ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: معضلة إسرائيل: الانتظار أم الرد

إسرائيل اليوم 20/10/2024، العميد احتياط تسفيكا حايموفتش: معضلة إسرائيل: الانتظار أم الرد

تصفية زعيم حماس يحيى السنوار هي حدث يصمم واقعا جديدا لكن من السابق لاوانه تقدير نتائجها.

منذ نحو سنة تخوض إسرائيل حربا متعددة الساحات في سبع ساحات، قريبة وبعيدة. بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 كحرب ضد حماس في غزة كهدف أساس، في ظل الإصرار على مدى كل السنة للإبقاء على الساحة الشمالية مع حزب الله كساحة ثانوية. انضمام الميليشيات الإيرانية في العراق والحوثيين من اليمن لم يغير التركز ولم يحرف إسرائيل عن أهدافها، وعن حق. 

كان معروفا لكل ذي عقل قبل بداية الحرب – وبقوة اكبر بعد نشوبها – ان ايران هي المطلقة الأساس للجبهات ولطوق النار الذي بنته ليوم الامر على مدى اكثر من عقد. لكن فقط في ليل الهجوم الاول في 14 نيسان واساسا في ليل الهجوم الثاني في 1 أكتوبر، نشأت معضلة فتح جبهة مباشرة واضافية – معركة ضد ايران. 

ان القرار في معركة مباشرة ضد ايران هو قرار ثقيل الوزن ولا يشبه قرار المعركة ضد حماس في قطاع غزة أو حتى ضد حزب الله في لبنان. ثلاثة أسابيع منذ ليل الهجوم الثاني وإسرائيل الرسمية تعلن أنها سترد بحزم على الهجوم غير المسبوق. 

لقد خلقت تصفية السنوار فرصة لبلورة استراتيجية. ينبغي التقدير بان تحقيق الهدف ضد ايران يمر عبر تصفية نصرالله في بيروت والسنوار في رفح. تصفية اللاعبين الهامين، اللذين بنتهما ايران كسترة واقية متقدمة لحفظ مخططاتها الهدامة، تشكل فرصة لضربة ذات مغزى لنواياها وقدراتها. وعليه فاذا كان الجواب على ذلك سيكون تأجيلا للرد الإسرائيلي – فيمكن ومن الصواب تأجيله. 

بتقديري، كل تأجيل إسرائيلي للرد، بالتوازي مع نشر بطارية ثاد الامريكية في إسرائيل ومواصلة اعمال الهجوم الامريكية كتلك التي في الأسبوع الماضي ضد الحوثيين في اليمن، سينقل رسالة. لقد هاجمت الولايات المتحدة في اليمن بقاذات B1 التي قطعت كل الطريق من الولايات المتحدة وعائدة وهي تقصف بنى تحتية تحت أرضية. فالانفجارات في صنعاء سمعت حتى في ايران. هذه اعمال تنقل أيضا رسالة مباشرة لإسرائيل بالنسبة لفتح معركة وتصعيد مع ايران، قبل أسابيع من الانتخابات في الولايات المتحدة. تأجيل وتأخير اضافيان يقرباننا من موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، التي توجد لها يد على زر القرارات.

لا شك أن الولايات المتحدة كانت تريد أن ترى تأجيلا في الرد الإسرائيلي على الأقل حتى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني او على الأقل ان ترى ردا طفيفا لا يدهور الشرق الأوسط الى حرب إقليمية. لكن هل هذا يتلاقى والمصالح الإسرائيلية في هذه النقطة الزمنية؟

حتى الان حققت إسرائيل إنجازات غير مسبوقة بوسعها أن ترمم الردع الإسرائيلي وتشكل بنية جيدة لظروف امن واحساس امن لمواطنيها. عمليا، هي وحدها كانت تكفي للوصول الى آلية انهاء للحرب وتسوية بشروط تمليها إسرائيل. لكن في الواقع الناشيء لا يمكن قطع آلية الانهاء دون تناول الواقع الناشيء تجاه ايران واجتياز حاجز النار المباشرة نحو إسرائيل؛ واقع سيبقى يرافقنا لزمن طويل آخر وسيؤثر على الامن القومي وعلى مفهوم حماية حدود إسرائيل. 

 

* العميد احتياط تسفيكا حايموفتش قائد منظومة الدفاع الجوي سابقا ومستشار استراتيجي حاليا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى