إسرائيل اليوم: فقدان الخوف الإيراني يتطلب معالجة فورية
إسرائيل اليوم – مقال – 16/4/2024، تسفي هاوزر: فقدان الخوف الإيراني يتطلب معالجة فورية
في 14 أيلول 2019 سُمعت أصداء انفجارات في حقول النفط التابعة لشركة النفط السعودية أرامكو. هجوم شنته نحو 30 مسيرة وصاروخ جوال افلت من شبكة الرادار السعودية، فاصابت مخازن الغاز وادت الى شلها وخفضت دراماتيكيا انتاج النفط السعودي.
بضربة واحدة تقلص تصدير النفط السعودية بأكثر من 50 في المئة. الهجوم، بتعليمات إيرانية، وصف كـ “الأخطر” منذ احراق العراق لحقول النفط الكويتية في 1991 في حرب الخليج. بعد أسبوع من الترقب للرد الأمريكي أعلنت إدارة ترامب بانها ستساعد السعودية والاماراتيين بقوات دفاعية وبالسلاح.
وهكذا حسمت إمكانية هجوم عسكري امريكي بعد ضرب حلفائها في الشرق الأوسط. فقد فضل الامريكيون التركيز على الدفاع المستقبلي فقط وليس على الهجوم. همسة صدحت في الشرق الأوسط عبر طهران وحتى موسكو وبيجين. بالمناسبة، حالة أرامكو كان يفترض بها أيضا أن تؤكد بان ايران تثبت تهديدا تقليديا مباشرا على إسرائيل وليس فقط تهديدا نوويا مستقبليا. مشكوك ان تكون إسرائيل والولايات المتحدة فهمتا هذا قبل خمس سنوات. هذا الأسبوع استوعب هذا الدرس.
منذ سيطر نظام ايات الله على ايران كان يقوم على أساس استراتيجية ذكية، وبصبر لا حدود له يحاول خلق واقع فيه علامة الاستفهام على وجود إسرائيل تصبح حقيقية وليس فقط نظرية. في ليل 14 نيسان 2024 كان يخيل أنه ظهر صدعان في مدرع “الصبر الاستراتيجي” الإيراني.
الأول – قرار ايران ان تهاجم من أراضيها السيادية وليس بواسطة وكلاء. الثاني – الاختيار في توقيت معقد، في وضع لم يستكمل فيه وكلاؤها في العراق وفي سوريا بناء القوة اللازمة لمعركة كاملة متعددة الجبهات ضد إسرائيل من جهة، ولا يكون فيه لإيران نفسها قدرة نووية حتى وان كانت بحدها الأدنى من جهة أخرى.
نداء أخير لهجوم مضاد
بشكل غير مسبوق اختارت ايران ان ترد على خطوة هجومية إسرائيلية بمديات نارية هائلة من أراضيها، المدى الأكبر بعشرة اضعاف المدى الناري الذي كان على أرامكو. واساسا – ايران كفت عن الخوف. فقد وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل حتى في موعد يخيل انه ليس مثاليا من ناحيتها وعملت على نحو استعراضي ضد تحذير رئاسي امريكي صريح بعدم العمل. الهجوم الليلي من ايران هو تذكير صاخب على فقدان الردع الاستراتيجي لإسرائيل وامريكا. فقدان الخوف الإيراني هو الموضوع الأهم في الهجوم الصاروخي الإيراني، وهو ما يجب أن يعالج.
تهديد don’t من الرجل الأقوى في العالم عشية الهجوم الإيراني استقبل بعدم اكتراث في طهران، على نمط التعبير العربي المعروف “كلام فاضي”. هذه بشرى سيئة للولايات المتحدة، بشرى سيئة اكبر لحلفائها في المنطقة.
لا ينبغي لنا أن نخطيء – الإنجاز الذي في اعتراض 99 في المئة من الاطلاقات مبهر، لكن هذا انجاز تكتيكي ليس له ما يرمم الردع الغربي ويعيد الميزان الاستراتيجي الى مكانه. ولكن يبدو أنه نشأت هذا الأسبوع فرصة أيضا. فالهجوم الإيراني خلق موعدا ثانيا وربما “نداءً أخيرا” لانعدام الرد الهجومي على أرامكو والذي أدى الى تأكل مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. محظور أن يكون الهجوم الليل على إسرائيل بأكثر من 330 أداة طائرة ستذكر في تاريخ الشرق الأوسط كـ “أرامكو 2”. إسرائيل والولايات المتحدة ملزمتان ان تستغلا هذا الهجوم كي تخرجا من “الغفو الاستراتيجي”.
للولايات المتحدة فرصة تاريخية لترمم مكانتها في الشرق الأوسط وتغيير الوضع الجغرافي السياسي العالمي. العالم الحر والمعتدل يتطلع الى القوة العظمى الامريكية في مناطق المواجهة الثلاثة: روسيا – أوكرانيا، الصين – تايوان وإسرائيل – ايران. منطقتا المواجهة الاوليان تتضمنان قوى عظمى ذات قدرات نووية، حرية العمل الامريكية في كلتيهما محدودة جدا. الولايات المتحدة لم تمنع الاجتياح الروسي لاوكرانيا، ومشكوك أن يكون سلوكها في الشرق الأوسط حتى الان يردع الصين من تغيير الواقع الاستراتيجي في منطقة محيطي الهندي الهاديء. ان بث عظمة أمريكية في وجه العدوان الإيراني سيعزز جدا الردع الأمريكي في الصراع بين الكتل ويؤشر الى حلفائها، وبينهم الأردن والسعودية بان لهم من يعتمدون عليه. للعالم الحر وقعت فرصة نادرة في ليل السبت لابطاء جدي للسباق الإيراني نحو النووي.