إسرائيل اليوم: مطلوب استعداد عملياتي مختلف

إسرائيل اليوم 20/12/2024، تسفيكا حايموفيتش: مطلوب استعداد عملياتي مختلف
يحتمل أن نكون نشهد تبادل أدوار تجريه ايران بعد ان فقدت لاعبيها في الساحة القريبة، حزب الله وحماس وتدخل بدلا منهما الى الخط الأول الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق.
في الحرب متعددة الساحات التي تخوضها إسرائيل منذ اكثر من 14 شهرا تحطمت الكثير من الحدود، وبينها لأول مرة مواجهة موازية مع 7 ساحات قتال، مواجهة مباشرة مع ايران واطلاق نار من المسافة الابعد نحو إسرائيل (اليمن نحو 2000 كيلو متر). في محاولة لاغلاق قسم من ساحات القتال (لبنان)، لاستغلال واقع محلي في ساحة أخرى (سوريا) ومحاولة العمل على انهاء قتال واعادة 100 من اناسنا المحتجزين لدى حماس (غزة) بقينا مع ساحتين بعيدتين: الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق. هاتان الساحتان تتحديان إسرائيل بشكل دائم، ومرة كل بضعة أيام نشهد اطلاق صاروخ ارض بعيد المدى من اليمن، مثلما حصل قبل بضعة أيام وامس أيضا. بشكل متواتر اكثر يتم اطلاق مُسيرات كل بضعة أيام من الشرق ومن الجنوب أيضا.
درء للخطأ غزة والموضوع الفلسطيني لم يكونا ابدا في رأس اهتمام الحوثيين من اليمن. الالتزام والدافع لاعمالهم ضد اسرئيل يأتيان مباشرة من ايران. على خلفية النظام الجديد في الشرق الأوسط فهمت ايران بانها فقدت اثنين من لاعبيها المركزيين حزب الله في لبنان وحماس في غزة، واليهما يمكن أن يضاف فقدان القبضة في سوريا، التي كان عنصرا هاما في المفهوم الاستراتيجي الإيراني. يحتمل أن نكون نشهد في هذه الأيام تبادل للادوار وتبلور مفهوم جديد، بموجبة الساحات الابعد من اليمن ومن العراق هي التي ستحقق رؤيا “الطوق الناري الجديد لإيران ضد إسرائيل.
مفهوم الوكلاء البعيدين سيستوجب من إسرائيل الاستعداد والرد من نوع آخر. سلاح الجو هو ذراع فتاك، بعيد ودقيق قادر على أن يضرب ويهاجم كل نقطة في الشرق الأوسط، والسنة الأخيرة أثبتت هذا اكثر من مرة. صحيح ان هذه لم تكن العملية الأولى لإسرائيل في اليمن ولا لقوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد اهداف الحوثيين في اليمن، لكني اخاطر وأقول بانها هي أيضا لن تردع الحوثيين. في الهجمات المتكررة مع فوارق زمنية كهذه او تلك إسرائيل لن تغير الواقع. فالهجوم على مسافة 2000 كيلو متر عن إسرائيل هو عملية مختلفة جوهريا عن هجوم بمسافة 100 أو 200 كيلو متر عن الحدود.
دولة إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بتطبيع عادة اطلاق الصواريخ بعيدة المدى بوزن مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة الى جانب المسيرات التي تجر ادخال مئات الاف المواطنين الى الملاجيء. هذا واقع لا يطاق لا يمكن لاي دولة سليمة أن تسمح لنفسها به. العنوان والجواب يمران عبر ايران، ولهذه مصالح بحذ ذاتها. طالما يوفر وكلاؤها الجدد البضاعة، معقول الا نرى تغييرا هاما، وحتى عندما يأتي مثل هذا التغيير (في عهد ترامب) فان الواقع سيستوجب من إسرائيل تعديل مفهوم الدفاع عن الحدود والساحات البعيدة ستبقى معنا لزمن طويل، وتستوجب استعدادا وجوابا عملياتيا وامنيا يختلف عن ذاك الذي اعتدنا عليه قبل اكتوبر 2023.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook