ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لننقل الكرة إلى الطرف الآخر بـ «نعم، لكن»

إسرائيل اليوم 2023-11-21، بقلم: إيتان غلبوع*: لننقل الكرة إلى الطرف الآخر بـ «نعم، لكن»

تتصدى إسرائيل بشكل مختلف لثلاث مسائل تجوب في فضاء الحرب في غزة: “المخطوفون”، “وقف النار” و “اليوم التالي”.

 

في موضوع تحرير المخطوفين، تقول إسرائيل “نعم” للمفاوضات؛ بالنسبة لوقف النار، تقول “لا”؛ وبالنسبة لليوم التالي، “ليس الآن، بعد القتال”. بالنسبة للمخطوفين – الموقف صحيح ومحق. السياسة حول المسألتين الأخريين يجب تغييرها، استراتيجيا وإعلامياً.

وقف النار في حرب متواصلة هو وضع مرغوب فيه، وهو يعد خطوة إيجابية نحو “الهدنة”، وبعدها اتفاقات سلام. أمام الدمار والخسائر في غزة توجد نداءات متزايدة لوقف النار، ولا سيما في أميركا الشمالية وفي أوروبا الغربية. الجواب الإسرائيلي على النداءات سلبي، بادعاء صحيح بان وقف النار سيكون جائزة لحماس وللجهاد الإجراميين وسيسمح لهما بإعادة تنظيم قواتهما، البقاء والعودة لتكرار أفعالهما الإرهابية الفظيعة، مثلما يعد الناطقون بلسانهما.

الرئيس الأميركي جو بايدن يطالب بـ “توقفات إنسانية” لاجل إدخال الغداء، المياه والأدوية لجنوب غزة والسماح بتحرير المخطوفين. لكن استطلاعا للرأي العام أجرته في الولايات المتحدة وكالة “رويترز” كشف عن أن 68 في المئة من المستطلعين يؤيدون وقف النار. معقول الافتراض بانه يوجد في الجمهور الأميركي تشويش بين “وقف النار” و “توقف نار انساني”، ومعدل كبير منهم لا يفهم بان وقف النار سيوقف الجيش الإسرائيلي ومن شأنه ان يبقي حماس في الحكم. لكن ما يقرر هو ما يفكرونه وليس ما يفهمونه.

الموقف الإسرائيلي السلبي يجب تغييره واستبداله بتعابير إيجابية – “نعم، لكن”.

على إسرائيل أن تقول انها ستوافق على وقف نار اذا استسلمت حماس بلا شروط، سلمت الوسائل القتالية التي تحت تصرفها، وغادر زعماؤها وأعيد كل مخطوفيها. معقول ان ترفض حماس هذه الشروط، لكن إسرائيل بهذه الحالة ستنقل اليها الكرة وتثبت بانها هي المتسببة باستمرار الحرب، الخسائر والدمار.

نهج مشابه يجب تبنيه بالنسبة لـ “اليوم التالي”. تتفق الولايات المتحدة وإسرائيل على الا تحكم حماس في غزة. منذ بداية الحرب وبايدن ورجاله يطالبون بمعرفة كيف ترى إسرائيل الجهة التي ستحل محلها بعد ان تنتهي الحرب. اما إسرائيل فتجيب بان هذا ليس الوقت المناسب إذ لا يزال يتوجب إيقاع الهزيمة بحماس. بايدن يؤيد إعادة السلطة الفلسطينية الى السيطرة في غزة وحل “دولتين للشعبين”. هو يريد لإسرائيل بالفعل أن تهزم حماس والجهاد، لكنه يرى أيضا فرصة لتحقيق الرؤيا الأميركية بعيدة السنين للحل الدائم. أما نتنياهو فيرفض إعادة السلطة.

على إسرائيل أن تعرض مخططا خاصا بها يتوافق مع الموقف الأميركي، لأنها اذا ما واظبت على جواب سلبي، او على “ليس الآن”، فسيحاول الآخرون ان يملوا عليها رؤياهم. من كل البدائل التي عرضت لغزة لليوم التالي فان إعادة السلطة الفلسطينية تبدو أهون الشرور.

على إسرائيل ان تتعاون مع الولايات المتحدة وان تصيغ جوابا بتعابير إيجابية: نعم لإعادة السلطة، لكن بشرط ان تتغير وان تفي بشروط معينة مثل حق وصول امني لإسرائيل في كل زمان ولكل مكان في القطاع، إقامة حزام أمني بين غزة وإسرائيل، حظر نشاط حماس والجهاد، حل وكالة الغوث، تغييرات في مناهج التعليم في المدارس وفي وسائل الإعلام، وقف دفع الرواتب لعائلات المخربين، الرقابة على حركات الأموال وما شابه. معقول الافتراض بان تتبنى الولايات المتحدة بعض هذه الشروط. فقد قال بايدن إن على السلطة ان تتغير. معقول للسلطة أن ترفض هذه الشروط، لكن عندها هذه ستكون مشكلة بايدن ما الذي سيفعله في مثل هذه الحالة.

بمناهج إيجابية تتمثل بـ “نعم، لكن” لمسألتي “وقف النار” و “اليوم التالي” فان إسرائيل كفيلة بان تقلص النقد عليها، تبطئ دق الساعة السياسية، توقف التآكل في الشرعية الدولية للحرب وبدلاً من المواجهة مع الولايات المتحدة – تنسيق المواقف معها.

*بروفيسور خبير في العلاقات الدولية في جامعة بار ايلان وباحث كبير في معهد القدس للاستراتيجية والامن.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى