ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: في لبنان مثلما في غزة: محظور إعطاء العدو فرصة للانتعاش

إسرائيل اليوم 16/10/2024، مئير بن شباط: في لبنان مثلما في غزة: محظور إعطاء العدو فرصة للانتعاش

لا حاجة لان يكون المرء في سر الاتصالات السياسية كي يلاحظ تأثير واشنطن على مواقف إسرائيل في المسائل المركزية الثلاثة التي على جدول الاعمال الأمني: مزايا الرد ضد ايران: القتال في لبنان وبشكل محدد غارات سلاح الجو في بيروت؛ وإدخال المساعدات الإنسانية الى شمال القطاع، حيث تجري عملية الجيش الإسرائيلي.

المرونة التي تضطر إسرائيل لان تبديها في هذه المسائل، كما يبدو، هي جزء من الثمن لقاء المساعدات الامريكية لمواصلة القتال ولسيناريوهات الرد المحتملة من جانب ايران. لا يدور الحديث عن ثمن زهيد. فتقليص الغارات الإسرائيلية في بيروت والفهم بان هذا نتاج توافقات بين واشنطن والقدس يمس بالزخم الذي خلقته إسرائيل حيال حزب الله، يعزز الثقة بالذات واحساس الحصانة لمسؤوليه ويسمح له بالانتعاش. اذا اضفنا الى ذلك إحساس الإنجاز في اعقاب ضربة المُسيرة لقاعدة غولاني واستئناف النار الصاروخية نحو اهداف في عمق إسرائيل وفي شمالها – سنتمكن من فهم أسباب الخط الحازم الذي اتخذه نعيم قاسم امس. في خطابه عاد وشدد على الارتباط بين لبنان وغزة وروى بان منظمته تجاهلت الاقتراحات التي جاءت لسحب قواتها 10 كيلو متر عن حدود الشمال.

ان لجم اعمال الجيش الإسرائيلي في لبنان لن يطيل الحرب فقط بل سيزيد المخاطر للمس بامننا وبالجبهة الإسرائيلية الداخلية. هكذا أيضا الطلب لادخال مساعدات إنسانية الى شمال القطاع. فالمساعدات الإنسانية تسمح لمخربي حماس بالبقاء في المناطق التي يطلب الجيش الاسرائيل اخلاءها تعزز قوتهم وتضعف الضغط الذي تسعى إسرائيل لان تمارسه على يحيى السنوار بعملها في هذه المنطقة.

الى هذا ينبغي أن تضاف النجاحات التي سجلتها حماس هذا الأسبوع في المس قواتنا وفي نار الصواريخ نحو إسرائيل، وسلسلة خطابات مسؤوليها في ختام سنة على مذبحة 7 أكتوبر. بالتأكيد يمكن أن نفهم لماذا لم تسارع حماس لطلب “صفقة”.

ان مصلحة الإدارة الامريكية تخفيض مستوى اللهيب في كل الساحات منعا لاشتعال حرب إقليمية تؤدي عمليا الى الاستنزاف، إطالة الحرب وتفويت الفرصة لتحقيق حسم واضح – بالضربة القاضية، وليس بالنقاط. إسرائيل لا يمكنها أن تسمح بهذا لنفسها كما أنها لا يحق لها ان تفوت الفرصة التاريخية الناشئة لاحداث تغيير جذري في الساحتين. 

الى جانب الاستعدادات المرتبطة بايران علينا أن نعمل حيال واشنطن لإزالة الاضطرارات. من الحيوي مواصلة الهجمات في بيروت ومنع إحساس الحصانة لحزب الله في كل مكان يتواجدون فيه. بالنسبة لشمال القطاع فان بتر المنطقة واخلاء السكان منها ضروري أولا وقبل كل شيء لاجل منع انتعاش حماس. كما أنه يخدم الحاجة لممارسة الضغط لاجل تحرير المخطوفين. طالما تسمح إسرائيل بتموين منتظم في مجالات قريبة فمن الصواب ان تصر على موقفها الا تسمح بتموين لشمال القطاع. 

هدم منازل مخربين إسرائيليين أيضا

جملة العمليات واعمال الإرهاب بمشاركة مواطنين عرب إسرائيليين، في ذروة حرب قاسية متعددة الساحات، تستوجب الخروج عن السياسة المتبعة واستخدام وسيلة ردع لم تستخدم حتى الان ضد مواطنين إسرائيليين. ضمن أمور أخرى يجب هدم منازل المخربين.

سيقال على الفور – الغالبية الساحق من المواطنين الإسرائيليين العرب تتحفظ من اعمال الإرهاب وتبتعد عن محافل الإرهاب. وهي منحرجة من مثل هذه الاحداث التي شهدناها في بئر السبع وفي الخضيرة او من كشف شبكات مثل تلك التي خططت لتفجير سيارة مفخخة في أبراج عزرئيلي. هذا الجمهور يفهم الامكانية الهدامة التي تنعكس من هذه الاحداث على علاقاته الحساسة مع الجمهور اليهودي وقلق من التهديد الذي تشكله على اندماجه الاجتماعي والاقتصادي في الدولة.

في نظرة الى مدى الظاهرة يمكن أن نرى بان معدل المشاركين في الإرهاب بين هؤلاء السكان زهيد أيضا، غير أن آثار الظاهرة هدامة دون أن توازن بالنسبة لحجومها. 

هكذا فان عملية إرهاب تنفذ بمشاركة مواطنين إسرائيليين تتسبب بفقدان الثقة وتضعضع الامن في ضوء الخوف من “عدو داخلي” يستغل حرية الحركة وقدرة الوصول الى أي مكان في إسرائيل لاجل المس بها، في أن المخرب هو مواطن مدين بواجب الولاء للدولة. فضلا عن ذلك، فان عمليات إرهاب كهذه توفر تشجيعا للعدو وتخلق ساحة تصدي أخرى لجهاز الامن الذي على أي حال غارق بمهام أخرى. 

كل هذا يستوجب من الدولة بان تحدد سياستها ليس وفقا لحجوم الظاهرة بل بناء على خطورتها واضرارها. وهذا يتعلق ليس فقط بالعقاب بل وبالوسائل لردع الاخرين عن الانضمام الى دائرة الإرهاب.  سرعة رد أجهزة الدولة تؤثر هي أيضا على نجاعة الرد ومن هنا الأهمية لاجمال السياسة الواجبة وتنفيذها بسرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى