ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لبنان.. محظور انزال القدم عن دواسة الوقود

إسرائيل اليوم – ايال زيسر – 31/8/2025 لبنان: محظور انزال القدم عن دواسة الوقود

الحرب التي بدأتها ضدنا منظمة حزب الله في 8 أكتوبر 2023، بعد يوم من الهجوم الاجرامي المفاجيء لحماس على بلدات غلاف غزة، انتهت بهزيمتها. قمة القيادة السياسية والعسكرية للمنظمة صفيت، وكذا أيضا معظم قدراتها العسكرية. لكن لا ينبغي الوقوع في الخطأ: لا يدور الحديث عن “نصر مطلق” – فالمنظمة لم تهزم وهي لا تزال تبقي على كثير من قدراتها، تنتظر اللحظة التي يمكنها فيها أن تعود لترفع الرأس.

الضربة التي تعرضت لها المنظمة سمحت للبنان بان يتحرر من خناقه ومن الشلل الذي فرض عليه. الرئيس جوزيف عون، الذي انتخب بفضل هزيمة حزب الله الذي عارض انتخابه، والحكومة التي أقامها برئاسة نواف سلام، يعبران عن رغبة الجمهور في لبنان بغالبيته الساحقة للخروج الى طريق جديدة من اعمار وبناء الدولة – بدل الصراع عديم الجدوى ضد إسرائيل، بتكليف من ايران وفي خدمتها. لهذا الغرض مطلوب نزع سلاح حزب الله. في لبنان يعرفون بان الخروج الى طريق جديدة أتيح بفضل الضربات التي وجهتها إسرائيل الى رأس حزب الله وان مستقبل الدولة منوط في أن تواصل إسرائيل ضرب المنظمة في كل مرة تحاول فيها العودة لرفع رأسها. 

لكن بعد كل هذا، ينبغي للحقيقة ان تقال: لا يمكن الاعتماد على اللبنانيين. ليس لانهم لا يريدون نزع سلاح حزب الله بل لانهم يفتقرون الى القوة الكافية بل والإرادة السياسية لعمل ذلك. فبعد كل شيء، لم يقاتل اللبنانيون لهدف لا يتعلق بمصالحهم الطائفية أو العائلية.

فضلا عن ذلك فان حزب الله ليس فقط قوة عسكرية كل ما هو مطلوب هو تصفية قادتها وتدمير قدراتها العسكرية. المنظمة هي قوة سياسية واجتماعية تمثل أبناء الطائفة الشيعية – الطائفة اكبر في لبنان التي تعد نحو ثلاث سكان الدولة. هؤلاء يواصلون تأييد حزب الله ليس بالضرورة لانهم يؤيدون ايديولوجيته بل لانهم يرون فيه، بغياب كل بديل آخر، من يكافح من اجلهم ويضمن مكانتهم في الدولة. وفي هذه الاثناء تواصل المنظمتة تفعيل منظومة خدمات التعليم، الصحة والرفاه التي تبقي على سيطرتها على أبناء الطائفة.

حكومة لبنان، من جهتها تريد ان تأكل الكعكة وتبقيها كاملة. من جهة أن تتخذ في نظر الأمريكيين كمن تعمل ضد حزب الله لكن من جهة أخرى تخشى المواجهة معه التي من شأنها أن تجر الدولة الى حرب أهلية متجددة. فبعد كل شيء، فان 60 في المئة من جنود الجيش هم شيعة، ومن الصعب الافتراض ان يحملوا السلاح ضد أبناء طائفتهم. 

لقد كانت الاستراتيجية اللبنانية ولا تزال استراتيجية “سيكون خيرا”. صحيح أن الحكومة في بيروت اتخذت قرارا شجاعا كلفت فيه الجيش اللبناني باعداد خطة لنزع سلاح حزب الله، الا ان هذا منوط بالنية الطيبة للمنظمة؛ زعيمها، نعيم قاسم، اعلن منذ الان بان مسألة السلاح هي خط احمر بالنسبة للمنظمة وانها لن توافق ابدا على نزع سلاحها. مثل حماس في غزة، تخشى أن يؤدي الامر الى تصفيتها. وفضلا عن ذلك يشرح اللبنانيون بانه سيتطلب سنوات كثيرة ومليارات الدولارات لتأهيل الجيش لاداء مهامه وبالتالي ليس واقعيا الحديث عن نزع سلاح حزب الله في المدى الزمني المنظور.

رحبت إسرائيل بالقرار الذي اتخذته حكومة لبنان ووعدت بان كل خطوة لبنانية ستسجاب بخطوة إسرائيلية. معنى الامر هو أنه طالما لم يبدأ الجيش اللبناني بالنزع الفعلي لسلاح حزب الله – يمكن للبنانيين أن ينسوا انسحابا إسرائيليا من نقاط على طول الحدود، الحيوية لضمان امن بلداتنا في شمال الجليل، وبالطبع ينسوا وقف هجمات إسرائيل على اهداف حزب الله في ارجاء لبنان والتي تستهدف منع المنظمة من إعادة بناء قوتها. 

إسرائيل أوقفت الحرب في لبنان في تشرين الثاني الماضي قبل الأوان، والان أيضا تعمل ضد حزب الله بشكل “نباتي”. في نفس الوقت لا يمكن تجاهل انجازاتنا في الحرب. المهمة الان هي الحفاظ على هذه الإنجازات ولهذا فمحظور على إسرائيل (انزال القدم عن دواسة الوقود) والا فاننا سنتبين مرة اخرى واقع عشية 7 أكتوبر في حدودنا الشمالية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى