إسرائيل اليوم: مرحلة جديدة في المواجهة الاستراتيجية
إسرائيل اليوم 31/7/2024، د. يوسي منشروف: مرحلة جديدة في المواجهة الاستراتيجية
بعد انتظار بضعة أيام منذ المذبحة القاسية في مجدل شمس، يبدو ان إسرائيل اختارت الخيار الأكثر هجومية من بين سلة الإمكانيات التي عرضها الجيش الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع غالنت اللذين خولهما الكابنت لاتخاذ القرار في الموضوع.
في مركز محاولة التصفية، التي لم تتضح نتائجها بعد يقف فؤاد شكر، الملقب الحاج محسن، شخصية ظل ادارت العملية العسكرية في حزب الله وكان رئيس اركانت المنظمة. لقد كان محسن مطلوبا من الأمريكيين منذ سنوات عديدة وذلك على مشاركته الفتاكة وطويلة السنين في عمليات الإرهاب ضدهم.
وحسب معلومات نقلها الامريكيون، فقد كان محسن مقربا جدا من رئيس اركان حزب الله، عماد مغنية، الذي كما يذكر صفته إسرائيل في شباط 2008 في دمشق وفقا لمنشورات اجنبية. ومعا، اديا دورا كبيرا في العملية في معسكر المارينز في أكتوبر 1983، والذي قتل فيه 241 جندي امريكي.
منذ انضم الى حزب الله في بداية الثمانينيات، تسلق الحاج محسن في سلم الرتب واكتسب مكانة رفيعة في المستوى العملياتي للمنظمة. مع تصفية مغنية رفعت مكانته وأصبحت بالتدريج رقم اثنين في المنظمة عمليا، وذلك فيما تمتع ايضا من التصفية المشكوك فيها لمصطفى بدر الدين الذي كان مسؤولا عن قوات حزب الله في سوريا.
السيناريوهات
مجرد الهجوم الإسرائيلي في الضاحية هو خطوة ذات مغزى. فلئن كان مركز الحرب حتى الان في غزة فان من شأن حزب الله الان ان يصعد شدة القتال. في المشاورات التي لا بد ستجريها المنظمة الان مع اسيادها في ايران، ستتخذ القرار في كيفية الرد. في المرحلة الحالية ينبغي الانتظار لنرى اذا كان الحاج محسن قد صفي بالفعل، ما سيؤثر مباشرة على مدى الرد وطبيعته.
اذا لم يصفَ، فان الرد من جانب حزب الله سيكون اقل شدة ويبدو أن خطر الدخول الى حرب شاملة ليس عاليا. في مثل هذا السيناريو سيصعد حزب الله مدى نار هجماته، سيجتهد ليجبي ثمنا بالقتلى ولن يكتفي بالهجوم على مقدرات للجيش الإسرائيلي. بكلمات أخرى، في مثل هذا المخطط، من المتوقع لحزب الله أن ينفذ “اكثر بقليل” من كل ما فعله حتى الان.
اذا ما صفي الحاج محسن حقا فانه كما يبدو ستكون ثلاثة سيناريوهات أساسية امام حزب الله: الأول، هجوم صاروخي لمرة واحدة نحو تل أبيب. حسب المنطق الذي يعمل به نصرالله في الحرب وبعامة، حزب الله يتطلع لان يرد على إسرائيل بصيغة “العين بالعين”. لإسرائيل تفوق تكنولوجي واستخباري على المنظمة، وبالتالي ليس في وسعها أن تصفي مسؤولا إسرائيليا كبيرا. وعليه، فيحتمل أن تختار أن ترد على إسرائيل بهجوم صاروخي يستهدف قلب إسرائيل، هجوم يكون بوزن الهجوم الإسرائيلي في الضاحية.
الثاني، الدخول الى حرب شاملة. حتى الان، المنطق الذي وجه حزب الله في الحرب كان التطلع لاستنزاف إسرائيل لاجل مساعدة حماس والجهاد الإسلامي في غزة. اذا ما شعر نصرالله والقيادة في ايران بانه نضج الوقت للدخول الى حرب شاملة، حرب تجبي من إسرائيل ثمنا ذا مغزى، فانهم سيفتحون بضربة ثقيلة تحت رعايتها يمكن ان يتم تحريك خطة “احتلال الجليل”. في اطار الخطة، سيحاول نصرالله ان يدخل الى إسرائيل الاف المخربين من قوته المختارة، قوة الرضوان، لاجل السيطرة على قاطع إقليمي إسرائيلي، مثلما عاد ووعد منذ 2014. في السيناريو الثالث، يختار حزب الله تنفيذ هجوم قوي يتضمن توسيع مدى النار، وكذا استخدام صواريخ دقيقة لجباية ثمن هام من إسرائيل قدر الإمكان على التصفية التاريخية.
استعداد إسرائيل
في المرحلة الحالية على إسرائيل أن تستخدم كل المجسات الاستخبارية في محاولة لان تفهم قبل الأوان كيف يعتزم حزب الله الرد. اذا تبين بان محسن صفي وان منظمة الإرهاب توشك على فتح حرب شاملة، من الأفضل لإسرائيل أن تبدأ بضربة مسبقة تتطلع الى أن تقتلع من حزب الله مقدرات كثيرة قدر الإمكان (قادة كبار، انفاق وقيادات استراتيجية، مخازن سلاح وما شابه)، بحيث أنه يصل الى الحرب الشاملة بجاهزية اقل.
الى جانب ذلك عليها ان تكثف بشكل كبير الحزام الدفاعي في الحدود اللبنانية (وبشكل عاقل) بحيث تمنع عمليات القنص)، لاجل منع اجتياح محتمل لقوة الرضوان. كما أن على إسرائيل ان تفعل ابواقها الرئيسة، بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع لاجل تحذير الحكومة والشعب في لبنان من أن حربا في لبنان ستؤدي الى تدمير البنى التحتية للبنان والى دمار عظيم في ارجاء الدولة – بخلاف حرب لبنان 2006.
بالتوازي على إسرائيل أن تحفز الجيش الإسرائيلي بحيث يكون جاهزا ومستعدا قدر الإمكان لحرب في لبنان بما في ذلك مناورة برية في اطارها تتطلع إسرائيل الى ابعاد حزب الله عن الحدود، مع التطلع حتى الليطاني، كهدف أولي للحرب الشاملة، اذا ما نشبت.