إسرائيل اليوم: لقاء إيلي كوهين بوزير الخارجية الليبي: إنجاز تحول إلى هستيريا مفرطة
إسرائيل اليوم 29-8-2023، بقلم ارئيل كاهانا: لقاء إيلي كوهين بوزير الخارجية الليبي: إنجاز تحول إلى هستيريا مفرطة
في أيام ألعاب الوعي سبق أن اعتدنا على عرض الإنجاز كفشل ويلون الأبيض بالأسود. وعليه، ليس مفاجئاً أن يكون هذا هو مصير اللقاء التاريخي بين وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش. فقد جرى اللقاء في روما الأربعاء الماضي برعاية وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني. تمثل المنقوش الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، والتي تعترف بها الدول الغربية وتسيطر على الجانب الغربي من ليبيا. ولما كان مندوبو الحكومة الشرقية، التي تستقر في بنغازي التقوا من قبل مع مندوبين إسرائيليين بل وزاروا البلاد، فالمعنى أن الجناحين المسيطرين في ليبيا يعترفان بإسرائيل، يقدرانها ويريدان العلاقة معها.
كوهين ووزارة الخارجية لم يخرقا أي اتفاق مع الليبيين. فقد تقرر معهم مسبقاً بأن ينشر أمر انعقاد اللقاء. الفجوة الوحيدة هي التبكير لبضع ساعات بعد أن تسربت القصة. فضلاً عن ذلك، فقد تم كل شيء حسب الكتاب والقواعد المهنية. وبمراعاة الأبعاد التاريخية للقاء، فبضع ساعات ليست سوى مسألة هامشية.
كانت ليبيا بين الأعداء الألداء لإسرائيل تحت حكم الطاغية القذافي. وحتى بدون تطوير النووي الذي عمل عليه، استضافت بلاده ودربت مخربي م.ت.ف، والقذافي نفسه عمل حتى يومه الأخير على منع قبول إسرائيل لدى دول إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى موقع ليبيا الجغرافي عظيم الأهمية وحجمها الهائل. وها هي، دول كبيرة أخرى، كانت رمزاً للعداء العربي الخالد لإسرائيل، تطمح اليوم بفصيليها إلى العلاقة مع إسرائيل. كل من يتدفق فيه قليل من الوطنية الإسرائيلية عليه أن ينفعل بهذا التطور. لبنة أخرى تسقط في سور النزاع الإسرائيلي العربي.
لم يأتِ هذا التطور صدفة؛ فوزير الخارجية إيلي كوهين، رجل العمل الصعب، حدد هدفاً واضحاً لكبار مسؤولي وزارة الخارجية لدى تسلمه المنصب. طلبت منه “تطورات خارقة للطريق”، وهكذا تحقق اتفاق سلام مع السودان (وإن كان في هذه اللحظة غير قابل للتطبيق لأسباب ليست متعلقة بنا). وكذلك رحلات جوية إسرائيلية تجتاز سماء عُمان وتصل إلى الشرق بسرعة أكبر. والآن، علاقة رسمية وعلنية مع ليبيا. من كان يصدق.
غير أن الأنباء الطيبة ليست أنباء، والحسابات الداخلية – سواء داخل الحكومة أم بينها وبين المعارضة – تجعل الطيب يعرض على أنه سيئ. بهذه الروح، فالعناوين الرئيسة والإحاطات حددت اللقاء وبدت نتائجه كـ “حرج”، واشتكت من فرار المنقوش إلى تركيا. اذهبوا وافهموا. لو أن هؤلاء الذين اطلعوا على الحدث فحصوا لاكتشفوا أن ليبيا المترنحة تخضع لاضطرابات كل اثنين وخميس، وأن الوزيرة الشجاعة اضطرت في الماضي أيضاً للهرب في ظروف مشابهة، ودون صلة بنا. لكن حسناً، اذهب وافحص. لقد سيطرت الضحالة والفئوية على حياتنا.
وبالفعل، فلمن تعنيه الحقائق، هاكم السطر الأخير: وزارة الخارجية برئاسة الوزير كوهين، سجلت إنجازاً تاريخياً. كل الخطوات كانت منسقة مع الليبيين، بما في ذلك نشر اللقاء. لن تعود ليبيا لتكون ما كانت عليه في كل ما يتعلق بإسرائيل. وعليه، فبدلاً من الشتم، تجدر التهنئة.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook