ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: موجة العمليات نهايتها ليست في الأفق

إسرائيل اليوم 12/10/2022، بقلم: ليلاخ شوفال

مع أن جنديين من الجيش الإسرائيلي قتلا في عمليات إطلاق نار في غضون أقل من أربعة أيام، يبلغ جهاز الأمن عن انخفاض في عدد العمليات في الأسبوع الأخير. ويعزو الجيش الإسرائيلي هذا إلى أعمال الإحباط الواسعة التي تنفذها القوات في عمق الأراضي الفلسطينية، بل وأحياناً في وضح النهار. أما الحقيقة فهي أن لا أحد يوهم نفسه؛ فإسرائيل في ذروة موجة عمليات، لا تبدو نهايتها في الأفق في هذه اللحظة.

يواسي جهاز الأمن نفسه في هذه المرحلة بأن العمليات لا يشمل الضفة الغربية كلها، بل يتركز أساساً في جنين وشمال الضفة، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها تماماً، فيضطر جهاز الأمن الإسرائيلي لسد الفراغ. وثمة بؤرة عمليات أخرى في نابلس ومحيطها، هناك بالذات تظهر فاعلية أكبر للسلطة الفلسطينية بعد أن مارست الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة ضغطاً على أبو مازن. في جنوب الضفة، حالياً على الأقل، عدد أحداث العنف متدن جداً، لأن السلطة تسيطر على الميدان بفعالية نسبية.

المشكلة أن أكثر من مئة فلسطيني قتلوا منذ بداية السنة في أحداث مع قوات الجيش الإسرائيلي، وهو العدد الأكبر منذ 2015. وعدد القتلى العالي يغذي العنف ويبعث الرغبة في الانتقام. كل عملية “ناجحة” تجر وراءها عمليات إضافية بإلهامها، ولا أحد ينجح في كسر الدائرة الناشئة.

يتحدث جهاز الأمن عن بضعة طرق عمل محتملة للتصدي للوضع: الأول، الذي تستبعده الجهات المختصة بشدة، وهو الخروج إلى حملة “سور واقٍ 2″، استمراراً لدعوة المغردين الإلكترونيين. لكن من يطالب بهذا يبدو أنه لا يتذكر أنه قبل حملة “السور الواقي” لم يكن الجيش الإسرائيلي دخل إلى عمق المدن الفلسطينية منذ بضع سنوات، أما اليوم فهو يفعل هذا كل ليلة. إن حملة أوسع في واقع اليوم قد تتركز على جمع السلاح أو اعتقال المشبوهين، لكن لا أحد يريد للجيش الإسرائيلي أن يبقى لفترة طويلة داخل المناطق “أ”.

وثمة طريق عمل محتمل آخر، تستبعده قيادة جهاز الأمن أيضاً في هذه المدة، وهو تشديد الإجراءات ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في “المناطق” [الضفة الغربية] من خلال الإغلاقات والأطواق، وسحب تراخيص العمل وغيرها، بهدف أن يفهم السكان ثمن الخسائر التي تلحقها العمليات، فيعملون على القضاء عليه مما يدخل مزيداً من الفلسطينيين إلى دائرة العنف.

وثمة إمكانية أخرى يؤيدها خصوصاً من يتموضعون في يسار الخريطة السياسية، وهي الدفع بالمسيرة السياسية، لكنه خيار يبدو غير منطقي وواقعي الآن.

الطريق الذي تتخذه إسرائيل عشية الانتخابات هو إغراق الميدان بالقوات، لاعتقال المنفذين المحتملين للعمليات على أساس معلومات استخبارية، واستخدام الضغط على السلطة الفلسطينية للعمل. تأمل قيادة جهاز الأمن في أن ييأس منفذو العمليات في هذه المرحلة أو تلك، فتخبو موجة العمليات من تلقاء ذاتها مثلما كان في حالات مشابهة.

لكن حتى لو كان هذا هو طريق العمل الذي تم اختياره بحكم الواقع، فالجيش الإسرائيلي ملزم باستخلاص الدروس من الحادثتين هذا الأسبوع، وكلما كان مبكراً كان أفضل. فقصور عمل الجنود في حاجز شعفاط، الذين لم يردوا كما كان متوقعاً منهم مع إصابة مقاتلة الشرطة العسكرية، العريف “نوعا لأزار” الراحلة، مثلما هي حقيقة أن جنود دورية “جفعاتي” لم يطلقوا النار أمس نحو سيارة منفذي العملية، وليس واضحاً إذا كانوا واقفين في الموقع المحمي وفقاً للتعليمات – يتعين فحص هذه الأمور والتحقيق فيها حتى النهاية. تحقيق يلقي بالمسؤولية على صغار المقاتلين، سيخطئ الحقيقة ولن يمنع الحدث التالي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى