ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فلننهي على نحو صائب الحرب في غزة

إسرائيل اليوم – غيرشون هكوهن – 29/8/2025 فلننهي على نحو صائب الحرب في غزة

الحرب في غزة تتواصل كوننا ملزمين بان ننهيها بطريقة صائبة لدولة إسرائيل. في هذه الاثناء، في كل يوم قتال آخر، يحسن الجيش الظروف في الميدان التي ستؤثر على وضع النهاية. كانت هذه عمليا نهاية حملة عربات جدعون وفي تناول ذلك يشرح رئيس الأركان عن حق بان الحملة حققت أهدافها. صحيح أن الجيش فقد جنودا، ما بعث لدى الجمهور باستياء شديد. لكن في كل يوم أصيب مخربون كثيرون، وبنى تحتية قتالية لحماس بالتأكيد مرغوب فيه تدميرها. في نظرة مهنية يمكن القول انه رغم الألم على سقوط كل جندي، فان الثمن الذي دفعه الجيش في اشهر القتال الأخيرة كان متدن بالنسبة لمخاطر القتال.

في هذه الأيام – حسب قرار الكابنت لاعداد الهجوم على غزة – يشدد الجيش الإسرائيلي في كل يوم سيطرته على المجال المحيط لمدينة غزة. في المرحلة الأولى من الهجوم مطلوب خطوة لاخلاء السكان غير المشاركين من مجالات المدينة. قبل نحو سنة، نجحت قيادة المنطقة الجنوبية في استكمال اخلاء السكان من رفح في وقت قصير. الظروف تغيرت منذئذ واساسا في ضغط الساحة الدولية. في قيادة حماس يعولون على ضغط دولي يمنع عن إسرائيل نجاح الاخلاء لدرجة منع الهجوم. الخلل الذي وقع هذا الأسبوع في الهجوم على مستشفى ناصر في خانيونس، عزز امل حماس في وقف قتال الجيش الإسرائيلي بضغط دولي. في هذه الاثناء فان الخطوات المصممة التي تتخذ حول المدينة لتحقيق الاخلاء تعبر عن الرسالة بان الهجوم على غزة هي خطة حقيقية تتدحرج منذ الان نحو تعاظمها. 

حماس اعتادت الى حرب العصابات

قتال العصابات من حماس يدل على قدرة التغير والتكيف لدى المنظمة. والامر يدل على التهديد الذي لا يزال يكمن في حماس اذا ما نجحت في نهاية الحرب في أن تبقى كمنظمة مسلحة. الهجوم الذي نفذته حماس قبل نحو عشرة أيام على محصنة كتيبة شمشون في خانيونس انتهى بفضل قتال الجنود بنتيجة جيدا. لكن من ناحية حماس، في استعدادها للتضحية، حددته كانجاز. المبادرة الهجومية التي انتظم فيها الهجوم بالمفاجأة تشكل الهاما لعمليات مشابهة. وفي اطار ذلك فان محرر صحيفة “الشرق القطرية” يشجع حماس في تغريدة له على السعي الى اختطاف جنود من الجيش الإسرائيلي.

منذ بداية الحرب كان هناك من انتقد إنجازات الجيش الإسرائيلي في القتال ضد حماس بوصفها كاضعف اعدائنا. هذا بتقديري قول مغلوط. لا توجد حقا مسطرة لقياس قوة منظمات عسكرية. بمقاييس كمية، حماس بالفعل أضعف من حزب الله وبالتأكيد أضعف من إيران. لكن لا يوجد معنى لمثل هذا القياس دون صلة بساحة المعركة. 

في كل أيام حملة “الأسد الصاعد” القتال ضد إيران كان يتركز على الهجوم على قدرات عسكرية مادية: منظومة الدفاع الجوي، منظومة الصواريخ الباليستية ومواقع النووي. القتال ضد حماس منذ بدايته كان موجها بالطبع لتدمير القدرات القتالية المادية. لكن بالنسبة للغاية المتوقعة، فان هذه الإنجازات بحد ذاتها ليست كافية. 

ثمن الجهاد

يمكن القول انه حتى الان جهاز امن دولة إسرائيل لم يبلور فكرة شاملة لهزيمة حماس، بما في ذلك في البعد الروحي. رغم الضربات الشديدة التي تلقتها لم تنكسر روح حماس. المعاناة والدمار الرهيبين، بما في ذلك معاناة السكان، مبررة في نظر حماس كثمن الجهاد. في قدرة تحمل المعاناة بصبر ايماني وبقراءة الواقع بتفسير ديني يتمسكون بالامل بانه بقوة صمودهم شيء ما سيحصل والإسرائيليون، رغم قوتهم سينكسرون أولا. 

في هذه الظروف فان استسمرار الدفع قدما بهجوم الجيش الإسرائيلي لعله يمكنه أن يكسر أمل حماس في انهاء الحرب وفقا لتوقعاتها. لعله من داخل ضائقة حماس ستفتح الطريق لاعادة المخطوفين ولمفاوضات الانهاء الصحيح للحرب.

في هذه الاثناء في الجانب الإسرائيلي يوجد غموض كبير. وهو على ما يبدو محتم لكن ينبغي أن نرى فيه أيضا ميزة اذا ما نشأت عنه فقط مبادرة مفاجئة وصارمة. في كل حال، فان الوصول الصحيح الى نهاية الحرب لا يمكنه أن يأتي من تطلع إسرائيلي غير ملجوم من شأنه ان يجر ابتزازا. انهاء صحيح يجب أن يأتي من موقف قوة ومن داخل ضائقة العدو. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى