إسرائيل اليوم: نتنياهو سيشتاق لبايدن عندما سيزور ترامب إسرائيل، فهو رجل لديه خطة!
إسرائيل اليوم 22/11/2024، يوسي بيلين: نتنياهو سيشتاق لبايدن عندما سيزور ترامب إسرائيل، فهو رجل لديه خطة!
إحدى أول الزيارات التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي التالي دونالد ترامب ستكون الى إسرائيل. وهذه ستكون زيارة ناجحة جدا. لغضب ترامب على نتنياهو على تجرؤه لتهنئة الرئيس بايدن لدى انتخابه قبل اربع سنوات، لن يكون ذكر. ترامب سيضع مرة أخرى ورقة في حائط المبكى، في ضوء نجاح الورقة القديمة، يحتمل أن يجري أيضا زيارة الى رمات ترامب – البلدة الوحيدة في العالم التي تسمى على اسمه. اما اليمين من جهته، فسيبتهج على ان هذا الرئيس لا يتحدث عن “الضفة الغربية” بل عن “يهودا والسامرة”.
لكن في الحديث بينهما سيسأل الرئيس رئيس الوزراء عما يفكر به في إمكانية تنفيذ خطته للسلام، والتي عرضت رسميا في البيت الأبيض في 28 كانون الثاني 2020. سيذكره بما حصل في تلك الأيام. وزير الدفاع في حينه، بيني غانتس، سارع الى لقاء مع ترامب قبل يوم من الحدث الاحتفالي، كي يسبق ويعرب عن تأييده للخطة قبل أن يفعل بيبي ذلك. اما نتنياهو فقد جاء، منفعلا، الى الحدث، ومعه إسرائيليون مثل يوسي داغان، رئيس مجلس السامرة، الذي تجول في الحدث كعريس في يوم عرسه.
كان يخيل انه حتى لو لم يُسأل الفلسطينيون عن رأيهم، وبعد أن نشرت الخطة رفضوها، فانها نجحت على الأقل في خلق اجماع إسرائيلي بين مؤيدي حل الدولتين وبين رافضيه. فقد تضمنت ضمن أمور أخرى إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح على 70 في المئة من الضفة الغربية، و14 في المئة أخرى تنقل من السيادة الإسرائيلية الى السيادة الفلسطينية في اطار تبادل الأراضي بينهما. جبل البيت كان يفترض أن يديره الأردنيون والعاصمة الفلسطينية خطط لان تقام في ابوديس الملاصقة للقدس وان تتضمن قسما صغيرا من القدس السيادية اليوم. نتنياهو عاد الى البلاد كمنتصر، أساسا لانه كان يمكنه أن يشير الى موافقة أمريكية على ضم 30 في المئة من الضفة الغربية، والى ان 15 تجمعا استيطانيا سيسمح لها بان تتواجد في الدولة الفلسطينية كجيوب تحت سيادة إسرائيل.
“اذن ماذا تقول؟” سيسأل الرئيس الجديد – القديم. نتنياهو أعد منذ الان جوابه. صحيح انه كان مستعدا لان تقوم دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل، شريطة أن توافق على شروط مختلفة وعلى رأسها التجريد، مثلما اعلن أيضا في خطاب بار ايلان في 2009. كما أنه كرر ذلك في خطاباته في الجمعيات العمومية السنوية للأمم المتحدة. لكن في 7 أكتوبر فهم انه لا يمكن عمل أي شيء مع الفلسطينيين وانهم جميعهم الامر ذاته. لم تؤثر فيه اقوال الرئيس الفلسطيني عن أن مخربي حماس اوقعوا على الفلسطينيين نكبة اخطر من نكبة 1948. وسيوضح لضيفه بانه يؤمن الان بان كل الفلسطينيين يخططون لابادتنا وبالتالي لا يمكن اقتسام البلاد معهم.
لكن ترامب ليس ساذجا وليس جديدا في القضية. سيسأل بيبي ماذا ينوي عمله حين يكون واضحا، قريبا، بان اقلية يهودية تحكم في البلاد اغلبية فلسطينية. هو يعرف انه لن يكون لمحادثه اجود من جواب الفلسطينيين سكان قطاع غزة في الضفة الغربية سيكون مفضلا عن يعيشوا تحت حكم اقلية يهودية ويتمتعوا بحقوق كثيرة، باستثناء حق التصويت للكنيست من أن يعيشوا بشكل منفصل في دولة ليس فيها ديمقراطية وليس فيها حقوق. يحتمل أن يكون ترامب سيقول لنتنياهو ان بن غوريون وجابوتنسكي أيضا لم يحلما بذلك حتى في اكبر كواليسهما.
هو سيسأل بيبي اذا كان سيغير رأيه عندما لا يكون سموتريتش وبن غفير في الحكومة، وعندما سيحاول نتنياهو ان يجيب بجواب دبلوماسي يقضي بان ليس لهذين الاثنين التأثير الذي يعتقد العالم بانه لهما على حكومته، سيمتليء رئيس الوزراء اشواقا لبايدن. صحيح أن بايدن لم يستبعد حل الدولتين من أي خطاب له عن النزاع لكنه لم تكن له أي خطة ملموسة. اما ترامب، كما سيتبين مرة أخرى لرئيس الوزراء فهو رجل مع خطة، والهدف الغريب الذي حدده لنفسه لفترة ولايته الثانية هو انهاء الحروب.