إسرائيل اليوم: من الان فصاعدا: الضفة الغربية ساحة قتال ثانية
إسرائيل اليوم 3-9-2024، حنان غرينوود: من الان فصاعدا: الضفة الغربية ساحة قتال ثانية
أحداث الأيام الأخيرة أدت بجهاز الامن بتغيير هام في السياسة في الضفة الغربية. فمنذ بداية الحرب عرفت المنطقة كـ “ساحة ثانوية”، ساحة ينبغي ابقاءها بشكل مستقل، لكن العمليات الأخيرة اثبتت للمسؤولين بانه لم يعد ممكنا عمل ذلك. الان يعمل الجيش ضمن تعريف الضفة كساحة ثانية – فورا بعد غزة.
وتجدر الإشارة الى أن هذه حاليا هي تعليمات أولية فقط والتغيير الكبير على الأرض يستغرق وقتا. ومع ذلك من المتوقع قريبا سلسلة عمليات في كل ارجاء الضفة. وفي جهاز الامن يوضحون بان “الحملة في جنين ليست نهاية المطاف”.
في الأسبوع الماضي بدأت حملة المخيمات الصيفية في شمال الضفة. وهذه هي الحملة الأطول للجيش منذ السور الواقي مع طاقمين قتاليين لوائيين يعملان في مخيم اللاجئين جنين وفي طولكرم. وهذه الحملة ستتواصل في الفترة القريبة القادمة.
العمليات القاسية الأخيرة، العملية المزدوجة في غوش عصيون، العملية في ترقوميا والعملية التي منعت في عطيرت تثبت بان هناك حاجة لعلاج جذري هام في كل الجبهة. في غضون 48 ساعة فقط تحولت الضفة من قنبلة متكتكة الى قنبلة توجد في مراحل الانفجار.
المعضلة في جهاز الامن تتعلق أساسا بمنطقة الخليل، التي خرجت منها العمليتان الهامتان في الأيام الأخيرة. لا يوجد سؤال فيما اذا كان واجبها تقويض حماس في الضفة، لكن مع ذلك في جهاز الامن لا يريدون القاء الوليد مع الماء.
وليس انطلاقا من محبة إسرائيل بل من مصالحهم تتعاون أجهزة الامن الفلسطينية بشكل جوهري مع قوات الامن، بما في ذلك في العملية يوم الاحد. عملية محطمة للقواعد من شأنها ان تتسبب بالخطأ بتصعيد واسع، وهذا لا يريدونه في إسرائيل. بالمقابل يوجد فهم بانه يجب العمل ضد العنف الذي خرج من المدينة ولهذا يحتمل ان نرى حملات اكبر واكثر تركيزا من ناحية استخبارية، الى جانب اطواق حول المدينة، مثلما يجري منذ الان.
الامتناع عن تصعيد واسع
في هذه الاثناء، في السلطات المحلية في الضفة يطالبون بالحرب، واليهم انضمت وزيرة الاستيطان اوريت ستروك التي دعت الكابنت الى اتخاذ خطوات طارئة بما فيها الإعلان عن حالة حرب في الضفة. وعلى حد قولها “قبل أسبوعين تحرر من المعتقل خمسة من قادة حماس في الخليل اعتقلوا في بداية الحرب كجزء من الجهود لمنع الاشتعال في الضفة. وبعد أسبوعين فقط من يوم التحرر نفذت عملية التفجير المزدوجة في غوش عصيون التي خرج منفذاها من الخليل. وبالمعجزة منعت كارثة رهيبة.
في الجيش مصممون على الوصول الى شهر أكتوبر، شهر الأعياد، بينما تكون ساحة الضفة هادئة اكثر من الانتفاضة الصغيرة التي تجري حاليا في الميدان. اما حرب “على المليء” فعلى ما يبدو لن نرى في مناطق واسعة، لكن حملة “مخيمات صيفية” ستتسع قريبا الى مناطق أخرى في الضفة. في جهاز الامن يوصون أيضا باعتقال جهات تحريضية في كل الضفة الامر الذي تطالب به أيضا وزيرة الاستيطان.
ليس فقط جز العشب
التغيير واضح جيدا في الميدان. فاذا كانوا قبل سنة يتحدثون عن نسيج الحياة فان الخطاب الان هو عن مستوى العدوانية. التوصية في جهاز الامن هي للخروج الى حملات واسعة مع التشديد على مصادرة أموال بكل المنطقة وليس فقط في شمال الضفة، وعن تقويض حماس كهدف. ووصف هذا مصدر أمني بقوله: “لا لجز العشب بل لجز الجذر”.
يحاول السنوار بكل قوته اشعال المنطقة افتراضا بان صفقة المخطوفين في الطريق الى التفجر وان الطريق لمنع الاعمال في القطاع هو احتدام الوضع في الضفة. واليه ينضم أيضا الإيرانيون الذين يضخون ملايين الشواكل الى الضفة. ولان العمال الى الضفة لا يدخلون للعمل في إسرائيل فان المال الوفير الكبير في السلطة هو أموال ، وهذا المال يشعل المنطقة.
مؤخرا نفذت حملة موضعية للاستيلاء على أموال. في جهاز الامن يضغطون لتنفيذ حملات مصممة كهذه في كل المنطقة. التوصية، التي رفعها جهاز الامن عدة مرات هي لوقف التركيز في هذا الموضوع على شمال الضفة فقط.
قسم من محافل الامن يعتقد بان العمليات الأخيرة هي نتيجة الاعمال القوية في شمال الضفة ولهذا فلعلها تهدأ في المستقبل. اخرون يؤمنون بان هذه الاعمال هي ذات الانفجارات التي حاول الجيش منعها بكل قوته واننا في الطريق الى تصعيد إضافي.
فرضة العمل هي ان عملية كبيرة توجد خلف الزاوية. في الأسبوع الماضي كانت هذه في غوش عصيون ولكنها قد تقع في القدس، في بئر السبع او في تل أبيب.