إسرائيل اليوم: غزة أصبحت أقل ازعاجا، رغم التصعيد في نابلس والقدس

إسرائيل اليوم 23-2-2023، بقلم يوآف ليمور: غزة أصبحت أقل ازعاجا، رغم التصعيد في نابلس والقدس
العملية في نابلس، التي قتل فيها أمس 11 فلسطينياً أثناء اجتياح إسرائيل ضد نشطاء “عرين الأسود” في نابلس تستوجب نظرة مزدوجة: تكتيكية واستراتيجية.
من ناحية تكتيكية – كانت هذه حملة ناجحة. المستهدفون نشطاء إرهاب معروفون، شارك بعضهم في عمليات سابقة (بما في ذلك العملية التي قتل فيها مقاتل الجيش الإسرائيلي عيدو باروخ)، وكانت بالنسبة لهم عمليات عن نية لتنفيذ عمليات في المستقبل أيضاً.
حاولت إسرائيل القبض على بعضهم في الماضي دون نجاح، ومن اللحظة التي تلقى فيها “الشاباك” معلومات مركزة عن مكان اختفائهم، أصدر الضوء الأخضر.
المطلوبون اختاروا القتال
عملت القوات في الميدان تحت النار وفي مخاطرة عالية. عدد المصابين الكبير في الجانب الفلسطيني يرتبط بحقيقة أن المطلوبين فضلوا عدم الاستسلام، بل قرروا القتال – بما في ذلك قيامهم بنشاط في الزمن الحقيقي عبر الشبكات الاجتماعية، وكذا في محاولة استدعاء النجدة وإيقاظ المقاومة في المدينة، وكذا لأجل تحويل أنفسهم إلى أبطال (وليس بأثر رجعي) في الوطنية الفلسطينية. حقيقة أنه بين مقاتلي الـ “يمام”، والجيش و”الشاباك” لم تكن إصابات في مثل هذه النشاطات المركبة جداً، في قلب سكان مدنيين وفي وضح النهار، ترتبط بمهنية عالية للقوات، لكن أيضاً بالاستخدام المكثف للقوات من اللحظة التي فتح فيها المخربون النار.
البيانات التي نشرها الجيش الإسرائيلي أمس كانت تميل إلى تقليص الحدث إلى هذه الحجوم: نشاط ناجح ضد أهداف إرهاب، انتهى بقتل المطلوبين وبعودة القوات سالمة إلى الديار. لكن فحص الحدث في منشور ضيق كهذا هو أحادي البعد وخطير، ونأمل ألا يكون حاضراً في المداولات التي سبقت الحملة وتلك التي بعدها.
لا مفر لإسرائيل غير خوض حملات كهذه، وبتواتر عالٍ، على خلفية حجم التهديدات والإخطارات من العمليات في “المناطق”. لكن محظور عليها تجاهل أن مثل هذه الحملات قد تصبح أكثر عنفاً، وأن موجة صداها تتسع باستمرار إلى ما بعد الحدود الجغرافية للحملة المحددة.
التخوف: عمليات ثأر
كان هذا صحيحاً في الشهر الماضي عندما أدت حملة قتل فيها 13 فلسطينياً في جنين إلى إطلاق النار من غزة وعمليات ثأر في القدس، ويمكن التقدير بأنها ستكون هي الحالة الآن، خصوصاً في ضوء أن منظمتي الإرهاب المتصدرتين في القطاع، حماس والجهاد الإسلامي، أعلنتا بأنهما “لن تتخليا عن حقهما في الرد على العملية في نابلس”.
المعنى هو استعداد لإطلاق صواريخ من غزة. صحيح أن القبة الحديدية منتشرة بشكل واسع في الجنوب – ويمكن الافتراض أن قوات معززة ستنتشر على طول الحدود أيضاً منعاً لمحاولات اجتياز أو مس بالجدار والسكان – لكن ميل التصعيد واضح في غزة أيضاً التي يصعب عليها الوقوف جانباً والضفة تنزف: 49 قتيلاً فلسطينياً منذ بداية السنة، استمرار لأكثر من 150 قتيلاً في السنة الماضية.
القدس أولاً
غزة هي وجع الرأس الصغير. الاضطراب المتصاعد في الضفة، بالتوازي مع أواخر حكم أبو مازن وضعف السلطة الفلسطينية، كلها تزيد الخطر من انفجار عنف على مستوى واسع، وتحذر منه منذ زمن بعيد أوساط “الشاباك” و”أمان”. ينبغي أن يضاف إلى هذا شرقي القدس، حيث إن سياسة القوة التي يمليها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لا تهدئ الميدان، بل تثيره وتزيد عدد الإخطارات بالعمليات. وكل هذا يحصل قبل أسابيع من رمضان، المعد للاضطرابات أكثر من أي وقت مضى.
إسرائيل قادرة على تحديات أمنية كهذه. لكن عليها لأجل ذلك أن تعمل بحكمة وليس بتصريحات عديمة التغطية، مثلما تصرفت الحكومة بعد العمليات الأخيرة. لقيادة خطوة واسعة في الساحة الفلسطينية، مطلوب لها شرعية دولية، غير موجودة الآن. فالإصلاح القضائي قضم دعم العالم لإسرائيل.
إذا لم تتمكن حكومة نتنياهو من تعزيز التأييد في العالم كجزء من خلق الردع حيال أعدائها، فستكتشف بأن خطواتها القضائية ستمس بإسرائيل ليس فقط في البورصة وفي سعر الدولار وفي عناوين وسائل الإعلام، بل وأيضاً في ميدان المعركة.