إسرائيل اليوم: مفاوضات مباشرة بين إسرائيل، السعودية والولايات المتحدة

إسرائيل اليوم 6-11-2025، داني زاكن: مفاوضات مباشرة بين إسرائيل، السعودية والولايات المتحدة
إسرائيل والسعودية ستبدآن مفاوضات مباشرة على وضع بنية أساسية لاقامة تطبيع، بوساطة ومساعدة أمريكية. وعلمت “إسرائيل اليوم” من مصادر أمريكية، عربية وإسرائيلية انه في إطار اتصالات متواترة في الأسابيع الأخيرة وتبادل الرسائل توجد محاولة أمريكية للوصول الى اعلان عن بدء المحادثات عند زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن بعد نحو أسبوعين.
يشارك في المحادثات وفي الاتصالات صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جارد كوشنر، الوزير رون ديرمر وفريق إسرائيلي ضيق، سفيرة السعودية في واشنطن ريما بندر آل سعود والمستشارون المقربون من ابن سلمان. السعوديون، الذين اوشكوا قبل الحرب على التوقيع على التطبيع مع إسرائيل، غيروا الاتجاه في اثنائها وطرحوا مطالب جديدة اكثر تصلبا ولا سيما في المسألة الفلسطينية، وانتقدوا إسرائيل بشدة على إجراءاتها في الجبهات المختلفة. إضافة الى ذلك، فانهم لا يرون في الحكومة الإسرائيلية بركيبتها الحالية شريكا في اتجاه التطبيع. ومع ذلك فان موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس دونالد ترامب والتي تتضمن بندا صريحا عن مسار لدولة فلسطينية، شقت الطريق لتسريع الاتصالات.
وسبق أن اقتبس عن مصدر امريكي في تقرير سابق هنا قوله: “في السنة القادمة سيحل تقارب حقيقي بين إسرائيل والسعودية، ليس مؤكدا أن يكون هذا انضماما كاملا لاتفاقات إبراهيم لكن على الأقل خطوة سياسية – اقتصادية هام. هذا ليس رهانا بل جغرافيا سياسية ومصالح اقتصادية. ما كان ينبغي أن يحصل منذ زمن بعيد سيحصل قريبا”.
ويقول المصدر إياه الان انه في الأسابيع القادمة سيكون اختراق للطريق – إذ ان المصالح السعودية، الإسرائيلية والأمريكية تتداخل الان ولا حاجة الا الى إيجاد الحلول للمسائل موضع الخلاف.
المطالب موضع الخلاف
المسألة المركزية موضع الخلاف هي رغبة السعودية في إقامة منشأة نووية على أراضيها يمكنها فيها أن تخصب اليورانيوم. رئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط كتب بان ابن سلمان يبرر مطلبه هذا بإعلان القيادة الإيرانية عن تصميمها إعادة بناء برنامجها النووي. على جدول الاعمال حل محتمل في شكل منشأة نووية أمريكية على أراضي السعودية مع عاملين وحراسة أمريكيين. وليس واضحا اذا كانت إسرائيل مستعدة لمثل هذا الحل. في الماضي نشر انها لطفت معارضتها لمجرد الفكرة لكن الاتصالات في هذه المسألة لا تزال في ذروتها.
مطالب سعودية أخرى تتعلق بإدخال السلطة الفلسطينية الى مسار الاعمار في القطاع، خطوة تعارضها إسرائيل. لكن حسب مصادر ضالعة في الاتصالات فان المسألة لن تشكل عائقا حقيقيا. يؤيد السعوديون الموقف الإسرائيلي من حيث تنفيذ نزع سلاح حماس وفقا لخطة ترامب، ويشترطون مشاركتهم في اعمار غزة وفي القوة متعددة الجنسيات بتجريد القطاع. سيحاول الامريكيون اقناع السعوديين بالانضمام رغم ذلك – على الأقل لاعمار ذاك القسم في غزة الذي يوجد تحت سيطرة امنية إسرائيلية.
مسألة الطائرات
ان مبرر وصول ابن سلمان الى واشنطن هو التوقيع المرتقب على اتفاق دفاع موازٍ لذاك الذي وقع مؤخرا مع قطر، وكذلك اتفاقات لمشتريات امنية واسعة النطاق. المصلحة الإسرائيلية في هذا الشأن تتعلق بطبيعة المشتريات، ولا سيما طائرات الـ اف – 35.
الامريكيون والسعوديون يعدون منذ الان الأرضية لامكانية أن يعلن بالفعل عن محادثات مباشرة مع إسرائيل. وتسرب هذا الأسبوع ان البنتاغون، أقر منذ الان بيع طائرات اف – 35 للسعودية، فيما أن هذا لا يزال معلقا بإقرار الكابنت الأمريكي وربما أيضا بنقاش في الكونغرس. لكن الأهم هو توقيع الرئيس ترامب.
لقد بيعت الطائرة الخفية المتطورة حتى الان الى 19 دولة معظمها دول غربية من أوروبا، لكن أيضا لسنغافورة، اليابان وكوريا الجنوبية. في الشرق الأوسط إسرائيل وحدها تحوز الطائرة المتطورة، فيما أن السعودية، تركيا، مصر والامارات معنية جدا بشرائها. وتعد الطائرة جزءا من التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي على جيوش المنطقة. لدى سلاح الجو يوجد الطراز المحسن والمتطور مع منظومات خاصة لا توجد الا في طائراته.
لقد سبق لنتنياهو أن اقر في الماضي بيع هذه الطائرة للامارات في اطار اتفاقات إبراهيم، وان كان نفى ذلك في البداية. والان يستند السعوديون الى هذا الإقرار لجارتهم وشريكتهم حين يأتون بطلب مشابه. ان تحريك مسيرة الإقرار في الإدارة أي مصادقة البنتاغون وطرح المسألة على طاولة ترامب يشهد على أن السعوديين مستعدون لان يأخذوا التزاماتهم أي الحل الوسط مع إسرائيل مقابل الطائرات.
الجانب الأمني
يساهم في هذا الموضوع أيضا التعاون الأمني الإقليمي القائم منذ زمن بعيد تحت مظلة القيادة المركزية الامريكية سنتكوم. السعوديون، المهددون هم أيضا من ايران، سيسرهم توثيق هذه العلاقة مع إسرائيل، وذلك أيضا بسبب قدراتها الدفاعية المتفوقة ضد الصواريخ، استخباراتها وقدرات أخرى لديها. نذكر، الجانب الأمني تجسد بالذات بالاتجاه المعاكس: المساعدة السعودية لإسرائيل في زمن الحرب مع ايران في حزيران. وكما كشفنا في “إسرائيل اليوم” فان مروحيات الجيش السعودية اعترضت مُسيرات إيرانية كانت في طريقها الى إسرائيل.
ومع ذلك، بسبب تعقيدات الوضع في القطاع والنفور الواضح للسعوديين من الاجنحة اليمينية في حكومة نتنياهو التوقع هو ان تؤدي المحادثات مع المملكة الى اتفاقات اقتصادية وتجارية وليس بعد تلك الدبلوماسية والسياسية. ويقول دبلوماسي من الخليج لـ “إسرائيل اليوم” انه يوجد تقدم لكن ليس مؤكدا ان يكون منذ الان اعلان عن محادثات مباشرة. في كل الأحوال هناك شك عظيم في التطبيع مع الحكومة الحالية، لكن احتمال جيد باتفاقات اقتصادية تجارية أولية.
حتى هذا سيكون اختراقا هائلا للطريق في علاقات إسرائيل مع العالم العربي، اذا لم تتوقف على الطريق وتعلق مثلما حصل في 7 أكتوبر 2023.



