ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا تناقض بين تدمير «حماس» وتحرير المخطوفين

إسرائيل اليوم 2023-11-29،بقلم: اللواء احتياط يعقوب عميدرور: لا تناقض بين تدمير «حماس» وتحرير المخطوفين

هناك من يضع هدم بنى “حماس”وتحرير المخطوفين كمهمتين تتناقض واحدتهما مع الأخرى، ويسألون ما هو التفضيل الاصح. على حد أفضل رأيي هذا ليس تناقضا بل زاويتي نظر مختلفتين.
الهدف الأصلي للحرب هو إبادة “حماس” وخلق وضع أمني مختلف تماماً في غزة. الوضع الأمني الجديد هو شرط ضروري لتجديد الاستيطان في منطقة غلاف غزة وهو حيوي لغرض إعادة إحساس الامن العام والاحساس الشخصي في كل المنطقة الملاصقة لغزة. ولحقيقة الامر، هذا حيوي أيضاً لإحساس الأمن لدى عموم مواطني الدولة.
ان تصفية “حماس” هي شرط لإعادة قدر ما من الردع (اصطلاح صعب على الفهم، بل واكثر من هذا على القياس). الردع الإسرائيلي تحطم في 7 أكتوبر، وفقط انتصار واضح – بالضربة القاضية وليس فقط بالنقاط – سيجدد بناء الردع. هذا الانتصار يجب أن يكون مرئياً للجميع كيف يفهم كل من ينوي الشر لدولة إسرائيل على الفور ما هو ثمن المواجهة مع إسرائيل. النصر الواضح والكامل يجب أن يردع كل من يريد أن يتجاوز الخطوط الحمراء عند المواجهة مع إسرائيل. نتائج هذه الحرب ستؤكد جوهر تلك الخطوط التي تم اجتيازها، أي المس المقصود بالمدنيين.
وعليه فإن تدمير قدرات “حماس” العسكرية ونزع قدرتها التنظيمية على العمل حيويان لمستقبل إسرائيل. في الواقع الشرق أوسطي بعد 7 أكتوبر كل اسماك القرش في محيطها، ممن شموا ضعف ودم إسرائيل، عليهم ان يروا الجثة الممزقة للقرش الذي هاجم إسرائيل وسفك دمها. والا فستبدأ هجمات قروش لا حصر لها على الدولة القومية للشعب اليهودي.
في ذاك الحدث الرهيب، في 7 أكتوبر، كان أيضا شيء ما يجب ان ينتهي بشكل يسمح بالاشفاء، بعد واحدة من المصائب الكبرى لدولة إسرائيل: اختطاف إسرائيليين كثيرين (وبعض الأجانب) على ايدي “حماس”. إن انقاذ المخطوفين هو التزام أخلاقي ذو أولوية كبرى وواضحة. في المستقبل، حين يلخص المؤرخون الفترة والتغيير الذي أدى الى النصر الواضح والظاهر للعيان على “حماس” فإنهم اغلب الظن سيلخصون إعادة المخطوفين في سطرين عند وصف تاريخ الحدث. وذلك لانه من ناحية تاريخية ليس لهذا الحدث أهمية أخرى، وليس له تأثير على المستقبل.

مهمة تاريخية
بالمقابل، اليوم حين يكون المخطوفون في أيدي البرابرة من حماس، فبالنسبة للدولة، وبالتأكيد بالنسبة للعائلات هذه مشكلة يجب حلها في اقرب وقت ممكن – بما في ذلك على حساب مصاعب اكبر في القتال نفسه. هذه المصاعب يمكنها ان تتكشف لاحقا بسبب الوقت الذي تشتريه “حماس” بواسطة آلية تبادل “الأسرى”. هذا الوقت يسمح لـ “حماس” بوقف زخم الجيش الإسرائيلي في الميدان، في إعادة تنظيم نفسها وإدخال امدادات إنسانية الى القطاع.
لمنظمة الإرهاب سيكون غذاء، ماء ومواد للعلاج الطبي. الثمن مقابل المخطوفين قرره المستوى السياسي المسؤول عن الجيش بمجرد موافقته على الصفقة، والجيش يكيف نفسه مع دفع اثمان عسكرية على الأغراض المدنية. هذا هو جوهر الصفقة – المخطوفون يتحررون، والجيش يحارب حربا اصعب.
في نهاية الحرب التي سننظف فيها غزة، بعد ذلك أيضا، سنتباهى بأننا لم نهمل جوانب إنسانية وواجباً أخلاقياً في إعادة المخطوفين. لكن لهذا الفخر سيكون مكان فقط اذا ما انتهت الحرب كما اسلفنا بنصر تام، ولهذا الغرض يجب استئناف القتال فوراً (تماماً فوراً) في نهاية وقف النار المتفق عليه. النصر يستوجب توزيع القتال بشكل كبير. المهمة التاريخية يجب استكمالها دون تردد او خوف ويخيل لي انه يوجد لهذا تأييد لا حصر له في أوساط شعب إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى