ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فرصة لمرة واحدة لتحقيق المصالح الحيوية لإسرائيل

إسرائيل اليوم 5/12/2024، داني زاكن: فرصة لمرة واحدة لتحقيق المصالح الحيوية لإسرائيل

الابتسامة الراضية لمن كنت أتحدث معه بدت حتى واضحة من وراء خط الهاتف. الرجل، دبلوماسي كبير من دولة في الخليج، تلا عليّ ما نشره الرئيس المنتخب دونالد ترامب على شبكة “اكس” والذي طالب فيه بتحرير المخطوفين والا فان بوابات الجحيم ستفتح على المسؤولين عن الفظائع والاختطافات. “كلها تغريدة”، قلت. “انت مخطيء، هذا بلاغ للعالم كله، نزعة المصالحة انتهت، أمريكا عظيمة مرة أخرى وهي مصممة على أن تظهر هذا”، كان الجواب. “لماذا حصل هذا”، سألت، والجواب كان “بسببكم”.

هذه هي خلاصة الذخر الاستراتيجي الأكبر لدولة إسرائيل. قدرتها على التأثير على سياسة الولايات المتحدة – القوة العظمى في العالم. التقارب بين إسرائيل ودول الخليج ودول عديدة أخرى في العالم بدأ في الأزمنة التي كانت فيها العلاقة الإسرائيلية الامريكية هي الأفضل. في زمن اتفاقات أوسلو أيضا، حين نجح نتنياهو في بداية العقد الماضي في اقناع العالم للوقوف ضد المشروع النووي الإيراني واساسا بعد أن دفع ترامب للتراجع عن الاتفاق النووي. هذا هو العامل الأساس الذي أدى الى اتفاقات إبراهيم التي غيرت تماما طبيعة النزاع وهذا بالتالي هو الاحتمال الأكبر لنظام جديد في الشرق الأوسط. 

في الحديث شدد الدبلوماسي من الخليج على أنه قد تكون هذه فرصة لمرة واحدة لعمل ما يلزم، لمعالجة النظام الإسلامي في ايران، لاحداث زخم اقتصادي متجدد يطور المنطقة كلها وكذا لحل في المسألة الفلسطينية بمشاركة دول الخليج.

تغيير في أوروبا أيضا

هذا التأثير بدأ يتسلل أيضا الى أوروبا. فاستبدال ممثل السياسة الخارجية المناهضة لإسرائيل جوزيف بوريل بكايا كلاس الأكثر ودية بكثير سيسمح لاصدقاء إسرائيل بمنع قرارات مناهضة لإسرائيل بسهولة اكبر. وزير الخارجية جدعون ساعر سيستقبل بشكل مختلف تماما في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في مالطا، والضغط على إسرائيل من هذا الجانب سيكون اخف بكثير. 

والذخر الاستراتيجي موضع الحديث يفترض أن يساعد في تحقيق الهدف الاستراتيجي الأساس لإسرائيل الا وهو تقليص النفوذ المهدد لإيران على المنطقة، تمهيدا لهدف بعيد المدى، لاسقاط النظام الإسلامي. الطريق الى هناك يمر في الاقتصاد او للدقة بشل الاقتصاد الإيراني وهذا ما يمكن الغرب بقيادة الولايات المتحدة ترامب ان يفعله، وبدون الكثير من الجهد. في هذه الاثناء تواصل الولايات المتحدة سياسة تشديد الضغط الاقتصادي على ايران، من خلال فرض العقوبات على تصدير النفط الإيراني. نذكر بانه منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في ولاية ترامب السابقة فرضت من جديد العقوبات على تصدير النفط الإيراني. غير أنه في اثناء ولاية بايدن توقف الانفاذ.

الموجة الأولى من العقوبات فرضت في أيلول، والان وزارة المالية الامريكية أعلنت عن الموجة الثانية، عقوبات على 35 شركة تشارك في تهريب النفط الإيراني. حسب بيان الوزارة، 14 شركة مسجلة في الهند، اتحاد الامارات، الصين، هونغ كونغ، الباكستان، ليبيريا، جزر مارشل وايران تندرج في القائمة الجديدة. 

يدور الحديث عن شركات سفن ونقل بحري، موانيء وتصفية نفط لمنتجات أخرى، كلها في سلسلة تبييض النفط الإيراني او نقله الى الموانيء المقصودة. الى جانبها اعلن الامريكيون عن عقوبات على 21 ناقلة نفط تشارك في تهريب النفط، منتجات النفط والبتروكيماويات الإيرانية. هذه هي الناقلات التي تشكل جزءً هاما من “اسطول الاشباح” الذي يعمل في نقل واخفاء النفط الإيراني، بشكل عام من خلال النقل من ناقلة إيرانية في قلب المحيط الهندي.

ايران ستفقد المزيد من المداخيل

في أيلول كان التصدير الإيراني لا يزال يحافظ على حجم يقترب من 2 مليار برميل في اليوم، في أكتوبر بدأ يهبط الى محيط 1.6 وفي تشرين الثاني وصل الى 1.5

حسب تقديرات الخبراء، اذا ما واصل تشديد ميل الانفاذ بل واكثر من ذلك في عهد ترامب فان ايران ستفقد نحو 30 مليار دولار من مداخيلها في السنة.

الدول الأوروبية الغربية التي كانت شريكة متحمسة للاتفاق النووي الكارثي في 2015 ساعدت ايران بشكل غير مباشر للتغلب على العقوبات بعد انهيار الاتفاق في 2019، وامتنعت عن مساعدة الأمريكيين. اما الان فالصورة مختلفة. أولا، وقوف ايران الى جانب روسيا في الحرب في أوكرانيا بارساليات السلاح وغيرها من المساعدات. ثانيا، النفط الإيراني الزهيد على نحو خاص يشحن الاقتصاد الصيني الذي يشكل إداة للحكم الشيوعي في صراعه ضد العالم الغربي. ثالثا، ترامب عاد وتعييناته حتى الان تتميز بخط متصلب على نحو خاص تجاه ايران. سيتعين على أوروبا أن تسير على الخط رغم وجود ماكرون رئيسا لفرنسا يتبنى النهج المتصالح تجاه ايران وتجاه محافل إرهاب أخرى، توجد في أوروبا مواقف أخرى آخذة الان في احتلال مزيد من المكان والقوة. 

وعودة الى اقوال ترامب في مسألة المخطوفين. الاقوال تتغلغل وتؤثر على جدول اعمال الصفقة التي بخلاف سابقتها في الصيف تعنى بعموم المخطوفين. نقطة الخلاف الأساسية ولا تزال تواجد الجيش الإسرائيلي في القطاع، لكن هنا أيضا يوجد تراجع من حماس عن موقفها الأكثر تصلبا. 

ملاحظة نهائية: اول أمس نشر على لسان “مصدر في طاقم المفاوضات” بان انسحابا إسرائيليا كاملا هو شرط ضروري للصفقة. انا صحفي أتغذى بالتسريبات، لكني لا انجح في أن افهم مصلحة المسرب في هذه الحالة. حتى لو كان هذا صحيحا، فاي أساس يوجد لموقف إسرائيلي آخر حين نجلس لمفاوضات محتملة اذا كان منذ الان ينشر المحفل المغفل كتاب استسلام؟

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى