ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: مطلوب مفهوم امن جديد لاسرائيل

إسرائيل اليوم 4/11/2024، تسفيكا حايموفيتسمطلوب مفهوم امن جديد لاسرائيل

الى جانب الاعمال الهجومية المبهرة في نوعيتها حيال حزب الله، النجاحات حيال حماس في قطاع غزة، واساسا فتح الجبهة المباشرة والمتصاعدة حيال ايران (جولات الضربات لا تزال امامنا) – يعلن الجيش عن إقامة وحدات جديدة وعن شراء المزيد من القدرات، بل وبدأت مداولات ميزانية الدفاع، التي ستضاعف في السنة القادمة بل وربما اكثر. 

ثمة معنى للشك في وجود هذه السياقات دون أن تكون استكملت التحقيقات المهنية، لكن حتى قبل أن تستكمل هذه وتنشر – عن شيء واحد لا يوجد خلاف: مفهوم الامن الإسرائيلي، الذي كتبه قبل 76 سنة دافيد بن غوريون ولم يتغير رسميا ابدا، يستوجب تعديلا وتكييفا مع واقع 2024. 

مفهوم الامن الإسرائيلي هو العقيدة العسكرية التي صيغت في 1953 لغرض حماية وجود الدولة ومصالحها في وجه تهديدات محتملة، وتلخص في ثلاثة مباديء: الردع، الاخطار والحسم. كان صحيحا وجودها في السنوات الأولى للدولة الشابة التي تقاتل في سبيل قيامها، وهذا صحيح باضعاف اليوم حين يكون وجودنا في المنطقة ليس امرا مسلما به. 

لقد جرت محاولة لتحديث المفهوم في 2004، حين اوصت لجنة خبراء برئاسة دان مريدور إضافة مبدأ “الدفاع”. توصيات اللجنة لم تتلقى ابدا مفعولا رسميا، وفي وثيقة “استراتيجية الجيش الإسرائيلي” التي وضعت في هيئة الأركان في 2015 أشار رئيس ا لاركان في حينه، غادي آيزنكوت الى غياب مفهوم محدث.

تكييف المباديء مع 2024

أكدت حرب السيوف الحديدية الفجوة الواسعة بين الواقع اليوم وبين مباديء مفهوم الامن الذي يعود الى 71 سنة، والتي لا تتكيف مع التصدي لمنظمات الإرهاب. فالتصدي لدولة او منظمة يختلف بشكل جوهري – روافع الضغط، الموقف من المدنيين وغيرها. لم تتصدى إسرائيل ابدا لمعنى مفهوم “الحسم” تجاه منظمة إرهاب او لاحتمال سلاح نووي لدى دولة عدو، ومفهوم الامن لديها لم يتكيف مع حرب مباشرة ضد دولة في دائرة ثالثة او حيال دولتين في الوسط الذي بين إسرائيل وايران. 

كل إدارة المعركة من تعريف اهداف الحرب وحتى آليات الانهاء، كانت سلسة اكثر لو كان تحت تصرف إسرائيل مفهوم امن مكيف مع الواقع، بعد مسيرة استيضاح عميقة لمنظومة المفاهيم ذات الصلة. لو كنا نفهم بشكل افضل ما هو معنى “الحسم” او “النصر” على منظمة إرهاب، لما كان مؤكدا ان اهداف الحرب كانت ستتحدد كما هي. فضلا عن ذلك، فان استخدام مفاهيم مثل “النصر المطلق” او “تفكيك كتائب حماس”، ما كانت لتولد. 

إضافة الى ذلك، فان مفهوم الامن يقصد سياقات بناء القوة، ميزانيات الدفاع مقابل الأولويات المحددة والمستهدفة – عند نأتي لنفحص ونؤكد استراتيجية الجيش الإسرائيلي، سيتعين على الجيش أيضا أن يبحث في التغييرات واجبة الواقع في 2024: ما هو معنى الامن الجاري او معنى القتال بقوى متدنية تجاه سبع ساحات نشطة، الامن الجاري حيال دول في الدائرة الثالثة مثل ايران واليمن (الحوثيين) الدفاع عن الحدود في ضوء احداث 7 أكتوبر.

 الشجاعة في التطبيق في المكان وفي الزمان

الفشل العسكري والسياسي الذي أدى الى الحرب الحالية يستوجب بحثا متجددا في المفاهيم الأساسية أيضا. احدها هو “الردع” الذي اكثرنا من استخدامه على مدى السنين مع تعابير مثل “حماس مردوعة” و “حزب الله مردوع” – التي أدت الى النتيجة التي نعرفها جميعا.

مفهوم “الردع” هام ومطلوب، لكن علينا الان ان نواصل ترميم الردع والتعريف الصحيح لمضمونه في ضوء الواقع ما بعد 7 أكتوبر – بالنسبة لذاك الذي نشأ بعد سنة، في سلسلة اعمال حيال حزب الله وعلى رأسها تصفية نصرالله وبالشكل الذي عالجت فيه اسرائيل بمنهاجية تهديدات المنظمة وقدراتها التي بنتها منذ حرب لبنان الثانية. 

اذا كان مفهوم الامن لإسرائيل هو البوصلة التي توجه الاستراتيجية والفعل الأمني للدولة، فاننا فقدنا البوصلة ونحن مطالبون بان نعيد احتساب المسار من جديد. لاجل البحث في هذا المفهوم هناك حاجة للشجاعة، لان توضع جانبا الاعتبارات السياسية وتجرى عملية مهنية وموضوعية توجه وتعد إسرائيل على نحو صحيح اكثر لتحديات الغد. الشجاعة هي ليس فقط التصدي والتعريف لمفهوم امن حديث وذي صلة بل وأيضا لتطبيقه في المكان والزمان الصحيحين. هذا سيختبر في اختبار المستقبل كي لا تتمكن منظمات الإرهاب التي تجمع القوة والقدرات قرب حدودنا من ان تتواجد فيه.

كي نكون جاهزين على نحو افضل وبالاساس كي نكيف الاستعدادات مع الواقع المتشكل في السنة الأخيرة لا مفر من تحديث مفهوم امني، ومنه استراتيجية الجيش. ومن الأفضل ساعة مبكرة اكثر.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى