إسرائيل اليوم: محظور نقل السيوف الحديدية الى الضفة
إسرائيل اليوم 3/9/2024، حنان شاي: محظور نقل السيوف الحديدية الى الضفة
في التلفزيون بث حديث رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى، ولم يفهم ما هو جوهر وهدف الحديث: ما هو امر الحملة، الإحاطة، املاء طريقة القتال التكتيكية، وهل تم تبادل الأفكار.
بسبب سوء الفهم الكبير الذي نشأ حول جوهر حديث مشابه جرى بين رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية في 7 أكتوبر 1973 فشل الهجوم المضاد في 8 أكتوبر. وكدرس من الفشل، تثبتت في عقيدة الجيش الإسرائيلي طقوس ثابتة لحديث القادة. الحديث الذي بث وسجل ضابط جلس الى جانبهما مضامينه، لا يتطابق مع أي من هذه الطقوس.
بالمقابل، من مضمون الحديث واضح أنه اذا تحققت اقوال رئيس الأركان كما فهمت من وسائل الاعلام، فستنقل الى الضفة السيوف الحديدية التي حتى النصر المطلق لن يمحو عنها وصمة “حملة فاشلة”. بخلاف مباديء الحرب وقواعدها، لم تخطط السيوف الحديدية كمعركة عملياتية تناورية تستهدف هزيمة العدو في بدايتها وعندها القضاء عليه من خلال تفوق عملياتي، بل لردعه من خلال السيطرة على “رمز” وعندها نيل “صورة نصر”.
أمر واحد من اقوال رئيس الأركان في الحديث بدا بوضوح، وهذا الهدف السياسي للحملة في الضفة، الذي يشبه تماما الهدف السياسي في السيوف الحديدية (2024)، في السور الواقي (2002) وحملة سلامة الجليل 1982): إزالة التهديد لاجل السماح لمواطني إسرائيل (والسلطة الفلسطينية) بالعودة الى روتين حياة ثابت.
بخلاف الهدف السياسي ومباديء الحرب وقواعدها وكدرس من السيوف الحديدية، متوقع أن تخطط الحملة في الضفة وتدار كمعركة عملياتية تناورية لهزيمة العدو وحسم المعركة معه وليس لغرض ردعه مثلما في بداية السيوف الحديدية.
مطلوب وقف الاعمال الأمنية كرد فعل بالقطاعي والانتقال في الضفة الى إبادة مبادر اليها بالجملة للارهاب مثلما في السور الواقي.
يبدو أن هذه يجب أن تكون مهمة قيادة المنطقة الوسطى في السور الواقي 2: تجتاح قيادة المنطقة الوسطى مجال الضفة لاجل تصفية العدد الأقصى من الإرهابيين، وسائل القتال ووسائل انتاج السلاح وضمان منع نمو التهديد من جديد لاطول فترة ممكنة وذلك من خلال قطع وعزل المنطقة عن مصادر تموين خارجية وفور انتهاء الحملة – تفعيل نمط متواصل من الافناء لشرارات الإرهاب.
تحت تصرف قيادة المنطقة الوسطى يوجد، كما افيد في وسائل الاعلام، حجم هائل من القوات يتمثل بـ 23 كتيبة (اكثر من فرقتين). والاستنفاد الناجع لهذا الحجم يستوجب استخدامه في ضوء فكرة عملياتية تناورية يضعها قائد المنطقة ويشرح في المعركة بسيطرة سريعة في آن واحد على كل مجال الضفة.
ان هجوما في آن واحد في ضوء الفكرة العملياتية التنورية، في ظل استخدام الوسائل المناورات الشاملة العادية (التثبيت، المحاصرة، البتر، القطع، وقلب ميدان المعركة) سيحدث صدمة شاملة تمنع الإرهاب من الرد العملياتي والتحرك بين أجزاء المنطقة التي بترت وعزله وقطعه الواحد عن الاخر.
لنجاح المعركة من الحيوي تنسيقها مع قوات السلطة ومع الأردن ولاجل تقليص قدر الإمكان من معاناة المدنيين والامتناع عن ازمة إنسانية وانتقاد دولي حاد، ينبغي ادارتها بسرعة عملياتية عالية.
ان النوعية المهنية العالية لمقاتلي المستوى المهاجم وقادته، والتي ثبتت في السيوف الحديدية تتيح إدارة المعركة بنجاعة عملياتية عالية. ينبغي الامل بان بخلاف السيوف الحديدية، ان تكون القرارات المهنة للقيادة العليا صحيحة وان تترك قيادة المعركة لقيادة المنطقة الوسطى ولقادة الالوية؛ بعضهم جمع تجربة في قيادة فرقة في الحرب لم يسبق أن جمعها قائد فرقة في الماضي.
ان النصر في المعركة والذي يعني تنفيذ مهمة القيادة الوسطى وعقب ذلك تحقيق الهدف السياسي، في الزمن قصير، بسبب الاستنفاد الناجع للحجم الكبير من القوات التي توجد تحت تصرف القيادة – سيقرر بقدر حاسم مدى جاهزية الجيش العملياتية لتنفيذ مهمته بالغة التحدي الثالثة: إزالة التهديد في ساحة لبنان.
*عقيد احتياط خبير في التفكير والتخطيط الاستراتيجي العسكري والسياسي، محاضر في بار ايلان