ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لتفهم واشنطن هزيمة حماس مسألة وجودية

إسرائيل اليوم 10-5-2024، مئير بن شباط *: لتفهم واشنطن هزيمة حماس مسألة وجودية

“سبعة أشهر بعد المذبحة، وإذا بالناس ينسون أن حماس هي التي أطلقت هذا الهجوم الإرهابي ضد إسرائيل وأخذت مخطوفين. أنا لم أنسَ ولن أنسى”، هكذا أعلن الرئيس جو بايدن في واشنطن، قبل يومين فقط من إطلاق تهديد دراماتيكي بوقف توريد السلاح الهجومي لإسرائيل، إذا ما اجتاحت رفح.

 

قبل شهرين رحبوا في حماس بامتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن في موضوع غزة، لكن هذه المرة ضبطوا أنفسهم عن التعقيب علناً. ومع ذلك، يمكن الافتراض بأنهم يحمدون الله على أنه قدم لهم العطاء والنجدة من مكان آخر.

في “حماس” يفهمون أن واشنطن تسعى لإنهاء الحرب بكل ثمن تقريباً. فبإحدى اليدين تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للوصول إلى صفقة تسمح لـ”حماس” بالبقاء وإعادة الترميم العسكري بل ورفع مستوى مكانتها في قطاع غزة، في الضفة وفي المنطقة كلها. وفي اليد الثانية توقف عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، ويفرض على إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم رغم رشقة الصواريخ التي قتل فيها أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي، وزيادة المساعدات الإنسانية – رغم أن معظمها يصل إلى “حماس”. إضافة إلى ذلك، اضطرت إسرائيل إلى فتح معبر “إيرز” الذي تعرض للهجوم في 7 أكتوبر والدفع قدماً بالرصيف البحري.

ترسم إدارة بايدن للأسرة الدولية المنحى الذي ينبغي العمل به لأجل توجيه إسرائيل إلى آفاق أخرى، ملمحة بأن سلة روافع الضغط التي تحت تصرفها لم تستنفد بعد.

عندما يقوم الآخرون بالمهمة نيابة عن “حماس”، يكون بوسعها أن تواصل الإصرار على مطالبها المبالغ فيها في المفاوضات وأن تستغل الوقت كي تستعد لمواصلة المعركة، للدفاع وللهجوم. لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون تحت غطاء الواقع الذي نشأ في رفح تنجح أيضاً في أن تهرّب أو تنتج وسائل قتالية، حتى الآن.

هذا وضع يمس بإسرائيل – بالجهد لتحرير المخطوفين وبهزيمة “حماس” في غزة، ويطلق رسالة مشجعة وخطيرة لأعدائنا.

الخلاف الحالي يوفر أيضاً فرصة للنظر إلى العبث الذي في الموقف الأميركي. كتائب “حماس” في هذه المنطقة تشكل خُمس قوتها العسكرية، وهي أيضاً مسؤولة عن قاطع الحدود بين غزة والعالم الخارجي، الذي عبره تنفذ التهريب. فهل يعتقد أحد ما بأنه يمكن إسقاط حكم “حماس” دون العمل في رفح؟ بقدر ما هو معروف، فإنه رغم تصريحات الإدارة الأميركية فإنها لم تقدم حتى الآن خطة بديلة واقعية يمكنها أن توفر ذلك.

بالنسبة للادعاءات ضد إسرائيل عن مدى المس بالسكان غير المشاركين، لا يوجد في العالم مثيل للنسبة المتدنية التي بين عدد الإرهابيين وعدد غير المشاركين من بين القتلى. لكن عبء حماية السكان لا ينبغي أن يكون على عاتق إسرائيل فقط. فهل فكروا في واشنطن بإمكانية إقناع مصر بإتاحة ملجأ إنساني مؤقت في رفح المصرية؟ في الأيام التي تساعد فيها الولايات المتحدة وأوروبا مصر بمليارات الدولارات كان يمكن أيضاً البحث في هذا الخيار.

مسألة أخرى موضع خلاف تتعلق بالرغبة في واشنطن بتسليم الإدارة المدنية في غزة إلى “سلطة فلسطينية محسنة”، أو بديل آخر لـ”حماس”. في البيت الأبيض كان يسرهم الإعلان بأنهم منعوا حرباً أهلية، استأنفوا التجارة العالمية في البحر الأحمر، ساعدوا في تغيير الحكم في غزة، أحيوا البحث في الدولة الفلسطينية وقادوا نحو شراكة إقليمية جديدة في مركزها إسرائيل والسعودية. هذا ظاهراً هو حل كامل الأوصاف للحلقة الهنغارية لكن كلما اقتربنا سنفهم أن الحلقة عالقة. مع كل الأهمية، لا يمكن بسط البساط الاحتفالي للتطبيع مع السعودية قبل تسوية الأرضية تحته.

واشنطن ملزمة بأن تفهم أنه بالنسبة لإسرائيل بعد 7 أكتوبر هزيمة “حماس” في غزة أصبحت مسألة وجودية. السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في غزة هو السماح لإسرائيل أن تنتصر وعدم إيقافها. العكس تماماً مما تفعله الإدارة الآن.

 

* رئيس معهد “مسغاف” للأمن القومي وللإستراتيجية الصهيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى