ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: نصرالله يغطي فشلا تكتيكيا على أمل انجاز استراتيجي

إسرائيل اليوم 26/8/2024، شاحر كلايمن: نصرالله يغطي فشلا تكتيكيا على أمل انجاز استراتيجي

الوضع في الجبهة اللبنانية اجمله جيدا زعيم حزب الكتائب المسيحية في الدولة سامي الجميل: “بعد الرد على الرد للرد – واضح ان لكل الأطراف لا توجد نية لتوسيع الحرب”. وبالفعل، بث حسن نصرالله في خطابه امس بانه لا رغبة لديه في توسيع القتال. السبب واضح: الوضع الحالي “مريح” له. مريح جدا.

في خطابه وصف نصرالله “ميزان القوى” بين إسرائيل وحزب الله، والذي انعكس برأيه، في الهدف الذي اختار مهاجمته – قاعدة غليلوت في رمات شارون التي تقع “على حدود تل أبيب” وتضم وحدات من 8200 وسلاح الجو. هدف آخر على حد زعمه كانت قاعدة عين شيمر. على حد قوله، كل الصواريخ التي اطلقت كانت فقط وحصريا لاجل صرف انتباه بطاريات القبة الحديدة، والسماح “لكل المُسيرات باجتياز الحدود”. كل هذه كانت تستهدف ان تكون وزنا مضادا لتصفية يد يمينه فؤاد شكر في قلب بيروت، لكن ينبغي التعاطي مع هذه المعادلة بالحذر الواجب.

ألا نرضى بـ “التعادل”

في بيان حزب الله في صباح الهجوم، شدد نصرالله على ان هذا رد أولي. حسب تقرير الـ “بي.بي.سي” يحتمل أن يكون المحور الإيراني، بفروعه في اليمن، في العراق وفي سوريا ينتظر اللحظة المناسبة كي ينفذ رده. 

في كل الأحوال ليس لإسرائيل ما ترضاه من رغبة نصرالله “انهاء الحدث” في نوع من “التعادل”. فرغم نجاح الجيش الإسرائيلي، فان اقليما كاملا في الشمال لا يزال مقفرا تقريبا.

مشكوك ان يوافق سكان الشمال على اتفاق دولي آخر يعدهم بالتلال والجبال بينما في الواقع يسمح لحزب الله بان يعيد قوة الرضوان الى مقربة من الحدود. بل ان نصرالله أشار مع نهاية خطابه الى أنه “يحتمل ان يأتي اليوم”، الذي يجتاح فيه حزب الله إسرائيل. 

يفيد هذا التلميح بما سيكون عليه معنى اتفاق بين إسرائيل ولبنان اذا ما تحقق انطلاقا من موقع ضعف.  رئيس حكومة تسيير الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ذكر بعد الهجوم انه يجب تنفيذ قرار 1701. من ناحية بيروت المعنى هو انسحاب إسرائيلي من كل نقاط الخلاف على الحدود. بمعنى أن إسرائيل أيضا ستكون مطالبة بان تتنازل عن ارض والا تحافظ أيضا على امن البلدات في الشمال.

إعطاء فرصة للاتصالات

فضلا عن ذلك، يأمل نصرالله بان تأثير الهجوم سيتجاوز من البعد التكتيكي الى البعد الاستراتيجي. على حد قوله، فان رشقة ما قبل الصباح ستساعد حماس في المفاوضات في القاهرة. شرح بانه مسبقا اخر الرد كي يعطي فرصة للاتصالات التي يمكن لها أن تؤدي الى انهاء الحرب في غزة. فهذا كان كل هدف جبهة القتال التي فتحها مع إسرائيل في 8 أكتوبر. ان انقاذ حماس بصعوبة من الجيش الإسرائيلي كان سببا وجيها جعل منظمات الإرهاب الفلسطينية – حماس والجهاد الإسلامي – تهنيء حزب الله في بياناتها امس.

شدد نصرالله: “اذا كانت النتيجة مرضية وهدفها تحقق، فسيكون الرد انتهى من ناحيتنا. اذا لم تكن النتيجة مرضية فاننا نحتفظ لانفسنا بحق الرد في موعد آخر. عمليتنا اليوم كفيلة بان تجدي جدا الفلسطينيين والعرب في المفاوضات. رسالتها واضحا لإسرائيل وللامريكيين – كل الامل لاسكات جبهة الاسناد باطل. ما بدأنا به قبل 11 شهرا سنواصل به – ولا يهم ما نضحي به لاجل ذلك”. 

على بايدن الا يهدد

في نفس الوقت، ذكر احد المحللين اللبنانيين بان الهجوم جاء بالذات في الوقت الذي كان فيه رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال تشارلز براون يتواجد في الأردن. بكلمات أخرى، حاول حزب الله ان يبث للامريكيين بان تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تؤثر عليه. 

يبدو ان زعيم حزب الله يأمل في أن يدفع التهديد بتوسيع الحرب الى لبنان الولايات المتحدة ومصر للضغط على إسرائيل للتنازل في مسائل أخرى في المفاوضات. وها هو وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي قال انه “لا مفر من بذل كل الجهود لمنع التصعيد في المنطقة. فالتدهور الى حرب إقليمية ستكون له تداعيات قاسية”.

اذا اختارت إسرائيل ان تهاجم لبنان بشكل أوسع فقد نضجت الظروف لذلك: عملية تفكيك القوة العسكرية لحماس استكملت في معظمها – ما يسمح لحشد أساس القوات في الجبهة الشمالية؛ تصفية فؤاد شكر أعطت اثارها، وهجوم حزب الله فشل من ناحية تكتيكية؛ ولادارة بايدن توجد قدرة محدودة للضغط على إسرائيل في زمن الانتخابات. 

مع ذلك سيتعين على إسرائيل أن تحدد بشكل عاقل اهداف الحرب وطريقة انهائها. مثلا نزع القدرات الاستراتيجية لحزب الله وعلى رأسها مشروع دقة الصواريخ. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى