ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: قـبـل أن تـتـفـكـك إسرائيل

إسرائيل اليوم 2023-06-13، بقلم: أرئيل كهانا: قـبـل أن تـتـفـكـك إسرائيل

خطوة إثر خطوة، تفقد دولة إسرائيل سيطرتها في أرجاء البلاد. منذ زمن بعيد لم يعد الحديث يدور عن المناطق “ج” في الضفة الغربية ، حيث تركت الإدارة المدنية المنطقة لمصيرها لسيطرة السلطة الفلسطينية. المناطق المهددة الآن هي بلدات المحيط، التي هي خارج خط الجديرة – الخضيرة. هناك تنخرط الجريمة المعربدة مع التطلعات القومية وتعرض إسرائيل في الخطوط المعروفة لنا للخطر. المؤسسة، بدعم نخبة سياسية تخوض، الآن، المعركة غير الصحيحة، لا تعرف أنها تخسر المعركة.

يدور الحديث عن الخط المباشر الذي يربط بين أعمال القتل في الوسط العربي وبين الحصار القومي – العربي على مجدو، وعلى العلاقة التي بين سرقة السلاح من سالم، الأسبوع الماضي، وبين الطوق الذي فرضه البدو على قاعدة “نباطيم” في “حارس الأسوار”. وكذا أيضا عن الخنق الاستيطاني اليهودي في الجليل وفي النقب.
القاسم المشترك بين هذه التهديدات – وكذا على اللد حيث عربد الشغب القومي قبل سنتين واضطر، اليوم، رئيس البلدية للاستسلام لمنظمات الجريمة – هو انصراف الدولة عن مسؤوليتها عن توفير القانون والنظام للجميع. ما بدأ قبل عشرات السنين كعفن في تنفيذ القانون، تضخم إلى تهديد قومي – أمني – سياسي.

ودرءاً للفهم غير الصحيح، فإن التهديد لا يحدق فقط من “عرب إسرائيل” بل انه موجه أولا وقبل كل شيء ضدهم. في هذه اللحظة هم الضحية التي تدفع الثمن الأكبر جراء غياب الدولة. وعلى أي حال فإن اعتبارات مغلوطة تتعلق بالعنصرية المعاكسة، ومراعاة من كأنهم يعانون من العنصرية، ساهمت في وقف تنفيذ القانون في الوسط العربي قبل سنوات عديدة. لكن سيكون خطأ التفكير بأن “ما يحصل لدى العرب يبقى لدى العرب”.
في البداية، نسيت قوانين التخطيط والبناء في الوسط العربي. بعد ذلك غضوا النظر عن الخاوة. لاحقا، عن شراء الأسلحة. في المرحلة التالية، اقتحمت الجريمة، التي عربدت في الداخل، كل أرجاء البلاد، من “كريات شمونه” وحتى ديمونة. لا يوجد صاحب مصلحة تجارية لا يعرف طلبات “بدل الحراسة”.

وكلما ضاع التواجد الإسرائيلي، هكذا نمت “الروح الفلسطينية”. كان مسموحا رفع أعلام “م.ت.ف”، والتحفظ على “هتكفا” وتضخيم “النكبة”. في الوقت ذاته، خنقت سلطات التخطيط والبناء، بقيادة مديرية التخطيط وسلطة أراضي إسرائيل، الاستيطان اليهودي في بلدات المحيط. هكذا، في مسيرة طويلة تراكمت المشاكل والتحديات الواحدة تلو الأخرى: ضعف التنفيذ، أفكار مغلوطة، سياسة تخطيط وبناء خاطئة، جريمة معربدة، وغض نظر.

ربما لا نريد أن نتحدث بتعابير اليهود والعرب. فالدولة تتعاطى فقط مع “الإسرائيليين”. لكن الجثث المتراكمة كل يوم تعلم الجميع كم هي خطيرة أضرار السياسة الحالية. فمطلب الحكم الذاتي في الجليل أو في النقب ليس هنا بعد، لكن إذا لم نصحُ فلن يبعد اليوم الذي يأتي فيه. ربما في توقيت حساس لحرب مع ايران.

مطلوب عمل الكثير جدا لأجل تحويل الميل والبدء باستعادة السيادة. الخطوة الفورية هي إقحام “الشاباك” في مكافحة الجريمة. فقد ورد في القانون أن الجهاز سيعمل على حماية المصالح الحيوية للأمن القومي. ثانيا. حتى اليوم في جلسة مجلس سلطة أراضي إسرائيل نتنياهو ملزم بأن يتأكد ان تكون القرارات العملية وفقا لنهجه. بعد ذلك يجب إقامة الحرس الوطني واتخاذ سلسلة طويلة من الأعمال السيادية: من القضاء على الجريمة وانتهاء برفع علم إسرائيل في المدن العربية. هذا ما يسمى حوكمة دولة يهودية وديمقراطية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى