ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: من سيناء حتى دمشق: التحديات الأمنية للعام 2025

إسرائيل اليوم 13/12/2024، شيريت افيتان كوهنمن سيناء حتى دمشق: التحديات الأمنية للعام 2025

مع الوجه نحو صفقة في غزة، بداية إقامة جدار في الحدود مع الأردن ورحلات متواترة الى مصر يقوم بها كبار رجالات المستوى الأمني في وقت اعمال متواترة في عمق سوريا – تكاد لا توجد لحظة في الأسبوع الأخير لم يتخذ فيها قرار ذو مغزى يتعلق بكل واحد من التهديدات التي امامنا. 

لم يعد يدور الحديث عن حزب الله او حماس 2023، بل عن داعش في سوريا، الإيرانيين في الأردن، الحوثيين من اليمن والتهديد المركزي – النووي الإيراني. يبدو أن 2025 تستدعي لنا تحديات عديدة. 

غزة أولا 

في إسرائيل يعترفون في أحاديث مغلقة بان الصفقة التي تعد خلف الكواليس تتضمن أيضا اطارا قائما كفيلا بان يؤدي الى نهاية الحرب مقابل إعادة كل المخطوفين. رحلة رئيس الموساد دادي برنياع الى قطر تلمح هي أيضا الى تقدم ذي مغزى يمكنه أن يؤدي الى المرحلة الأولى من مثل هذه الصفقة في غضون أيام. مصادر في جهاز الامن تقول انه في المرحلة الأولى سيكون ممكنا إعادة عدد من منزلتين من المخطوفين مقابل وقف نار محدود، بينما في المستوى السياسي أعربوا عن استعداد لمرابطة متجددة لجنود الجيش في محور فيلادلفيا وفي مناطق أخرى في الوقت الذي يتوقف فيه القتال. 

“أهمية محور فيلادلفيا لم تتغير ومن ناحيتهما ينبغي أن يكون هو قدرتنا على ان نمنع تهريب المال والسلاح. هذا ما انتج في واقع الامر تعاظم قوة حماس على مدى السنين”، قال نتنياهو في بداية الأسبوع ردا على سؤال وجهته “إسرائيل اليوم”. وقد طلب من نتنياهو أن يعطي جوابا لمطلبين مطروحين علينا: من شركائه من يمين الائتلاف الذين يطالبون بصفقة دفعة واحدة دون السماح بإبقاء مخطوفين يصبحون “رون أراد” ومن جهاز الامن والجيش الذين يقولون في المداولات المغلقة انه ينبغي الموافقة على انهاء الحرب، إعادة كل المخطوفين والعمل من جديد في اللحظة التي يخرق فيها الفلسطينيون الاتفاق – وهم سيخرقونه، كما يدعون في القيادة. 

في هذه الاثناء يبدو أن نتنياهو ووزير الدفاع كاتس يستهدفان صفقة على مراحل، بالتوازي مع محاولات ترتيب المساعدات وابعادها عن حماس. الأيام التالية قبيل ترسيم ترامب تلعب أساسا في صالح إسرائيل في هذا الموضوع، وتضغط حماس ومؤيديها من بين الوسطاء، كما تدعي محافل سياسية. وهذه المحافل تقصد أساسا حملة الضغوط التي يمارسها رجال ترامب على قطر. كما ان الرئيس هرتسوع شهد هذا الأسبوع بان لهذه الضغوط والتهديدات غير لطيفة من جانب ترامب على حماس يوجد تأثير عظيم القيمة على حياة المخطوفين. وكان مستشار الامن القومي جيك ساليبان قال امس: “يمكننا ان نعقد صفقة هذا الشهر”.

النبش في الجلبة السورية

في إسرائيل راضون جدا من التقلبات التاريخية في سوريا. هذا لا يعني أن نظام الأسد استبدل بالنرويجيين بل أساسا بسبب الفرصة التي وقعت في ايدي الجيش لتدمير كل القدرات الاستراتيجية في الدولة المجاورة. واعترفت محافل سياسية هذا الأسبوع بان حقيقة انه في اطار الثورة في الدولة سقطت حدود التهريب بين سوريا ولبنان في ايدي الاكراد، الذين يرون في إسرائيل شريكا هي تطور غير مخطط له وايجابي في اطار الاعمال لمنع تهريب السلاح الى حزب الله. أقلية أخرى في سوريا تصبح ذات صلة هي الدروز في جنوب غرب سوريا على حدود الأردن. في المستوى السياسي – العسكري يبحثون في إمكانية استئناف ذاك الحلف الاخوي مع الدروز هنا في إسرائيل بحيث يسمح أيضا بحماية الحدود المشتركة انطلاقا من مصالح مشابهة. 

لكن ليس كل شيء بشار طيبة. فلا يوجد سبيل جميل لان نقول هذا: في إسرائيل يصفون الجولاني كرجل داعش. فمصدر سياسي يقول: “في الغرف المغلقة يجلس بينما علم المنظمة الإسلامية المتطرفة خلفه”. في إسرائيل لا يمكنهم أن يتعايشوا مع داعش على الحدود – هذه فرضية العمل التي دفعت الجيش الإسرائيلي لان يسيطر بسرعة على المنطقة العازلة التي يعتزم البقاء فيها في الشتاء القريب القادم على الأقل. الدرس الذي يتحدثون عنه في المستوى السياسي والعسكري هو ذاك الذي تعلمناه بعد سقوط صدام حسين في العراق، حين بدل السلاح الايدي لكنه سرعان ما استخدم ضد كل محفل غربي شخص على هذا النحو.

الإيرانيون يتجهون الى الأردن

النشاط الإيراني الذي اصطدم بيد إسرائيلية قوية في لبنان، في سوريا وفي غزة يبحث عن مكان لاقتحامه، وكل العيون تتطلع الى الأردن. محاولات تهريب السلاح الرسمي، الصواريخ، الحوامات والعبوات الناسفة باتت تتم كل يوم من ايران عبر الأردن والهدف هو الضفة الغربية. وبينما يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل دائم لاكتشاف ومنع محاولات التهريب عبر الحدود السائبة في المستوى السياسي قرروا إقامة جدار على شكل ذاك في الحدود المصرية. سيكون هذا مشروع العلم لوزير الدفاع إسرائيل كاتس الذي يقول لرجاله انه ينوي انهاء البناء في الولاية الحالية. 

الى جانب الاعمال على الجدار يخططون في المستوى السياسي والعسكري لانهاء إقامة “مدارس الحدود الدينية”، التي تستهدف توفير جواب مزدوج: سواء لتجنيد الحريديم في شكل يبقي أنماط حياتهم ام لحماية الحدود الشرقية. النائبة شران هسكيل طرحت الفكرة حتى قبل تسلمها منصب نائبة وزير الخارجية بهدف إقامة مدارس دينية حريدية تعمل في نموذج زمني محدد ومتكرر: تعلم – دفاع – نوم. يمكن لهذه ان تكون خطة أساسية ممتازة لمرابطة الجنود على الحدود الطويلة والسائبة وتحييد المحاولات الإيرانية لملء إسرائيل من الداخل بالسلاح. 

لبنان بين الحروب

بينما الحرب مع حزب الله انتهت ظاهرا بوقف نار، في الجيش يعترفون بان استمرار الاحتكاك جيد لليقظة اللازمة تجاه محاولات المنظمة إعادة التسلح. على كل خرق يرد الجيش فورا وبشدة، والالية الدولية لا تنجح بعد في منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها. ويقول مسؤولون في الجيش ان “الاحتكاك العملياتي جيد لنا ويبقي على يقظة القوات”. وقف النار هو عمليا الحرب بين الحروب، تلك التي نسي المستوى السياسي والعسكري القيام بها في العقدين الأخيرين.

مصر تحرك القوات

رحلة رئيس الأركان ورئيس الشباك الى القاهرة لم يجرِ الحديث فيها بتوسع، والقليل الذي قيل ذكر تطورات إقليمية مع التشديد على سوريا. غير ان “إسرائيل اليوم” علمت بان إسرائيل قلقة من أن الدولة الجارة مع الحدود الهادئة بدأت تحرك القوات في حدود سيناء بشكل لا يتناسب واتفاق السلام والتسويات الأمنية المقررة. في إسرائيل يقولون انهم يرون بخطوة الخروقات من جانب مصر في موضوع “تغيير حجوم القوات”. في إسرائيل يرون في مصر شريكا محتملا لتسوية مع غزة – بما في ذلك مسؤولية نشطة عن معبر الحدود في رفح – دون العودة الى أيام التهريب الذي يمر من تحته في اليوم التالي. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى