إسرائيل اليوم: نتنياهو بين ائتلافه الداعي الى استمرار القتال في لبنان وضغوط القوى العظمى
إسرائيل اليوم 27/9/2024، شيريت افيتان كوهن: نتنياهو بين ائتلافه الداعي الى استمرار القتال في لبنان وضغوط القوى العظمى
مع أن رئيس الوزراء نتنياهو يوجد بعيدا في نيويورك هذه الأيام لكن لما يخرج عنه ينتظره وزراء حكومته الذين تركهم في إسرائيل وكذا الامريكيون الذين يحاولون ان يفرضوا عليه وقف نار في الشمال بشروط خسارة.
حين تكون كفاءاته الخطابية هي السلاح الأقوى لديه، فانه سيصعد ليخطب في الأمم المتحدة مع محاولة لان يجمع في رزمة واحدة هجمات ضد حزب الله مع إمكانية لاتفاق.
الوعي الدولي لرئيس الوزراء يوجد في اثر المهمة الكبرى التي هي إعادة الامن لمواطني إسرائيل. يشعر نتنياهو بالحاجة لان يهديء الساحة الدولية التي تؤشر الى أن الائتمان الذي اعطي لإسرائيل للحرب ضد اعدائها نفد – لكن بخاصة الأمريكيين الذين باتوا اقل فأقل عطفا لاحتياجات الامن الإسرائيلية.
الى جانب ذلك عليه ان يوفر أيضا جوابا لسكان الشمال ولوزراء حكومته من غير المستعدين لانهاء المعركة في لبنان في هذه المرحلة.
وحسب محافل في محيطه، سيحاول نتنياهو بمحاولات سياسية ولفظية ان يشرح كيف يخوض الحرب بكل قوة من جهة ويواصل مسار هجمة البيجر والتصفيات التي أذهلت العدو، وباليد الأخرى لا يغلق الباب على التسوية. اذا اعترفنا بالحقيقة، يوجد فجوة كبيرة بين مطالب الائتلاف لحرب تؤدي الى استسلام حزب الله وبين مخططات نتنياهو للخطوات التالية.
من ناحيته فان خطوات متدرجة أخرى في تصفية واقتطاع القدرات من حزب الله مما يؤدي في النهاية الى اتفاق 1701، هي الخطة المفضلة. السؤال هو اذا كان نصرالله سيبدي اهتماما لاتفاق من هذا النوع ام سيفضل التملص والانتظار الى أن تفرض فرنسا والولايات المتحدة على إسرائيل وقف نار بدون شروط.
النموذج الذي وضعه السنوار في غزة في موضوع الاتفاقات كفيل بان يتبين بان نصرالله يفضل دفع الثمن بالدم شريطة أن تجد إسرائيل نفسها على الركبتين من الناحية السياسية. من جهة أخرى خطة السنوار هذه لم تنجح، كما ينبغي الاعتراف. إسرائيل تقاتل في الحرب الأطول في تاريخها لكن دون أن تكون مطالبة بان تتوقف حتى هذه اللحظة.
من ناحية نتنياهو هذا هو السيناريو الأفضل: رفض نصرالله الذي يسمح بمزيد ومزيد من الضربات دون الانجرار الى حرب واسعة والى محادثات جانبية عن اتفاقات. بهذه الطريقة، إسرائيل ستتمكن بالفعل من تقريب عودة سكان الشمال الى بيوتهم لكن مع امن في علامة استفهام كما يشهد سكان غلاف غزة، الذين تلقوا اتفاقات سيئة وهدوء لمديات مرحلية وفي نهايتها مذبحة.
حبل نجاة سياسي
قبل اكثر من أسبوع تلقى غالنت ونتنياهو من الكابنت تخويلا بإدارة خطة الهجوم في الشمال وللحظة قصيرة عادت الحالة المثالية الى مطارحنا. فقد عاد الرجلان للعمل بشكل مشترك وتوقفت التوترات ليوم او يومين وكان وزراء الحكومة في حظر للمقابلات. بعد أسبوع من ذلك يبدو اننا عدنا الى النقطة إياها مع هجمة تصريحات عن وقف نار قريب بينما يوجد نتنياهو في الجو في طريقه الى الولايات المتحدة مع قدرة رد محدودة.
على مدى ساعات كان يبدو أن نتنياهو وقع باحرف أولى على اتفاق وقف نار بدون شروط. وزير الدفاع لم ينفِ الشائعات، وحتى التوقف اللحظي في الهجمات في لبنان خدم الرسالة. وفقط عندما عاد نتنياهو ليكون حاضرا في الاتصالات واصدر بيانا عن استمرار الهجمات ضد حزب الله، توقفت الاحبولة الإعلامية وعادت الى حجمها الطبيعي: محادثات عن اتفاق محتمل موجودة، وطلب انسحاب حزب الله الى ما وراء الليطاني موجود وحتى ذلك الحين فان حزب الله على بؤرة الاستهداف.
نتنياهو، الذي بنى خطة المراحل للجيش بعد أن عرض الجيش البدائل عليه ولم تقبل، معني بحبل نجاة سياسي آخر لانهاء المهمة في لبنان.
لكن كما أسلفنا أشار الامريكيون اليوم بطرق متعددة الى أن الـ Don’t قريبة. اذا كان الجدول الزمني سيتقدم كما كان مخططا، فيحتمل أن يكون أيضا دخول بري الى لبنان لاجل دحر حزب الله الى الوراء، لكن رغم الإنجازات المبهرة لا توجد رغبة في هذه المرحلة لربطها في صالح خطوة ساحقة بسبب اضطرارات موضوعية.
الإشارات التي تأتي من ايران تبين أن هناك أيضا يفهمون بانهم سينهون هذه الجولة بهزيمة نكراء ولهذا فهم يطالبون بالاتفاقات وبالتأجيل حتى الههجوم التالي على إسرائيل. خبراء عسكريون يستجدون استغلال الزخم لاجل استكمال المعالجة لحزب الله وعدم الندم بعد ذلك وخبراء سياسيون يطالبون بمراعاة التعب المادي الإسرائيلي، مثلما أيضا الميزانية المحدودة، لاجل قبول اتفاق الان والتخطيط بشكل افضل للحرب التالية. لهاتين الخطتين توجد اثمان خسائر، ويجدر بالذكر: خطوة محدودة تحقق نتيجة محدودة لكن ثمنها أيضا محدود.