إسرائيل اليوم: فرض السيادة في الضفة والغور

إسرائيل اليوم – امنون لورد – 12/8/2025 فرض السيادة في الضفة والغور
قبل نحو أسبوعين نشر روب مالي وحسين آغا مقالا في “الجارديان” البريطانية ادعيا فيه بقناعة جمة بان الوضع يلزم بالعمل بافضلية أولى بانهاء الحرب. يفهم من اقوالهما ان اعتراف حكومتي بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطينية سيضر فقط بهدف انهاء الحرب. “هذه الخطوة منقطعة بشكل مطلق عن الواقع وتوجد في تضارب مع أهدافها المعلنة… هذا لن يدفع قدما بشيء الطرفين الى حل الدولتين”. مالي وآغا متماثلان مع الفلسطينيين وبالتأكيد ليسا من اليمين الصقري.
لكن أمس انضمت أيضا استراليا الى تلك الدول المميزة – فرنسا، كندا وبريطانيا حين اعلن رئيس الوزراء بان حكومته ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. النتيجة الخطيرة هي النتيجة ذاتها – ابعاد انهاء الحرب وما يسمونه في إسرائيل “جائزة لحماس” او للارهاب.
بكلمات ابسط: منظمة إرهاب تحولت الى جيش هاجمت إسرائيل ببربرية لم يشهد اليهود مثيلا لها منذ المحرقة. الجيش الإسرائيلي يعمل قرابة سنتين كي يحسم ويحيد منظمة الإبادة الجماعية هذه. لكن المشاهد القاسية، بما في ذلك الصور المزيفة تقنع بعضا من زعماء الدول التي تسمى متنورة بالانتقال الى طرف حماس. إذ لا سبيل آخر لوصف الخطوات السياسية التي أعلنوا عنها للاعتراف بدولة فلسطينية. هذه ليست مجرد خيانة لدولة إسرائيل، هذا تأييد من حكومات اليسار في العالم الغربي لمنظمة حماس والمذبحة التي ارتكبتها في 7 أكتوبر. وانضم الى المعرض المستشار الألماني ميرتس الذي منح هو الاخر ريح اسناد للارهاب من خلال الإعلان عن حظر سلاح جزئي ضد إسرائيل.
حشروا إسرائيل في الزاوية
تلك الدول، بمعونة الاحداث الداخلية في إسرائيل ضد الحكومة، خفضوا دوافع حماس بالوصول الى وقف نار وتحرير المخطوفين. من جهة أخرى، الوضع السياسي الخطير حشر إسرائيل في الزاوية. ليس لإسرائيل مفر غير الخروج الى عملية عسكرية تؤدي الى حسم حماس، ولا – مخربو حماس سيواصلون الاستمتاع بوقف نار قسري على إسرائيل ولن يعيدوا المخطوفين الى أن تقدم إسرائيل تنازلات سيكون معناها استسلام مطلق.
ان الاعتراف بدولة فلسطينية يعتبر أيضا كاباحة دم ليس فقط بالنسبة لإسرائيل بل بالنسبة لليهود في تلك الدول الغربية مثلما يمكن أن نرى في كثرة العنف اللاسامي. في استراليا المرة تلو الأخرى اتخذت الحكومة والسلطات إجراءات المحت للمسلمين ولليساريين الراديكاليين بان اعمالا ضد اليهود وضد إسرائيليين في استراليا هي مثابة منطقة صيد حر. هكذا حصل أيضا في حينه في اعقاب حظر دخول آييلت شكيد الى استراليا.
اعتراف لا يحل الجوع
هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام هي تجاهل مطلق من تلك الحكومات للواقع وللقانون الدولي. عضو برلمان لها صديق في غزة قالت لها هاتفيا ان الناس يبحثون عن الطعام وقد لا يكون لهم ما يأكلوه قريبا. وها هي عضو البرلمان إياها اعتقدت ان الرد المناسب على وضع التغذية لتلك المرأة هو اعتراف بدولة فلسطينية. ليس للفلسطينيين أي بنية تحتية حكومية وسياسية يمكن الاعتراف بها كدولة. عندما أعطوا ارضا إقليمية وإمكانية للحكم، اثبتوا بان الكيان الحكومي الذي نشأ أصبح مفعما بعدوانية بربرية.
ان عدوانية حماس المجنونة موجهة أيضا ضد السكان الذين يعيشون في غزة. لا يمكن للخبراء أن يتذكروا أي جسم حكومي في التاريخ استخدم واستغل بهذا الشكل المعيب الناس الذين يخضعون لحكمه كلحم للمدافع.
هم بالتأكيد يحظون بتأييد صحف معينة في إسرائيل، او بتأييد منظمة إنسانية مثل “أطباء من اجل حقوق الانسان”. وحتى كُتّاب ومغنيات فقدوا البوصلة. إسرائيل ستكون ملزمة، إضافة الى العملية العسكرية الاضطرارية في غزة الى أن تتخذ أيضا خطوات من طرف واحد مثل فرض السيادة في المناطق ج في يهودا والسامرة وفي الغور.