إسرائيل اليوم: لكل إمرىء نصره المطلق
إسرائيل اليوم 21/8/2024، أودي ليفي: لكل إمرىء نصره المطلق
حوار طرشان يجري بين إسرائيل وحماس. ويبدو انه وصل الى طريق مسدود. يبدو ان حماس وإسرائيل ليستا ناضجتين للوصول الى اتفاق إذ ان لهما مصلحة مشتركة – البقاء، الذي يستوجب من ناحية الطرفين “نصرا مطلقا”. بالنسبة للسنوار المعنى هو وقف الحرب واعمار غزة. من ناحية نتنياهو – بقاء حكمه. المقترح المطروح على الطاولة ليس مرضيا لاي من الطرفين.
لكن هل يحتمل ان يكون الطرفان يحللان على نحو غير صحيح “صورة النصر”؟ من ناحية إسرائيل هي تركز على إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، آلية رقابة على عبور السكان الى شمال القطاع وإمكانية مواصلة القتال. من ناحية إسرائيل، إنجازاتها حتى الان في القطاع مبهرة، ومطالبها ستضمن تحقيق “النصر المطلق”. من ناحية حماس، فان قدراتها العسكرية والسلطوية في غزة تضررت بشدة. بالمقابل، فان قدراتها في الضفة لا تزال قائمة، ومحور تهريب السلاح والمال من الأردن الذي يزود المعركة بالوقود يواصل العمل بلا عراقيل تقريبا. لقد نجحت المنظمة في أن تبني جبهة جديدة من منطقة لبنان تضم الاف المقاتلين وتعتمد على حزب الله وعلى ايران. واساسا، نجحت حماس في السنة الماضية في تثبيت قوة غير مسبوقة في ارجاء العالم – بنية تحتية فاعلة في كل ارجاء العالم، وهي ظهرها الاقتصادي، اللوجستي والسياسي. بمساعدة قطر والاخوان المسلمين، تعززت هذه المنظومة جدا وأصبحت درعا استراتيجيا يجند مئات ملايين الدولارات، يساعد لوجستيا (بما في ذلك بناء الانفاق في غزة) يعنى بالحرب على الوعي، يشغل لوبي إسلامي في العالم، يجند طلاب – وعمليا جعل حماس اسما مرادفا لقيادة الشعب الفلسطيني. كنتيجة لذلك، فان حماس يعترف بها كحركة عالمية وتحظى بدعم قوى عظمى كروسيا.
في واقع تكون فيه لحماس اذرع سياسية، اقتصادية وفكرية، ينبغي التغيير المطلق للمفهوم الأساس القديم لإسرائيل بشأن “النصر المطلق”. تنازل السنوار عن الشروط الاسرائيلية لا يشكل أي تهديد استراتيجي على حماس ويمكنه أن يرمم قدراتها في غزة. حماس تخرج من الحدث الأخير معززة القوة، مع بنية تحتية حول العالم وفرصة غير صغيرة لاعادة بناء قدراتها، واساسا – تدعي بان تكون ممثلة الشعب الفلسطيني.
لو كنت مستشارا ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس لكنت قلت له: “وقع على الاتفاق بما في ذلك مطالب إسرائيل”، وذلك لانه في هذه المطالب لا يوجد عمليا شيء يمنع الترميم الاستراتيجي لحماس، ناهيك عن انه حتى قبل الحرب بحثت في حماس خيارات بديلة لمحور فيلادلفيا وللتهريبات الى غزة. ان موافقة حماس على الصفقة ستنزل رافعة ضغوط ثقيلة جدا تمارس على قطر وتهدد المشروع العلم للاخوان المسلمين – السيطرة على الغرب. إضافة الى ذلك فان مجرد الموافقة على الصفقة ستزيل تهديدا جوهريا على ايران، التي تخشى من ان يكون من شأن الحرب في غزة ان تؤدي الى ضربة استراتيجية لتطوير القدرة النووية لديها، وعن حزب الله أيضا، الذي يخشى من معركة شاملة مع إسرائيل. من ناحية السنوار فان قبول الاتفاق كما هو هو
“النصر المطلق”.
*رئيس وحدة سابق في الموساد