كجزء من صفقة مخطوفين. على كل حال لا يوجد أي مبرر للحصانة العملية التي أعطيت لهؤلاء النشطاء اذا لم تنشأ عن ذلك منفعة بالنسبة للمخطوفين.
ضعف يستدعي الشر
فوق كل شيء، التحدي المركزي هو الصراع ضد ايران. مغازلة إدارة بايدن للايرانيين زادت جرأتهم واضعفت مكانة الولايات المتحدة في المنطقة كلها. في طهران فسروا هذه السياسة كضعف وكبوليصة تأمين لعدم استخدام القوة ضدها. ضعف يستدعي الشر.
ايران ليست فقط مشكلة إسرائيل، ولا مشكلة المنطقة فقط. هي تهديد على السلام والاستقرار في العالم. وهجمات الصواريخ على إسرائيل وفرت تجسيدا لذلك. ليس مطلوب خيال متطور لاجل الفهم كيف سيبدو الارتباط بين الصواريخ الإيرانية الحديثة والسلاح النووي. لقد تعرف العالم على الخطر أيضا عبر المساعدة الإيرانية في حرب روسيا في أوكرانيا، تفعيل شبكة المنظمات الوكيلة ونشر السلاح الإيراني في نموذج يوفر الكثير وبثمن بخس.
على الولايات المتحدة أن تقود المعالجة لإيران، بمشاركة حلفائها – وليس فقط في الجانب النووي بل وأيضا في جوانب نشر السلاح، تفعيل جهات جبهوية، تحريك الإرهاب. حان الوقت لسحق النموذج الإيراني الذي يكون فيه المرسل معفيا من أفعال الرسول. الصراع ضد خطط ايران لا يمكنه أن يتأجل. الجهود الدبلوماسية لم تلجم الوحش. تحالف إقليمي للدفاع في وجهها هو خطوة هامة، لكنه لا يكفي. مطلوب معركة أوسع وأعمق تدمج جهودا سياسية، عسكرية واقتصادية، بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل ستؤدي دورها.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook