ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: في النهاية الامريكيون أيضا سيفهمون

إسرائيل اليوم 6/10/2024، ايال زيسرفي النهاية الامريكيون أيضا سيفهمون

الولايات المتحدة هي صديقة حقيقية لإسرائيل اثبتت التزامها بامننا في كل ساعة اختبار وضائقة شهدناها على مدى العقود الأخيرة. غير مرة بقيت وحدها في الدفاع عن إسرائيل في مجلس الامن في الأمم المتحدة وفي اطر دولية أخرى، في الوقت الذي تركت فيه دول غربية أخرى تعرض نفسها كصديقة لإسرائيل، المعركة او انضمت لاولئك الذين ينددون بها ويهاجمونها.

ان تجند الولايات المتحدة من أجلنا بعد هجمة الإرهاب الاجرامية لحماس في 7 أكتوبر يشكل احد الفصول الفاخرة في منظومة العلاقات بين الدولتين، والذي ينضم الى قصة “القطار الجوي” الذي اطلقه الينا الامريكيون في اثناء حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973.

ان الصداقة التي بين الولايات المتحدة وإسرائيل راسخة في قيم مشتركة تتقاسمها الدولتان وفي المصالح التي تربطانها برباط لا فكاك له. لقد أصبحت إسرائيل استحكاما متقدما في الصراع الأمريكي ضد قوى الظلام والشر في منطقتنا، وفي واشنطن تعلموا كيف يقدروا ويمجدوا مساهمة إسرائيل المميزة – مساهمة عسكرية، استخبارية وتكنولوجية للامن القومي الأمريكي.

بين الأصدقاء الحقيقيين أيضا تظهر أحيانا خلافات. واجب على إسرائيل ان تصر على موقفها. يخيل أن بالذات بفضل اصرارنا على موقفنا وحقيقة أنه يتبين كمحق فاننا نحظى وان كان بأثر رجعي، بتقدير امريكي.

من المهم أن نفهم بان الأمريكيين بعيدون مسافة الاف الكيلومترات عن منطقتنا وغير قادرين على أن ينزلوا الى أعماق تعقيداتها. هم يميلون لان يحللوها ويفهمونها بمناظير غربية، وبالغالب مناظير وردية وكأن الحديث يدور عن قسم من غرب أوروبا او شمال أمريكا، ويروا في اللاعبين الاقليميين لاعبين عقلانيين يعملون وفقا لمنطق غربي.

مع نشوب حرب السيوف الحديدية تجندت واشنطن الى جانبنا وقدمت لنا، على الأقل في المراحل الأولى من المعركة، السلاح بلا قيود ومنحتنا سورا واقيا في الساحة الدولية فيما تشدد على حق وواجب إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

لكن في نفس الوقت أشار الامريكيون الينا وفي الواقع طالبونا الا نخرج الى معركة عسكرية لتقويض حكم حماس في غزة إذ انه ليس بوسعنا، كما ادعوا، تحقيق هذا الهدف. وبالتالي من الأفضل ان نوافق على هدنة وعلى صفقة مع يحيى السنوار.

بهذا النهج واصل الامريكيون التمسك على طول مراحل المعركة في الجنوب، وفي كل مرة تجاوزت فيها إسرائيل مرحلة وتقدمت من مدينة غزة الى خانيونس ومن هناك الى رفح ترافقت اعمال الجيش وانتقاد امريكي علني ودعوة لوقف النار الى أن تبين في النهاية انه بخلاف التقديرات الامريكية انهارت حماس وابيدت قوتها العسكرية.

ومثل غزة، في لبنان أيضا تحذر الولايات المتحدة الان من نطاق العملية الإسرائيلية. يقول الامريكيون ان فقط حلا دبلوماسيا وتسوية مع حزب الله، منظمة إرهاب تدعو الى إبادة إسرائيل، سيؤدي الى التهدئة والهدوء على طول الحدود. بهذه الروح روج الامريكيون أيضا الى تحقيق تهدئة مع ايران، حتى بعد رشقاق الصواريخ نحونا.

مشوق أن نعرف ماذا كان الامريكيون سيقولون لمن كان يروج لهم الوصول الى اتفاق مع القاعدة بعد هجمة 11 أيلول او مع داعش بدعوى ان ليس للصراع مع هذه المنظمات جدوى وانه لا يمكن حله الا بطرق سياسية.

ليس في كل هذا أي جديد اذ في الماضي أيضا عارض الامريكيون تدمير المفاعل العراقي في 1981 بل وفرضوا علينا عقوبات بسبب هذا الفعل وذلك فقط كي يتراجعوا ويعترفوا لنا بعد بضع سنوات من ذلك حين وجدوا أنفسهم في حرب مع حاكم العراق. هكذا أيضا في كل ما يتعلق بتدمير المفاعل النووي السور في أيلول 2007، الخطوة التي تحفظ عليها الامريكيون وفقط بعد ان نشبت الحرب الاهلية في سوريا اعترفوا بخطأهم.

التوقعات والمشورات الامريكية يجب أن نأخذها بشكل محدود الضمان. من الواجب العمل وفقا لافضل تفكرنا وحكمنا حتى وان لم يكن الامر يرضيهم. في نهاية الامر سيعترفون بخطأهم وسيفهمون المنطق والحق الذي في خطوات إسرائيل وسيتجندون لدعمها.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى