ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لبنان: ليس انتصارا بالنقاط بل حسم

إسرائيل اليوم 22/9/2024، ايال زيسر: لبنان: ليس انتصارا بالنقاط بل حسم

مع نهاية حرب لبنان الثانية التي أوقعت على لبنان دمارا وخرابا، اعتذر زعيم حزب الله حسن نصرالله لابناء الطائفة الشيعية عن المصيبة التي اوقعها على رؤوسهم واعترف بانه لو كان يعرف ان هذه ستكون النتيجة – لما كان أمر باختطاف الجنديين الإسرائيليين اهود غولدفاسر والداد ريغف الذي أدى الى نشوب الحرب. 

نصرالله لن يعترف بذلك، لكن لا شك أنه اليوم أيضا يأسف على أنه جر لبنان الى مواجهة طويلة مع إسرائيل لا يمكنه ان ينتصر فيها، ولو أنه كان يعرف بانه هكذا كانت ستتدحرج الأمور – لما كان امر رجاله بان ينضموا الى هجمة حماس في أكتوبر 2023. 

مثل يحيى السنوار استعد نصرالله لمواجهة قصيرة من أيام او أسابيع قليلة، لكنه وجد نفسه في طريق بلا مخرج، اسير معادلات الرد التي اخذ بها تجاه إسرائيل وفي الارتباط الذي أقامه بين وضع الشمال وبين الحرب في غزة. وهكذا يتدهور نحو حرب شاملة ستكون سيئة لإسرائيل لكنها محملة بالمصيبة للبنان. 

الأسابيع الأخيرة لم تكن سهلة على حسن نصرالله. فالرد على تصفية رئيس اركان حزب الله فؤاد شُكر تبين كجبل تمخص فولد خم دجاج – والان جاء تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال الذي احدث ارباكا بل واهانة للمنظمة التي عرضت نفسها كـ “درع لبنان” وكمن بوسعها أن ترعب وتردع إسرائيل. 

كما أن هذه كانت ضربة لقدرة المنظمة العملياتية، حين يكون عُشر مخربيه وقادته أصيبوا بشكل مباشر او غير مباشر في موجة التفجيرات التي ضربت لبنان. عدد القتلى ليس عاليا، لكن أيضا من فقد يد أو عين شطب من سجل القوة المقاتلة لحزب الله. وبعد كل هذا، فان قدرة المنظمة على الرد على الحدث محدودة، إذ أي شرعية ستكون لنصرالله ان يخرج الى حرب شاملة بسبب تفجير أجهزة بيجر المنظمة نفسها هي التي وزعتها على مقاتليها وإسرائيل تمتنع عن أخذ المسؤولية عنه؟

عمليا، القرار الى ان المسير من هنا لاحقا لا يوجد في يد نصرالله، بل في يد يحيى السنوار، اذا ما قرر هذا وقف النار والسير الى صفقة تؤثر على لبنان أيضا، وكبديل – في يد حكومة إسرائيل، اذا قررت هذه بانها تريد أن تغير من الأساس الوضع في الحدود الشمالية. 

لكن من الأفضل لنا أن نترك لنصرالله معالجة مشاكله ونركز على التحديات التي توجد على عتبة إسرائيل. فهذه امتنعت عن اخذ المسؤولية عن موجة التفجيرات لكن بلا شك هذه عملية مبهرة، من يقف خلفها اثبت قدرة استخبارية وقدرة عملياتية جديرة بالإشارة تذكر بأحد شعارات الموساد: “بالاحابيل تصنع لك حربا”. 

غير أنه مع كل الاحترام للنجاح العملياتي المدوي من المهم ان نتذكر ونذكر باننا منذ أكتوبر لم نعد في معركة بين الحروب حيال حزب الله، بل في حرب؛ وفيها المصلحة الإسرائيلية هي ليست مراكمة النقاط في صراع استنزاف لا نهائي بل ضرب العدو، هزيمته وخلق واقع أمني افضل في حدود الشمال. 

مبادئ إدارة الحرب لدى الجيش الإسرائيلي لم ننساها بعد. ركزوا على المبادرة، الهجوم والمناورة، وأخيرا، بمثابة، بتواصل وباستمرار القتال ضد العدو لاجل الوصول الى هزيمته السريعة. من هنا، واضح أنه لا تكفي خطوة موضعية، مهما كانت مبهرة، والتي هي في أساسها ذات مغزى تكتيكي عابر، اذا لم تكن جزءا من معركة شاملة، مصممة ومتواصلة نديرها ضد العدو.

مبدأ آخر هو التمسك بالمهمة في ضوء الهدف. غير أنه يبدو انه لم يعرض بعد على الجيش الإسرائيلي إنجاز عملياتي مطلوب في المعركة ضد حزب ا لله باستثناء كبح ودفاع. فاعادة سكان الشمال الى بيوتهم هو هدف هام وجدير، لكنه ليس هدفا عملياتيا ملموسا يمكن منه استخلاص امر حملة للقوات.

نصرالله مقيد بالتزامه بمواصلة حرب الاستنزاف. هذه هي المصلحة الإيرانية، وبالتالي هذه أيضا مصلحته، لكن هذه ليست مصلحة إسرائيل، ويجب تطبيق شعار آخر من شعارات الموساد: “حين لا تكون احابيل يسقط شعب، والخلاص في معظم الاستشارة”. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى