ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: قمة الخوف: محظور للصفقة أن تعطي حصانة للارهاب

إسرائيل اليوم 12/8/2024، أمنون لورد: قمة الخوف: محظور للصفقة أن تعطي حصانة للارهاب

محاولة تحليل وتفسير مبادرة استئناف المفاوضات لتحرير المخطوفين ووقف النار تكاد تكون متعذرة، اذا اخذنا بالاعتبار الجهة التي نحاول انتزاع المخطوفين منها. يوجد رئيس عصابة نجح في اختطاف نحو 240 مواطن إسرائيلي، والان تبقى في يده بضع عشرات، عددهم غير معروف بيقين ورئيس العصابة إياه ينجح في احداث ازمة عالمية. هو لا يتحكم في المنطقة، منظمته مفككة ومدمرة في معظمها، ومع ذلك – دول مثل الولايات المتحدة، مصر وقطر تبني حول ذاك المجرم العظيم، يحيى السنوار، قمة سياسية لم تعقد حتى في اطار وقف النار في حرب يوم الغفران. 

بين كل التفاصيل التي لم يتفق في شيء حولها، العنصر الجديد الذي دخل منذ الان وكأنه مأخوذ من مسرحية سخرية: ايران ستستجيب للضغوط ولن تهاجم إسرائيل وبالمقابل إسرائيل توقف القتال في غزة وتنسحب من محور فيلادلفيا. الامر الوحيد الذي يمكن أن نتعلمه من المناكفات السياسية في الأسبوع الأخير هو أن التوتر مع ايران وحزب الله بالنسبة للعدوان الذي يخططان له ضد إسرائيل يخلق رسالة علنية لحرب غزة. وهنا يبدأ وجه الشبه بين السعي الراهن لوقف نار في غزة وبين ما حصل في الأيام الأخيرة من حرب يوم الغفران في 1973. في حينه أيضا، في الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب تلقى التوتر الحربي بعد حافة مواجهة نووية بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. التوتر انتهى بوقف النار الثاني في 24 أكتوبر. 

في حالتنا حيال حماس، مثل مصر في حينه – واقل منها سوريا – حماس تريد وقف نار كي توقف الجيش الإسرائيلي الذي يهدد بابادتها. يحيى السنوار يريد أملا لمواصلة وجود منظمته. ومصر، قطر والان الولايات المتحدة أيضا، تحرصان علنا على بقاء حماس. حماس هي تلك المنظمة الإرهابية التي انتجت هجمة النخبة في 7 أكتوبر. موقف الإدارة الامريكية من رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته يمكن ان نفهمه من المقاطعة والاحتقار اللذين بثتهما مرشحة الحزب للرئاسة كمالا هاريس، حين رفضت أداء مهام منصبها كرئيسة مجلس الشيوخ في خطاب رئيس الوزراء في الكونغرس.

لإسرائيل توجد مصلحة عليا لتحرير المخطوفين المتبقين في ايدي السنوار ومنظمته الإرهابية. واذا كنا صادقين، فانه يمكننا أن نساوم على “النصر المطلق” اكثر مما على محور فيلادلفيا وعلى تفتيش اللاجئين العائدين الى شمال القطاع. هذه هي اللحظة التي تكون فيها إسرائيل مطالبة باجراء حسابها: ما هي عناصر الامن القومي الجوهرية لمواصلة الصراع في السنوات القادمة. ان حصانة إسرائيل ليست متعلقة فقط بترتيبات تكنو- أمنية، بل أساسا بمبنى قوة عسكرية صحيح وروح قتالية وحصانة قومية. على إسرائيل ان تضمن الا يمنح وقف النار حصانة لاعمال إرهاب في غزة. 

منذ تشكيل الحكومة الحالية والامريكيون يعملون على نزع شرعيتها. وهم لا يتوقفون عن ذلك حتى على مدى الحرب. لا يمكن لاي مساعدة امنية أن تغطي على هذا. هذه وصلة مؤكدة لمواصلة المخططات العدوانية ضد إسرائيل. وعليه فعندما يتحقق وقف النار يجب أن يكون تفهم من جانب الأمريكيين بان إسرائيل يمكنها ان تعمل بشكل حر لغرض الملاحقة في غزة وتصفية قواعد الإرهاب في اللحظة التي تجد من الصواب عمل هذا؛ وذلك بروح الاتفاق من العام 2004 بين الرئيس في حينه جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الراحل أريك شارون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى