ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: ليس هكذا تدار الحروب

إسرائيل اليوم 25/8/2024، العميد احتياط تسفيكا حايموفتش: ليس هكذا تدار الحروب

مع أن دولة إسرائيل هي دولة شابة لكنها جرت الحروب، الازمات والحملات العسكرية بتواتر عالٍ. لاسفي، هذه الحقيقة لم تقف الى جانبنا في 7 أكتوبر. رغم هذا، بعد نحو 11 شهرا في الحرب كنا نتوقع أن تصحو الدولة وقادتها وان يديروا الحرب بشكل اكثر نجاعة وصحة. 

324 يوما في الحرب، واسبوع آخر مخادع مرة بين فرصة الامل لتحرير المخطوفين وخطر التدهور الى حرب إقليمية، ولا يزال مطلوب التوقف والسؤال: هل هكذا تدار حرب لا ترى نهايتها؟ 

11 حقيقة وفكرة عن كيف لا تدار الحرب في الـ 11 شهرا: 

  1. كابنت الحرب: طاقم ضيق يفترض أن يجلب تجربة، قدرة وفهم باعلى المستويات. عندما لا ينعقد الكابنت لاسابيع طويلة ويكون مستبعدا عن عملية اتخاذ القرارات فهذا يطرح علامة استفهام كبيرة على عملية اتخاذ القرارات وسلوك جهاز الدولة الأهم في زمن الحرب. 
  2. اهداف الحرب: بوصلة الحرب التي عنها تنشأ العمليات التكتيكية والسياسية. بعد زمن طويل بهذا القدر، مع تغييرات عديدة في ساحات الحرب، يجدر إعادة فحص اهداف الحرب وسلم الأولويات فيها، إذ ان ترتيبها يعكس أهميتها. فهل الأهداف التي تحددت في 7 أكتوبر، مثل “تقويض وتدمير حماس”، لا تزال ذات صلة وقابلة للتحقق بعد 11 شهرا من القتال؟ ينبغي الانتباه الى أنه حتى الناطق العسكري ووزرا في الحكومة تحدثوا منذ الان عن أن بعضا من هذه الأهداف غير قابلة للتحقق. وعليه فمن الحيوي إعادة تحديد ما هو الهدف الأعلى وما هو ترتيب الأهداف الأخرى حسب الأهمية.
  3. حالة الانهاء: لا يوجد عمل عسكري دون تحديد حالة وشرط الانهاء. لانه اذا لم يكن هكذا فان الامر يشبه السير في الميدان بلا بوصلة. ان الإصرار على تحديد حالة نهاية الحرب في غزة فقط بعد تحقيق الأهداف، معناه ان نهاية الحرب لن تأتي. فمثلا: هدف تقويض حماس لن يتحقق دون تحديد واضح لالية الانهاء والجسم او الكيان المحلي الذي سيحل محلها في إدارة القطاع.
  4. اعلام محلي وعالمي: ينقص اعلام جارٍ في مجالات مثل التعليم، الاقتصاد، الامن التشغيلي وآليات التعويض. الناطق العسكري ليس بديلا عن هذا الاعلام الشامل.
  5. اقتصاد طواريء: مطلوب جهاز مدني يعمل مع السلطات المحلية، يضمن اعداد بنية تحتية وطنية للحرب ويضمن تواصل وظيفي وسلطوي. عندما لا يكون جهاز كهذا، فان كل وزارة تفعل ما تراه مناسبا – بدون يد موجهة. 
  6. منظومة مفاهيم تفسيرية: في وضع فوضوي من الحرب، مطلوب منظومة مفاهيم واضحة. مفاهيم مثل “نصر مطلق” تخلق ارتباكا اكثر مما تخلق ايضاحا. بماذا يختلف هذا المفهوم عن مفهوم “النصر”؟ لا فرق. النصر هو نصر. نقطة. 
  7. ثقة الجمهور: عنصر هام في المناعة الجماهيرية. الحرب التي بدأت بأزمة ثقة تستوجب من الزعماء ان يعملوا بكد على ترميمها وان يعملوا فقط فيما تكون مصلحة الجمهور امام ناظريهم.
  8. التنسيق والدينامية بين قادة الحرب: ان انعدام الاسناد بين رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الأركان يتسلل الى الجمهور ويمس بالمناعة الوطنية. لعمل الطاقم ومنظومات العلاقات في قيادة المستوى السياسي توجد أهمية حاسمة.
  9. بمَ ينشغلون وبمَ لا: الجمهور يتوقع ان يكون الانشغال في المستوى السياسي بالامن فقط. اما الانشغال بمواضيع لا ترتب بالحرب، مثل قانون الحاخامين، تغيير طريقة انتخاب مأمور خدمة الدولة، تحويل الأموال للشركاء الائتلافيين – فيعبر عن القطيعة.
  10. التحقيق: هذا هو السبيل للتحسن وللتعلم في اطار الحركة. اذا اختاروا الا يحققوا بشجاع وبانفتاحية، فكيف سيضمنون للجمهور و”لانفسهم” بان التتمة ستكون افضل من الأداء حتى الان؟ ينقص تحقيق معمق وشامل لتحسين الأداء. تحقيق بيري ليس مستنفدا، والجمهور لا يعرف عن تحقيقات أجريت في داخل الوزارات الحكومية نفسها، وربما ليس صدفة. 
  11. الزعامة: هذه تقاس في نظري بالمسؤولية وبالخطوة الشخصية. مطلوب زعامة تربط بين السياقات، ترسم الطريق، توضح انعدام اليقين وتبث الثقة في أوضاع الضغط. زعامة تحلل الواقع بنظرة شاملة ومتعددة الابعاد ولا تخاف التغير. هذا ليس بسيطا – لكن هذا هو الاختبار الأهم. 

ان إدارة الحرب هي فع فن يدمج الاليات، الأساليب والسياقات مع زعامة رائدة. حرب السيوف الحديدية تتحدى إسرائيل. ورغم القاعدة المتينة للدولة، فان سلوكها في هذه الحرب يحتاج تحسينا هاما. يفضل متأثر على الا يكون ابدا – فهكذا لا تدار الحروب؟

*قائد منظومة الدفاع الجوي سابقا ومستشار استراتيجي حاليا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى