ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: على يهود امريكا وإسرائيل مراعاة “الشرخ الداخلي” في تحديد طريقهما

إسرائيل اليوم 4/11/2025، زلمان شوفال: على يهود امريكا وإسرائيل مراعاة “الشرخ الداخلي” في تحديد طريقهما

 نحو سبعة ملايين مواطن امريكي تظاهروا ضد الرئيس ترامب، عشرات الالاف في إسرائيل تظاهروا ضد الحكومة – لكن لا هؤلاء ولا أولئك نحو 2 في المئة الى هذا الحد أو ذاك، هم مقطع يمثل سكان بلادهم وهم لن يقرروا مستقبل الحكم وان كان في ذلك نوع من قراءة الاتجاه من ناحية الوضع الاجتماعي والسياسي الداخلي في الدولتين.  وبالفعل، في كلتيهما تبدو صدوع في أرضية الحوكمة وفي الوحدة القومية، من شأنها أن تتسع أكثر فأكثر في اعقاب الانتخابات في السنة القادمة – في الولايات المتحدة، للمجلسين، وفي إسرائيل للكنيست.

لا معنى أن ننشغل الان بالمستقبل السياسي في إسرائيل، حين لا يكون واضحا بالضبط من سيتنافس في الانتخابات. اما في الولايات المتحدة، بالمقابل، فان هوية القوى واللاعبين تتضح بوتيرة متسارعة واساسا يتضح المضمون. في الحزب الديمقراطي الذي تنقصه الزعامة يقف مرشحو الوسط مقابل مرشحين يسعون الى  تموضع حزبهم والولايات المتحدة كلها في اقصى اليسار المتطرف للخريطة السياسية والاجتماعية. هذا الصراع الداخلي يجد تعبيره في هذه اللحظة في جهد المعسكرين في الحزب لتقدير مرشحين عنهما في مناطق الانتخاب المختلفة. في اليسار المتطرف أقيمت هيئة مع ميزانية بمبلغ 50 مليون دولار اتخذت لنفسها هدف تجنيد مرشحين مناسبين، شبان بالأساس، كي تعظم تواجد اليسار المتطرف في الولايات المختلفة. من يقف على الرأس لا يخفون نيتهم في الا تكون الانتخابات في 2026 الا مقدمة لثورة بعيدة الأثر في المستقبل فيما ان التاريخ النهائي هو 2034.

من الجانب الاخر، شخصيات معروفة في الحزب الديمقراطي اقامت اطرا مختلفة كي تضمن فوز مرشحين يمثلون القيم الليبرالية التقليدية لحزبهم. احدى هذه المنظمات “ولكوم”، نشرت برنامجا سياسيا ينتقد الميل المتزايد الى اليسار في حزبهم وتعلق عليه الذنب في الهزائم في الانتخابات الأخيرة. اختبار ملموس في هذه المواجهة سيكون قريبا، في الانتخابات لمنصب حاكم فرجينيا والتي يترشح فيها المرشحة من الحزب الديمقراطي، أفيجيل سبنبيرغر التي اتخذت مسافة واسعة قدر الإمكان عن اليسار. المواضيع الخارجية لا تؤدي بشكل عام دورا هاما في هذه المواجهة الحزبية الداخلية باستثناء المسألة الإسرائيلية الفلسطينية التي استخدمها اليسار المتطرف المؤيد للفلسطينيين كوسيلة لجر أجزاء معتدلة اكثر في اليسار الديمقراطي لمواقفه، حتى قبل حرب غزة.

ان الانتخابات لرئاسة بلدية نيويورك فضلا عن الأهمية في المدينة نفسها، ذات مغزى لان المرشحين من الحزب الديمقراطي لوظائف مختلفة، وليس فقط في نيويورك، يرون في نتائجها مؤشرا. النتائج لن تعرف الا غدا، لكن اذا فاز زهران ممداني (ولشدة الخجل، بمساعدة بضع عشرات الاف “الاغبياء الاستخداميين” أيضا من أوساط الناخبين اليهود)، ستكون لذلك ارتدادات في أماكن أخرى. نيويورك لا تشبه باقي الولايات المتحدة بل العكس هي أحيانا النقيد التام عنها، لكن لا يمكن تجاهل إمكانية ان يكون تأييد الحزب الديمقراطية لمرشح لا سامي ولا اسرائيلي في مدينة ذات نسبة عالية جدا من اليهود يمكنه أن يفسر كتبني لاستراتيجية هدفها السيطرة على مراكز السياسة وعلى مراكز القوة الاقتصادية، الثقافية والإعلامية. على أي حال، ستشكل الانتخابات في نيويورك تحديا للطرفين في الحزب الديمقراطي: لليسار المتطرف، برئاسة السناتور بارني سندرس، عضو المجلس النيابي الكسندرا اكسيو كورتيز وممداني نفسه، ومعسكر الوسط التقليدي.

مكانة الرئيس ترامب في أوساط الجمهور الأمريكي، وان لم تكن في ذروتها متينة. يفقد ورقة، سواء في مواضيع داخلية أم خارجية، سواء كان له حظ ام كان محقا في اختيار خطواته. مع ذلك توجد إمكانية ان في انتخابات الوسط في 2026، سيفقد الجمهوريون اغلبيتهم الطفيفة في مجلس النواب وستكون لذلك تداعيات أيضا في سياسة الخارجية والامن، بما في ذلك في موضوع إسرائيل.

ان التأييد الجمهوري لإسرائيل في المجلسين وبخاصة في مجلس الشيوخ، مستقر وهو سيبقى كذلك طالما كانت سياسة الرئيس ترامب نفسه لا تتأثر سلبا بعناصر في معسكره ممن لا يميلون لإسرائيل ويرون في الخطوات التي يتخذها الرئيس في الشرق الأوسط خروجا عن الأيديولوجية الانعزالية – القومجية التي انتخب على أساسها.

مثلما في الحزب الديمقراطي، في الحزب الجمهوري أيضا توجد تيارات لاسامية متطرفة بما في ذلك في أوساط مستشاري الرئيس الايديولوجيين المقربين، وحسب السناتور كروز فانهم آخذون في الاتساع. وهذه حقيقة لا يجب تجاهلها عند النظر الى الصدوع المتسعة في الجمهور وفي السياسة الامريكية.

ثمة من يخشى من أن يكون من شأن الصدع في الولايات المتحدة أن يتدهور الى حد حرب أهلية، لكن حتى لو لم يحصل هذا، فان الشرخ الداخلي ونتائجه هي شأن يتعين سواء على يهود الولايات المتحدة ام على دولة إسرائيل أن تراعيه في تحديد طريقهما.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى