ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فلنتوقف عن المشاركة في لعبة حزب الله

إسرائيل اليوم 9/6/2024، ايال زيسر: فلنتوقف عن المشاركة في لعبة حزب الله

النار في الشمال لا تتوقف للحظة، شديدة وفتاكة أكثر من أي وقت مضى. ومقابلها تكتفي قيادتنا السياسية والعسكرية بالتصريحات المتبجحة والتهديدات العابثة التي لم يعد احد يتعاطى معهد بجدية – لا عندنا ولا في لبنان أيضا. فبعد كل شيء، كم مرة يمكن الإعلان انه نفد صبرنا والتهديد بان نعيد لبنان الى العصر الحجري.

في الوقت الذي تكتفي فيه إسرائيل بتصريحات فارغة من المضمون واعمالها محدودة وحذرة وتأتي دوما كرد على هجمات العدو، فان حزب الله لا يتجمد في مكانه. بعد سبعة اشهر من القتال والتي فقد فيها القتلى والجرحى عثر على نقطة ضعف في منظومة الدفاع العسكرية الاسرائيلية – الصعوبة في التصدير للمُسيرات، وبهذه الحلقة الضعيفة يضرب بكل قوته ويهاجم أهدافا في الاراضي الاسرائيلية. الى جانب ذلك وسعت المنظمة مدى وشدة النار التي تمطرها علينا بل ووسعت مدى إصابة صواريخها ومسيراتها.

الضعف الذي تبثه القيادة الإسرائيلية يشجعها على مواصلة طريقها. 

مع ذلك، يشرح زعماء حزب الله بانهم غير معنيين بحرب شاملة، وكأن ما يحصل على الحدود الشمالية ليس حربا… فبعد كل شيء، حقق حزب الله ما يريد ولا يحتاج الى تصعيد من شأنه أن ينزع إنجازاته. وهو يسوق نفسه كدرع غزة كمن نجح في طرد عشرات الاف الإسرائيليين من بيوتهم، وأخيرا كمن يهاجم بلا انقطاع أهدافا إسرائيلية على طول خط الحدود. 

القيادة الإسرائيلية يتملكها خوف من حزب الله، وينتقل خوفها الى الجمهور بكامله. هذا خوف شال يمنع كل قدرة على التفكير بمنطق وتفكر، او من خارج الصندوق. في كل ما يتعلق بمسألة كيف من المناسب التصدي لحزب الله وانهاء الحرب التي يخوضها ضدنا في حدود الشمال.

لشدة الحظ، لسنا وحدنا يتملكنا الخوف من حزب الله. هو أيضا يخاف منا. حقا، الردع الإسرائيلي يتآكل في ضوء العجز الذي تبديه حكومة إسرائيل في حدود الشمال، مثلما في غزة أيضا، لكن حزب الله لا يزال يخاف من أنه في حالة ان فرضت علينا حرب في الشمال فاننا سنرد الصاع صاعين وهو أيضا يعرف جيدا ما يرفض الجمهور عندنا فهمه – لانه في حالة حرب شاملة، وان كان سيوجه ضربات أليمة في عمق إسرائيل لكن قوته لن تصمد امام إسرائيل مرصوصة، مجندة ومصممة وهذه ستضرب لبنان مثلما ضربت غزة. 

لقد اختارت إسرائيل في الأسابيع الأولى من الحرب ان تركز على حدود الجنوب وتدخل في دفاع تجاه حزب الله. غير ان ما كان ممكنا ومرغوبا فيه في بداية الحرب يصبح بالتدريج لا يطاق. هذ الواقع من حرب الاستنزاف في الشمال يجبي منا اثمانا متزايدة ويقضم أيضا ما تبقى من قدرة ردع لدينا. 

من هنا فان مواصلة القعود مكتوفي الايدي والالتصاق بسياسة الاحتواء والرد المقنون استنفدت نفسها. حرب الاستنزاف التي فرضها حزب الله علينا يجب ان تتوقف، وما يجدر التشديد عليه هو أن ليس معنى الامر بالضرورة حرب شاملة. 

إسرائيل لا تستغل تفوقها العملياتي والاستخباري على حزب الله ولا أيضا خوف المنظمة من الحرب. 

ما ينبغي عمله إذن هو البدء بالرد بقوة وبحزم – ولا، لا حاجة للبدء بتصفية نصرالله او بتسوية الضاحية بالأرض، معقل المنظمة في جنوب لبنان. يمكن أن نتخذ قبل ذلك سلسلة من الردود التي ترسم للمنظمة خطوط حمراء واضحة دون التدهور في المنطقة الى حرب. مثلا ان نهاجم في عمق لبنان عندما يعترض حزب الله مُسيراتنا. لماذ لا نرد هكذا في كل مرة يضرب فيها حزب الله البلدات والمواطنين على حدود الشمال.

بعد كل شيء من لا يتجرأ ويبادر ويخاطر أيضا نهايته ان يجد نفسه يجر رغم أنفه وفي موعد ليس مريحا له الى مواجهة شاملة مع حزب الله بالضبط مثلما حصل لنا مع حماس. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى