ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فلنمنع صعود حماستان

إسرائيل اليوم 1/9/2024، أمنون لورد: فلنمنع صعود حماستان

“انسحاب إسرائيل من غزة كفيل ضمنا ان يخلق واقعا إيجابيا جديدا”، قال دبلوماسي إسرائيلي كبير في برلين في آب 2005، الا وهو شهر فك ارتباطنا. “يمكنه أن يخفف التوتر، يخلق واقعا اقتصاديا جديدا يترافق والكثير من الفرص التجارية ويدفع قدما من جديد بمسيرة السلام”. لكن يمكن أيضا ان يحصل النقيض التام. “يمكن أن يحصل صعود “حماستان” الذي يستغله الإسلاميون كخشبة قفز كي يصعدوا بعدة درجات حربهم ضد إسرائيل”، قدر د. ماتياس كونسل في مقال طويل نشره بعد وقت قصير من فك الارتباط. “فأي سيناريو سيتحقق إذن؟ هذا منوط بشكل حاسم في مسألة اذا كان سيكون صراع ضد الإسلامية… وأمر واحد مؤكد. اذا واصلت المانيا والاتحاد الأوروبي، مثلما عملوا في سياق خطة خريطة الطريق، فان نتائج الجلاء الإسرائيلي ستكون كارثية”. ماتياس كونسل ليس نبيا ولا ابن نبي. هو بالاجمال خبير لتأثيرات النازية على العرب، وعليه فليس مثل ضباط الاستخبارات الإسرائيليين، فان مفهوم “انا هو الاخر” لم يشوش عقله وهو يعرف الى أين تؤدي الإسلامية – النازية. 

وعليه، فليس صعبا أيضا التنبؤ الى أين سيؤدي الجلاء عن محور فيلادلفيا. رغم الجدال الذي ارتفع الى نبرات عالية بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، في نهاية الطريق لتحرير المخطوفين ينتظر المفهوم الكارثي الذي يخوضه الامريكيون والمتمثل بانسحاب كامل من كل قطاع غزة بما في ذلك فيلادلفيا. لكن إذن لتعرف. لعله مع ذلك تفتح آفاق لواقع اقتصادي جديد مع تحقق الإرهاب. 

ان توقع كونسل يعتمد ليس فقط على معرفة جوهر حماس، بل على طريق حكومات أوروبا بقيادة المانيا، فرنسا، السويد وباقي البلجيكيين والانجليز. كان من الصعب التقدير في حينه ان يصعد في الولايات المتحدة بعد بضع سنوات حكم يكون على رأسه رئيس يعمل كوزير خارجية المستشارة انجيلا ميركل. وعليه فهذا هو المحيط الأمريكي، الأوروبي، المسنود بروح الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تشجع حماس على البقاء حتى اليوم، للعيش ليومين آخرين لاجل استغلال فرصة واحدة يفلت فيها السيف من قبضة اليهود.

في هذه الاثناء ينقل حزب الله إشارات واضحة بانه لا يعتزم الانزلاق الى “حرب واسعة” وانه يفضل تخفيض مستوى اللهيب حتى خبوه. اذا كانت الاخبار في “الاخبار” صحيحة فان هذه رسالة للسنوار بان هدفه لن يتحقق وهذا يشدد الضغط عليه لتحرير بعض المخطوفين والسعي الى وقف النار. هذا بالطبع كان يريد أن يحققه حتى قبل تحرير المخطوفين.

في هذه المرحلة لا يبدو أن حماس جاهزة للصفقة. محور فيلادلفيا ليس شرطا أخيرا من ناحيتها. توجد بواكير أخرى تريد أن تقطفها لاحقا. إسرائيل من جهتها، حسب سلوكها في الميدان تواصل الضغط عسكريا وكلما كان اغلاق محور فيلادلفيا محكما اكثر هذا يزداد الضغط على حماس. ان الاستعداد لمواصلة القتال في غزة وربما أيضا في لبنان يبث من قرار الحكومة لتمديد مدة خدمة الاحتياط لقوات كبيرة. أبو الولد الدرزي غازي جابر الذي يلعب دور مغلي في “كتاب الغابة” يقضي منذ الان اكثر من نصف سنة في خدمة الاحتياط. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى