إسرائيل اليوم: في السعودية يريدون حلف دفاع مثل اسرائيل
إسرائيل اليوم 3/7/2024، داني زكين: في السعودية يريدون حلف دفاع مثل اسرائيل
“صحيح لهذه الأيام كلنا في حالة توقف، مع نظرة الى حدود إسرائيل – لبنان وتخوف من حرب هناك، مع انعدام يقين بالإدارة الامريكية والانتخابات للرئاسة ومع الازمة السياسية في إسرائيل، لكن واضح للجميع بان دول الخليج المتصدرة ستكون في النهاية جزء من الحل في مسألة غزة، في اطار تسوية إقليمية تتضمن توسيعا للتطبيع مع إسرائيل”.
هكذا قال لي موظف كبير من احدى دول الخليج في حديث هذا الاسبوع. “من تقصد بجميعنا؟” سألت. “زعماء الدول المعتدلة في الخليج، مصر والأردن أيضا وكذا القيادة الإسرائيلية، وهذه تتضمن ليس فقط نتنياهو”.
طلبت منه شرحا. فأجاب “نتنياهو كسياسي، يعرف بان هذا هو الحل وكذا الطريق الوحيد لان يستخرج من هذه الحرب الرهيبة شيء ما إيجابي لإسرائيل. لكنه لا ينجح وربما لا يريد التقدم بسبب الظروف السياسية عندكم. الفهم عندنا هو ان في النهاية هذا سيحصل بالتعاون مع زعماء آخرين يوجدون معنا على اتصال دائم”.
يريدون الولايات المتحدة ويعتمدون على إسرائيل
الاسم السري “الخليجيات” تتعلق باتحاد الامارات والبحرين الموقعتين مع إسرائيل على اتفاقات إبراهيم، لكن أولا وقبل كل شيء يتناول السعودية، زعيمة العالم السُني المعتدل والتي كانت أكثر من مرة على شفا التوقيع على اتفاق مع إسرائيل.
حسب احد المفاهيم السياسية الشائعة، فان حرب 7 أكتوبر كانت تستهدف ضمن أمور أخرى منع هذا الاتفاق، الاتفاق الذي كان سيمنح السعوديين حلف الدفاع الإقليمي وبالاساس مع الأمريكيين، لكن أيضا مع من يعتمدون عليها اكثر بكثير – دولة إسرائيل.
التهديد الإيراني المتسع مع الركض نحو القنبلة، واساسا الحوثيين الذين في ساحتهم الخلفية، يلزمون السعوديين بإيجاد مساند وتحالفات – وعلى عادتهم، يتوجهون الى كل الاتجاهات.
هكذا، مثلا، طلب السعوديون مساعدة الصين في إزالة التهديد الحوثي على السفن وناقلات النفط التي تخرج من موانئهم؛ وهكذا، بخطوة غير مباشرة ورمزية لم يمنعوا اخراج منظمة الإرهاب حزب الله من قائمة المنظمات المقاطعة في الجامعة العربية.
الان حلف، التطبيع ينتظر
ولا يزال الهدف الاستراتيجي لمحمد بن سلمان، ولي العهد، هو إقامة حلف الدفاع إياه ضد ايران ووكلائها، الحلف الذي بقدر جزئي يتحقق منذ الان.
لقد رأى السعوديون المساعدات الدولية التي تلقتها دولة اسرائيل عند الهجمة الإيرانية عليها في نيسان، وهم أيضا يريدون مثل هذا رسميا. لهذا الغرض هم مستعدون للمشاركة باعمار قطاع غزة بعد الاتفاق، لكن فقط بغياب أي محافل من حماس. وحسب بعض من المنشورات فانهم سيكونون مستعدين لان يشاركوا مع الامارات، في قوة حفظ نظام وأمن في القطاع.
ما الذي يؤخر تقدم التطبيع مع السعودية؟ أولا، هذا لن يأتي قبل أن تنتهي الحرب في غزة. ان شئتم، هاكم سبب آخر لماذا يضغط الامريكيون على إسرائيل لوقف الحرب: كي يعرضوا إنجازا سياسيا للإدارة قبل الانتخابات.
التأخير الثاني في الطريق الى التطبيع ينبع من الخلاف على المسألة الفلسطينية. السعوديون اكثر مرونة بكثير من الأمريكيين، ومستعدون لصيغة عامة تتعهد فيها دولة إسرائيل بالدفع قدما بحل النزاع مع القيادة الفلسطينية. اما الامريكيون فيطالبون بذكر صريح لبدء مسيرة في الطريق الى دولة فلسطينية.
غير أنه حسب مصادر سياسية، فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مستعد في هذه المرحلة لاي تعهد في المسألة الفلسطينية، رغم أن قائدي المعسكر الرسمي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت ضغطا جدا للسير الى هناك عندما كانا في الحكومة.
مشكلة أخرى هي مطالبة السعودية بالموافقة على إقامة مفاعل نووي مدني. يوجد لهذا معارضة واسعة في جهاز الامن وليس مؤكدا ان تكون أيضا في مكتب رئيس الوزراء.
ماذا الان؟ يخيل أنه بسبب استمرار الحرب، تهديدات توسع الاحداث في الشمال الى حرب مع حزب الله والانتخابات في الولايات المتحدة – التطبيع مع السعودية سيبقى في الخلفية وسيتأجل حتى 2025، لكن ربما قبل ذلك سيكون دوره ستكون مشاركة منها، وان كانت غير مباشرة في الحل المدني للقطاع.