إسرائيل اليوم: قولوا الحقيقة للجمهور
إسرائيل اليوم 6/8/2024، يوآف ليمور: قولوا الحقيقة للجمهور
لو كان في محيط أصحاب القرار ضابط استخبارات مدني يرتبط بمشاعر الجمهور، لكان يقول لهم: المناعة المدنية حرجة لمواجهة تحديات الأيام القادمة. اخرجوا للجمهور، تحدثوا معه، اعدوه.
لشدة الأسف، هذا لا يحصل. باستثناء الناطق العسكري دانييل هجاري، الذي تحدث أول امس، احد لا يقول كلمة – لا رئيس الوزراء، لا وزير الدفاع ولا رئيس الأركان أو لواء آخر – كلهم يكتفون بالتهديدات على الطرف الاخر (او الأطراف الأخرى). ولمثل هذه التهديدات يوجد أثر معاكس: فهي لا ترفع فقط سقف التوتر والخوف في الجمهور، وتؤثر فورا على المرافق والاقتصاد – في الانخفاضات في البورصة، في أسعار العملة الأجنبية، في الغاء الرحلات الجوية، في الانخفاض في الاستهلاك.
النهج السائد في المنظومة بقي كما هو – حين ما يكون لنعلنه فسنعلنه. هذا جيد للايام العادية، لكن هذا جيد اقل لايام الطواريء. وإسرائيل في الأيام الأخيرة توجد في طواريء عظمى من انتظار المجهور، هكذا على الأقل حسب الإحساس الجماهيري.
اذا كان هذا الإحساس محقا في رأي المستوى العالي، فعليه أنت يتحدث مع الجمهور وان يشرح. واذا لم يكن هذا الإحساس محقا برأيه، فعندها أيضا عليه أن يتحدث مع الجمهور ويشرح:
وينستون تشرتشل، الذي يحب بنيامين نتنياهو أن يرى نفسه في صورته الحديثة، تحدث للشعب البريطاني بالضبط في مثل هذه اللحظات. عندما بدا كل شيء حوله قاتما ومهددا، عندما تلبدت سحب الحرب من فوق، بالذات عندها برز في زعامته. خطاباته الأكثر تذكرا لم تكن خطابات إنجازات وحظوات، بل خطابات دم، عرق ودموع.
لقد فهم تشرتشل جيدا بان الزعامة لا تبنى في المواجهة مع القيادة المهنية – وهو عرف كيف يواجهها جيدا – بل بالمسؤولية وبالقدوة الشخصة. واساسا وضع بريطانيا قبله وقبل كل شيء آخر – حتى عندما في نهاية الامر اندفع لقاء ذلك بمنصبه، رغم أن بريطانيا انتصرت في الحرب.
في المساء المتفجر
الجمهور الإسرائيلي ملزم بان يثق في القيادة. والا انه سيصعب عليه السير وراءها في المسار المتفجر الذي نحن كفيلون بان نخطو فيه في الأيام القريبة القادمة، وربما في الفترة القريبة القادمة. بعض من القرارات ليست متعلقة بإسرائيل: طبيعة ونتائج هجوم حزب الله وايران ستقرر بقدر كبير استمرار الطريق.
اذا عرفت إسرائيل كيف تصد الهجوم أو تتعايش مع نتائجه، فيمكن لهذه الجولة ان تتلخص بتبادل الضربات. اذا كان الثمن الذي ستدفعه إسرائيل اعلى مما يمكنها ان تتعايش معه، يحتمل أن ننجر الى تصعيد في الشمال وربما حتى في المنطقة كلها.
هذا الهجوم سيكون منسقا بالتأكيد، لكن ليس مؤكدا ان ينفذ بالتوازي. حزب الله سيسعى لان يثأر بنفسه على تصفية رئيس اركانه، فؤاد شكر. فعلى أي حال عن طريق ضرب اهداف أو مواقع عسكرية في إسرائيل، في ظل محاولة جباية حياة.
المنظمة قادرة على أن تقوم بهجوم كهذا في كل لحظة، وستحتاج زمنا قصيرا فقط من القرار وحتى التنفيذ. وهذا يستوجب من إسرائيل تأهبا عاليا أساسا في منظومات الدفاع الكفيلة بان تواجه تحديا معقدا اكثر مما واجهته حتى الان، لاجل اعتراض الصواريخ الدقيقة من لبنان.
لإيران يوجد زمن أطول. ساعتها تعمل بشكل مختلف، وهجومها، بسبب المسافات ونوع السلاح الذي تحت تصرفها – تستوجب اعدادا أطول. وعلى أي حال يبدو انها تنتظر البحث في مجلس الامن في الأمم المتحدة عن تصفية إسماعيل هنية (الذي ينعقد غدا) وستقرر فقط بعده كيف سترد. وعندها أيضا، لإسرائيل يوجد مجال كشف واعتراض كبير، بالتأكيد حين يكون بوسعها أن تستعين بالولايات المتحدة وباصدقاء غربيين وعرب آخرين.
في واقع متطرف
قائد المنطقة الوسطى الامريكية الجنرال مايكل كوريلا وصل امس الى البلاد كيف ينسق جبهات العمل، مثلما فعل عشية الهجوم الإيراني السابق في نيسان.
في إسرائيل املوا في ان يكون لزيارته اثر مبرد على حزب الله وايران، لكن الإيرانيين عرضوا صورة مرآة مع زيارة رئيس مجلس الامن القومي الروسي الى طهران.
هاتان الزيارتان شددتا مرة أخرى على التفجر الشاذ للوضع الحالي، والسهولة التي من شأن القوى العظمى أيضا ان تنجذب فيها الى المعركة فتجد نفسها في مواجهة غير مخططة بينها.
هذا سيناريو متطرف لكننا نعيش في واقع متطرف كل الأطراف تأخذ فيه مخاطر اكبر مما في الماضي. على الجمهور أن يفهم هذا. على أي حال، عشرة اشهر في الحرب وهو يسير مع أسئلة اكثر مما مع أجوبة: عن المخطوفين ومصيرهم، عن المخلين ومصيرهم، وحتى عن الوضع الحقيقي للحرب في غزة ومدى الضرر لقوة حماس.
بدلا من اطلاق الشعارات عن الاتصالات الجارفة والسريعة على العدو (او الأعداء)، يجدر بالقيادة الإسرائيلية ان تلبس رداء التواضع وتقول للمواطنين الحقيقة – بانتظارنا أيام صعبة. فهي تحتاج الجمهور كي تجتازها.