إسرائيل اليوم: معضلة نتنياهو نهاية الحرب أم نهاية الحكومة
إسرائيل اليوم 28/4/2024، شيريت افيتان كوهن: معضلة نتنياهو نهاية الحرب أم نهاية الحكومة
في إطار الصفقة التي تلوح في الأفق والتي أرسلت تفاصيلها في نهاية الأسبوع لاقرار منظمة الإرهاب الاجرامية حماس التي تحتجز منذ 7 أكتوبر 133 مواطنا إسرائيليا – تندرج أيضا الامكانية لانهاء الحرب. هكذا يدعي مسؤولون كبار. هذا لن يحصل فورا بالطبع، بداية وقف نار وتحرير مخطوفين. بعدها العودة الى الحرب والعملية في رفح كفيلتين بان تذوبا بغمزة عين سياسية، بسبب الضغوط من البيت الأبيض.
مثلما نشرنا في نهاية الأسبوع ومثلما اكد الصحافي توماس فريدمان على لسان محافل رفيعة المستوى في البيت الأبيض، فان المعضلة التي ستوضع امام المستوى السياسي في النهاية ستكون السعودية، التسوية في غزة وانهاء الحرب – أو عقوبات ترافق استمرارها.
حيال التفاصيل التي تتضح فان المعضلة السياسية تصبح اكثر وضوحا كلما مرت الساعات: بينما في كابنت الحرب يبدو أنه ستكون اغلبية لصفقة انهاء كهذا للحرب، في الكابنت الموسع يؤشرون الى تفكيك الحكومة. “الصفقة المصرية” تشكل استسلاما إسرائيليا خطرا وانتصارا رهيبا لحماس”، كتب في نهاية الأسبوع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. “الجناح اليساري في الحكومة الذي يدفع باتجاهها يسعى لوقف الحرب بواسطتها وقبل أن يتحقق هدف الحرب بابادة حماس والعودة الى أيام التسويات السياسية المحملة بالكارثة التي في نهايتها إقامة دولة إرهاب فلسطينية في يهودا، السامرة وغزة، تعرض وجود إسرائيل للخطر. سيدي رئيس الوزراء، فليكن الأكثر وضوحا في العالم. ليس لديك تفويض لهذا. كتاب استسلام للنازيين لا يظهر في الخطوط الأساس لحكومتنا”.
رئيس عظمة يهودية ايتمار بن غفير، الذي استلقى في سرير المرض في اعقاب حادثة الطرق، لم يتفرغ للانشغال بالموضوع، لكن معقول الا يتنازل عن المنصة لسموتريتش وسيلتف عليه من اليمين مع مرور الوقت. سموتريتش يقول بوضوح ما يصدر عن الميدان من مصوتي اليمين. وبينما ملأ وزراء الليكود افواههم بالماء، نواب في الحزب الحاكم مثل دان ايلوز وارئيل كلنر اعلنوا هم عن أن الصفقة موضع البحث هي استسلام لحماس.
من يؤيد تسوية الإرهاب؟
الاستعدادات للعملية في رفح التي كانت في ذروتها في الأيام الأخيرة، هي التي أدت بحماس لان تطلق رسالة جديدة من أشرطة المخطوفين لتشديد الضغط على إسرائيل – الامر الذي يؤشر الى أن الحق مع السياسيين من اليمين. حتى الان رفضت حماس كل صفقة لم تتضمن انهاء الحرب. واذا ما غير قادة المخربين في الساعات القادمة جلدتهم وقالوا نعم – فان الصفقة التي على الأبواب ستشكل كتاب استسلام إسرائيلي لمن ذبح، قتل وحرق مئات الإسرائيليين في يوم واحد. لقد بات هذا اسود على ابيض: صفقة هي نهاية الحرب ستكون الإشارة لسقوط حكومة نتنياهو. جنود كانوا مطالبين لان يستعدوا لرفح اعلنوا منذ الان بانهم سينزعون البزات وسيصعدون الى دار الحكومة، واليمين سيتفرغ لان ينتخب الزعيم التالي الذي يمكنه أن يقود مع ذلك النصر على الإرهاب.
ولكن – وهذا كفيل بان يكون مرة أخرى منظمة الإرهاب حماس هي التي تعفي من معضلة السياسة الإسرائيلية وتواظب على رفضها أو يثبت بشكل مطلق للولايات المتحدة ولباقي الدول بان لا بديل عن الضغط العسكري على الإرهاب. من غير المستبعد أن يكون هناك في الحكومة من لم يعربوا بعد عن موقف في مسألة الاقتراح لهذا السبب بالضبط. “السؤال الكبير هو هل ستوافق حماس على الصفقة وليس ما سيقولونه في الكابنت”، قال مصدر رفيع المستوى مجرب في جولات سابقة وأعاد الجدال السياسي الى ارض النزاع.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook