إسرائيل اليوم: في إسرائيل يأملون هذه المرة ترامب سيسير مع ايران حتى النهاية
إسرائيل اليوم 7/11/2024، يوآف ليمور: في إسرائيل يأملون هذه المرة ترامب سيسير مع ايران حتى النهاية
تنطوي عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض على غير قليل من الآمال بالنسبة لإسرائيل، ومعها أيضا علامات استفهام المركزية بينها هي السياسة التي سيتخذها الرئيس الجديد – القديم تجاه ايران.
في ولايته السابقة اتخذ ترامب خطا كديا تجاه ايران، كانت ذروته في الانسحاب من الاتفاق النووي وتصفية قائد فيلق القدس من الحرس الثوري، قاسم سليماني. كما أن ترامب فرض على ايران عقوبات اقتصادية شالة لكنه لم يسر حتى النهاية ولم يستسلم للضغط الإسرائيلي الشديد الذي مورس عليه للهجوم على مواقع النووي.
ستطفو هذه المسائل الان الى السطح بقوة اكبر لانه في السنوات الأربعة المنصرمة منذئذ اقتربت ايران من القنبلة، سرعت سياقات تسلحها الأخرى (بالاقمار الصناعية، بالصواريخ وبالمُسيرات) ووسعت جدا نفوذها في المنطقة.
المعركة التي تقودها إسرائيل الان اجتثت غير قليل من قوة ايران الاقليمية، واساسا في لبنان وفي غزة، لكنها لم تحبط تطلعاتها. معقول ان تسعى ايران لان ترمم معاقلها المتقدمة التي تضررت، وان تضم اليها معاقل أخرى. اما إسرائيل فقد أعلنت منذ الان بانها لن تسمح بذلك وستحتاج الى ظهر مستقر من واشنطن كي تكون حرة في العمل هجوميا حتى في اليوم التالي للحرب.
يحتاج البرنامج النووي الى معالجة مختلفة، وقد أعلن ترامب ومحيطه غير مرة في الأشهر الأخيرة بانهم لن يعودوا الى سياسة العقوبات وفي إسرائيل معنيون بان يروا تهديدا عسكريا مصداقا يوضع من جديد على الطاولة. واذا اخذنا بالحسبان وضع المشروع النووي، فستكون هذه فرصة شبه أخيرة لكبحه وهذا كفيل أيضا بان يكون مدماكا هاما في إرث ترامب كمن منع القنبلة عن نظام آيات الله.
كي يحصل هذا، ستكون حاجة الى تنسيق عميق بين القدس وواشنطن. لقد صلى نتنياهو لنصر ترامب رغم أن علاقاتهما بعيدة عن ان تكون دافئة مثلما في الماضي. ليرون ديرمر، رجل ارتباطه بالإدارة الجمهورية سيكون عمل تليين وترميم لاجل تقليص الاحتكاكات التي لا بد ستكون. مثلا، حول النية المتوقعة لترامب باستئناف الجهود لتحقيق صفقة كبرى بين إسرائيل والسعودية، التي ثمنها المرافق المحتم سيكون في الساحة الفلسطينية.
تخفيف الالام في البيت الأبيض
لا بد أن إدارة بايدن ستخفف غير قليل من آلام الرأس في القدس – تجميد توريد الذخيرة الثقيلة وإزالة التهديد بالحظر على بيع السلاح، مثلا، وبالطبع التخوف من المس بإسرائيل في الساحات القضائية والدبلوماسية المختلفة. لكن جودة الارتباط ستتأثر أيضا بالاشخاص الذين سيشغلون المواقع الأساس – أساسا وزيري الخارجية والدفاع، رئيس الطاقم ومستشار الامن القومي – والامل هو أن يشغل مايك بومباوم وماركو روبيو، العاطفين لإسرائيل، بعضها. هذا سيسمح بالجسر الجزئي على غياب جارد كوشنير، صهر ترامب الذي كان الرجل الأكثر حضورا في الإدارة السابقة ومهندس اتفاقات إبراهيم.
حتى قبل دخول ترامب، سيكون لجو بايدن عشرة أسابيع من المحاولة الأخيرة لترك أثر في الشرق الأوسط. في إسرائيل يخشون من أن يستغل أوامر ولايته كي يثأر من نتنياهو لكن معقول ان العكس بالذات هو الصحيح: محرر من اعتبارات حملة نائبته، يمكن للرئيس – الذي وصف نفسه غير مرة “بالصهيوني” – ان يحاول الدفع قدما بوقف نار في لبنان وربما أيضا استئناف الاتصالات بصفقة مخطوفين في غزة. نجاحه في هذين الجهدين هو أيضا مصلحة خليفته، ترامب، الذي سيتمكن من الدخول الى البيت الأبيض مع صفحة نظيفة – دون أن يكون مطالبا بان يغوص مباشرة الى ألم رأس الحرب التي لا تنتهي والتي تصر إسرائيل على خوضها.